لم يعد لصالح مكانا في مشهد اليمن السياسي، ذهبت معالم الوجه، و ذهب المجد و السؤدد، غير أن صالح يريد البقاء، بمظهره البارحة أراه يستجدي التعاطف، مسكين الرجل ضيعه حب السلطة و طلب دوام الرئاسة، و يريد المزيد، إلى أين؟
قبل صالح، قتل الحمدي وبعده الغشمي مباشرة رئيسي اليمن الشمالي ، يقول الصحفي عبد الباري عطوان أن صالح قال له أنه "أخذ الرئاسة بخنجر ولن تأخذ منه إلا به"، كناية لقتله للرئيس للرئيس السابق ابراهيم حمدي حسب ما يشاع. فهل لابد من الخنجر كي يغيب الرجل؟
ظهر الرئيس ليعيد اليمن إلى ساحات الإعلام و حديث الفضائيات و تحاليل المحللين و المتابعين و الناشطين و شهود العيان، ظهر من الرياض، و الرياض لها في ذلك سبيل، فهي تريد حلا للأزمة يبقى دفة الأمور تحت سيطرتها، كما تريد ذلك الولايات المتحدة، تحركات السفير الأمريكي شاهد على ذلك، محظوظ هذا الزعيم مازال بحبل ود الولايات متمسك، فهو القامع الرادع الحافظ لمصالح هذه الدول من خطر الإرهاب و المد الإيراني البارز من جبال صعدة جنوب المملكة.
ظهر الرئيس في صورة تبعث بالأسى لحال الرجل، ظهر ليبدي التحدي و يكذب التكهنات و يدعو للإقتسام السلطة بما يرسمه الدستور، عودة فتحت باب التأويل و رفعت من حظوظ المعارضين بحكم زوال الرجل، فلا يبدو أنه كما كان قويا صلبا. كما أنها أحيت الأمل عند مناصريه و خصوصا عائلته و الأقربون، لعله ظهر ليختم المسألة بحل أملي من عل.
دخلت اليمن في حالة الفوضى، و أصبحت على أبواب حرب أهلية كما في ليبيا، ليس من السهل أن تتنحى قبيلة عن حكم ما، ليست اليمن بالدولة المدنية، هي نسيج من العشائرتحكمها علاقات الولاء و المصالح، حتى و إن جمح الشباب إلى السلم و التطاهر السلمي، فهناك النظام الذي لن يترك السلطان إلا و حطام المدن و رماد النيران من وراءه، لعل عودة صالح قد تفتح باب الرجاء في حل يوفق بين الأطراف اللقاء خاصة و الوطني الحاكم، غير أن الشباب ليس لهم غير مطلب التنحي و الذهاب، فهل سيجنح الثوار إلى أي حل توافقي؟ ذهاب صالح و بقاء النظام حل مر قد ينهي الأزمة مرحليا، لكن سيبقى اليمن على حاله وهذا أمر لا يرضاه الشباب.
علي عبد الله صالح قبل و بعد الإنفجار
التعليقات (0)