معظم مدارس غزة سقط طلابها شهداء.. وبعضها سُوي بالأرض
لم يملك الطفل الفلسطيني محمود الكتكوت قدرة على الجلوس في مقعده، وأصيب بحالة من الصدمة بعدما وجد لافتة بيضاء حملت اسم صديقه عاهد قداس على المقعد ذاته. لافتة تبلِّغه "رسالة مفجعة" فعاهد قداس بات شهيداً، وفارق الحياة في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة الفاخورة بينما كان يتواجد فيها نازحون فلسطينيون هربوا من منازلهم واحتموا بتلك المدرسة. وفي المقعد التالي حل اسم عماد ذيب بدلاً من جسده، ويتوالى المشهد إلى المقاعد التالية، ليتيقن الطلبة بأن أصدقاء كثيرين قد استشهدوا ولن يعودوا إلى صفوفهم أبداً. يقول الطالب محمد عبد العال: "يبدو أن الاحتلال اعتقد أن طلبة المدارس هم من يطلقون الصواريخ لذلك قاموا بقصف المدارس وقتلوا زملاءنا". عاد الطلبة في قطاع غزة إلى مدارسهم التي تعطل الدوام فيها بسبب الحرب التي قتل خلالها أكثر من ١٣٠٠ فلسطيني، بينما لم يُحصَ بعد عدد الطلبة الذين قتلوا في الغارات الإسرائيلية، إلا أن التقديرات الفلسطينية الأولية تشير إلى أن معظم مدارس غزة سقط منها شهداء، حيث تحول بعضها إلى ركام، ومن بينها مدرسة الفاخورة التي شهدت مقتل أكثر من ٤٥ فلسطينياً في غارة إسرائيلية. بعد أن انتهت الغارات بدأ المعلمون بالبحث عن بدائل، بعد أن سويت مدرستهم بالأرض، فمنهم من خرج إلى الساحة الرئيسية مع طلبته، وآخرون ذهبوا إلى شقق سكنية مؤقتاً في محاولة منهم لتعويض ما فات الطلبة من حصص دراسية، لكن جو الصدمة لا يزال حاضراً ومخيماً على الجميع. يقول الطالب باسل صرصور: "أنا غاضب من الاحتلال، وكثيراً ما كنت أحلم بتحقيق السلام، لكن مع هذا الاحتلال الذي قتل أصدقائي ودمَّر مدرستي لا يمكن أن يكون هناك سلام". وخرج عشرات الطلبة من إحدى مدارس غزة مع انتهاء الدوام الرسمي وهم يرددون "الموت للاحتلال" "الويل لقتلة الأطفال"، دون أن ينسوا رفع صور أصدقائهم الذين استشهدوا في الغارات الإسرائيلية. تقول الخبيرة الاجتماعية أسماء العارف: "إسرائيل تهدف بشكل أساسي من قصف المدارس وقتل الطلبة إلى خلق جيل فلسطيني غير متعلم
التعليقات (0)