إطلاق إيران لصاروخ بالستي جديد تتجاوز سرعته سرعة الصوت ثلاثة مرات و مداه يتجاوز الثلاثمائة کيلومتر ولايمکن کشفه من قبل الرادارات و يتمکن من ضرب أهداف داخل البحر، إستعراض جديد آخر للقوة من جانب طهران، لکن هذا الاستعراض موجه هذه المرة و بشکل خاص جدا الى الدول العربية و تحديدا الى دول مجلس التعاون الخليجي التي أثارت خلال العامين المنصرمين الکثير من المواضيع و القضايا الحساسة التي لم يکن من السهل طرحها من قبل و کان أهمها واکثرها خطورة قضيتين إستثنائتين وهما قضية الجزر الثلاثة(طنب الکبرى و طنب الصغرى و ابو موسى) و قضية اسم الخليج الذي تطل عليه إيران من ضفة فيما تطل دول الخليج عليه من الضفة الاخرى، وکل جانب يسمي الخليج تيمنا بقوميته، وهو أمر يبدو ان طهران قد أخذته على محمل الجد و أضمرت في نفسها الرد لوقت مناسب ولکن ببطئها و رتابتها المعهودتين.
الصاروخ الايراني الجديد الذي صنعه تقنيوا نظام سمى نفسه في الدستور الرسمي للبلاد بالجمهورية الاسلامية، وطالما شاغل العالم کله بمزاعمه الدينية و تمسکه المفرط بها، هو بمثابة رسالة شديدة اللهجة توجه لدول محددة في المنطقة وعن سابق إصرار وکأنه إنذار من نوع خاص ليؤکد للجميع من أن دثاره الديني لم يبلغ بعد درجة من السمك بحيث يدفعه لوضع المسائل"الوطنية"و"القومية"الملحة جانبا من أجل المصلحة الاسلامية العليا او على الاقل من أجل مصلحة بعض من شعوب المنطقة و درء الخطر المحدق بها من جراء النزاعات و المنافسات و الخصومات الاقليمية المحددة.
صاروخ الخليج الفارسي، تطلقه الجمهورية الاسلامية الايرانية في وقت حساس و خاص جدا حيث ترتفع خلالها في إيران اصواتا کثيرة توجه أصابع الاتهام للنظام الاسلامي بالتفريط في أمور و قضايا"وطنية و استراتيجية"بالغة الاهمية و الخطورة، ومن دون شك فإن إطلاق هکذا اسم استفزازي على صاروخ بالستي بإمکانه أن يطال معظم دول الخليج من دون إستثناء، بمثابة تهديد جديد و شديد اللهجة من جانب طهران لهذه الدول وکأن لسان حالها يقول: الخليج فارسي وليس هنالك خليج عربي!
التعليقات (0)