مواضيع اليوم

صالح ورحلة البحث عن الخلود !

عبدالسلام كرزيكة

2011-01-03 08:03:25

0

يبدوا أن نواقيس العام الجديد أفاقت الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ، وجعلته يسرّع من وتيرة الإجراءات (القانونية) اللازمة لبقائه في السلطة مدى الحياة ، وذلك بإجراء تعديلات دستورية تقلص مدة الرئاسة من سبع سنوات إلى خمسة فقط ، على أن يكون العمل بالتقويم الرئاسي الجديد بعد العام 2013 ، أي بعد أن ينهي فترته الحالية من السبع سنوات !.. وكذا إلغاء تحديد فترات الرئاسة بفترتين أو ثلاثة أو حتى عشرة ، وتركها مفتوحة إلى المالانهاية ! .. فقام البرلمان اليمني بإحالة التعديلات الجديدة إلى لجنة خاصة للتصويت عليها ، وطبعا نتيجة التصويت المركزي معروفة مسبقا ، لأن تلك اللجان هي جزء من النظم ! ..

ونكتة الرئيس اليمني ذكرتني بأخرى ألقاها الرئيس الكازاخي نور سلطان نزاربييف حين عرض عليه المجتمع المدني البقاء في السلطة مدى الحياة ، فأجابهم بأنهم إذا كانوا يريدونه فعلا أن يبقى ، فعليهم أن يجدوا له ترياقا للخلود أو لدوام الشباب ! .. والفرق بين الرجلين واضح جدا ، رغم أن المشاعر البشرية المجبولة على حب السلطة تقريبا متشابهة ! .. فما الذي يجعل خلود الرئيس الكازاخي في السلطة يتم بسلاسة وصمت ، في حين يعم الضجيج أرجاء اليمن على علي عبد الله صالح لمحاولته الخلود في الحكم ولو إلى حين ؟! ..

الجواب في أن عقلية الحكام العرب كلها تقريبا متشابهة ، وشخصياتهم أيضا متشابهة ، فهي لا تتسم بالمرونة للأخذ والتعاطي مع مرؤوسيهم ، كما أنهم يحاولون الإستفراد بكافة السلطات والقرارات ، وبقمع الحريات المدنية ، ما يجعل الأنظمة العربية دكتاتوريات لاتعرف راحة البال ! .. أنظر مثلا إلى ملوك حول العالم لانسمع لهم ، ولا عنهم ، حسا ولا خبر ، وهم ملوك وأباطرة خالدون في مناصبهم ، ولا يتعكر لهم مزاج ، ولايتعرضون للإنتقاد .. فهم (يملكون ولا يحكمون) ، وهذا ما قاله أحد مراسلي الشبكات الإخبارية في تغطيته لإحتفال الشعب الياباني بذكرى مولد إمبراطورهم ، وكيف أنهم يتوافدون على قصره بأعداد هائلة ، ويحيونه ويتمنون له طول العمر ، وهي أمنيات صادقة من اليابانيين المتعاطفين مع الإمبراطور الذي لايزعجهم في شيء ، ولا يفرض عليهم شيئا من إرادته ! .. فأين نموذج اليمن أو أي نظام عربي آخر من نموذج اليابان ؟! ..

فتلك الدكتاتوريات ناعمة ، تأخذ كامل الحرية في التنعم بخيرات الأوطان المادية ، وتمنح شعوبها بالمقابل كامل الحريات في تقرير مصائرها ، والتصرف في باقي الثروات ، وإختيار ما يناسبها من حكومات لتسيير شؤونها المدنية وتنظيمها ، وهي بالتالي دكتاتوريات تملك ولا تحكم ! .. عكس الديكتاتوريات العربية القاسية التي تملك كل شيء ، وتحكم كل شيء حتى الإرادات الشخصية ! ..

علي عبدالله صالح لايقيم وزنا لتزكية اليمنيين على ما يبدوا ، ولا ينتظر مباركتهم لتخليده في الحكم ، لأنه لايعول على ماء وجهه ، ولاعلى أعماله وحسناته ، وسياساته طيلة الفترات الرئاسية الماضية ، التي كانت فرصا ما أحسن إستغلالها للإنسياب باليمن من الجمهورية إلى المملكة أو الفدرالية ! .. ما جعله اليوم يتخبط للإمساك بأرفع الخيوط للبقاء في سلطة هي من حديد .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تاج الديـن : 03 . 01 . 2011

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات