محنة الكاتب عبد الوهام سمكان مع ممثلي السلطة في مراكش- المغرب-
كتب الكاتب يقول:
هذا الصباح أفقت باكرا رغم أن صيف مراكش يغري بالنوم صباحا. اتصالات و رسائل الأصدقاء يومي أمس و قبله قصد مؤازرتي و إصرارهم على محاولة دعمي معنويا و ماديا ضخت في دمائي روحا جديدة. في رأسي تأملت أبواب جديدة و محتملة يمكنني طرقها، غير أني و أنا أقوم بهذا تسلطت علي أفكار شؤم مستعيدة مسلسل الذل الذي عشته منذ أن تم اعتقالي بشكل تعسفي و تم حجز عربتي لبيع المأكولات. تأملت حلقات هذا المسلسل و وجدتني أقف بأسى عند بعضها:
1- حجز عربتي لبيع المأكولات التي هي مصدر رزقي الوحيد، و رفض تسليمي وصلا عن ذلك.
2- تعرضي لمعاملة مهينة و حاطة بالكرامة الإنسانية في الشارع العام و في داخل الملحقة الإدارية الحي الحسني بمراكش، لا لسبب سوى لأني طلبت وصلا عن حجز عربتي.
3- احتجازي أزيد من اثنتي عشرة ساعة بالملحقة الإدارية المذكورة أعلاه و سحب هاتفي مني، كل هذا دون أن يتم إنجاز محضر.
4- صمت المسؤولين عن أي تدخل يعيد إلي كرامتي و مصدر رزقي الوحيد رغم أن قضيتي أثارتها مجموعة من الصحف و المواقع الالكترونية و أذيعت عبر الراديو.
5- الصمت المريب و الجارح و الحاز في النفس من طرف اتحاد كتاب المغرب و وقوفه متفرجا و كأن الأمر لا يعنيه باعتباره اتحادا للكتاب، رغم أني قمت بإرسال رسالة مفتوحة إليه.
و غير هذه الحلقات دارت برأسي و كأنها تسعى لجري إلى حبال اليأس، غير أن تذكر رسائل و اتصالات الأصدقاء من كتاب و صحفيين و حقوقيين و جمعويين و آخرين بسطاء ربطتني بهم دروب الحياة القاسية، كلها دفعتني إلى عدم الإستسلام و إلى العودة إلى الأبواب المحتملة و محاولة خَلْقِ أخرى، لعل و عسى ينتهي هذا المسلسل إلى ما يحفظ لي إنسانيتي و مواطنتي.
خلفت الباب ورائي و جررت خطاي نحو الأمل و نحو طرق أبواب يمكنها أن تساعدني على استعادة عربتي و تمكنني من العودة لتحصيل طرف ديال الخبز بذراعي غير أنني بعد ساعات عدت بخفي حنين. صعدت إلى غرفتي فوق السطح و انطويت مفكرا بالمجهول إلى أن انتشلني جرس الباب. أطللت من النافذة لأرى شخصا يحمل كومة أوراق صغيرة. سألني عن عبد الوهام سمكان. أخبرته أنني أنا و نزلت الدرجات مرددا: الله يسمعنا خبار الخير. أخبرني أنه مبعوث من محكمة الإستئناف و أنه يحمل استدعاء لي من الوكيل العام للملك بالمحكمة. منحته بطاقة تعريفي الوطنية ليتأكد من هويتي و يسجل المعلومات. سلمني بطاقتي و الإستدعاء و مضى.
تأملت الاستدعاء بتأن و أنا أصعد الدرجات. ترى ما سبب هذا الاستدعاء؟ لاشيء يحدد الغرض. مكتوب فقط: لأمر يهمه: .............
كنت قبل أزيد من شهر قد تقدمت بشكاية لدى محكمة الاستئناف ضد ما تعرضت له من طرف القائد و القوات المساعدة و أعوان السلطة. ترى هل للأمر علاقة بتلك الشكاية؟ الله أعلم! المجهول كأنه غشاء كل أمر في هذا الوطن. تمنيت أن يكون هذا الاستدعاء قنطرة نحو استعادة كرامتي و مواطنتي و عربتي و رددت و أنا أبحلق في الإستدعاء:
- صباح الخير أيها الاستدعاء
صباح الخير يا وجه المحكمة!
ترى هل أصبت بالجنون؟!
التعليقات (0)