صاحب الفخامة الرئيس .. للذكرى فقط .
[ لن اسمح للاعتبارات الدينية أو السياسية أو الحزبية أو المرتبة الاجتماعية أن تحول بين واجبي كطبيب وبين مرضاي , وسأتوخى الاحترام الفائق للحياة البشرية منذ نشأتها حتى ظروف التهديد, ولن استخدم معارفي الطبية بما يتنافى قوانين الإنسانية واني أتعهد بذلك رسمياً بكل حرية مقسماً بشرفي ].
ما سبق كان جزئاً مقتبساً من قسم الأطباء أصحاب العقول التي تداوي الأفئدة , وهنا أوجه رسالة لفخامة الرئيس بشار الأسد الذي تقول سيرته انه طبيب وجراح عيون نال درجته من بريطانيا فأصبح طبيب وضابط جيش ومن ثم رئيساً لسوريا وقائد لها .فخامة الرئيس بحكم عملك الإنساني الذي يتجلى في مهنة الطب تشكو مدينة درعا الثائرة والحائرة من قسوة الأيام التي تشابه قسوة الماضي الأليم , فما ثارت درعا إلا بعدما طفح الكيل وضاقت الأرض بما رحبت و وكانت تتعشم في شخصكم أن تقابلوا هيجانها بالحكمة والعقل والصبر وعشمها كان يستند على قسمكم كطبيب وليس قسمكم كرئيس فالطب أنبل مهنة وأسمى رسالة لكنها صدمت بقوة القاهرين ودبابات المتوحشين , فرددت درعا درعا لمين الشكوى .
فنيران العسكر ودبابات الجيش واجهت صيحات الشباب ودموع النساء ومع كل ذلك لم يقدم طب العيون أي جديد لإزالة الغبش و العمى عن الأعين بل صور ما يجرى بدرعا على انه مؤامرة تستهدف سوريا يقف ورائها المتربصون والإرهابيون , لقد انتهى العصر الحجري يافخامة السيد ولم يعد للرأي الواحد مكاناً ولم يعد للكذب مجالاً ولم يعد طب العيون وحدة كافياً لإزالة الغبش والظلام.
فخامة الطبيب نحن على وشك انتهاء أسبوعين من القتل والسحل والتهجير والاعتقال في درعا والله يعلم وحدة ماذا يحدث في غيرها لكن الهذا الحد توحش الأطباء ووصلوا لمرحلة التبلد والوحشية المفرطة .
سيسجل التأريخ في سجلاته ما يحدث وما سيحدث وسيذكر أن درعا أغلقت صيدلياتها واعتقلت نسائها وشيوخها وقتل شبابها وسحل أطفالها وهجر معاقوها بيد طبيب وجلاد ومتمترس خلف دبابة كان من المفترض أن تواجه المحتل لا أن تواجه الشعب . سيادة الرئيس الطب مهنة عظيمة والعيون غشتها الدموع فأزل الدموع بورود حانية لا بمشارط وأيادي قاسية.
فاصلة :من روائع احمد شوقي :
سلام من صبا بردى ارق ودمع لا يكفكف يادمشق
ومعذرة اليراعة والقوافي جلال الرزء عن وصف يدق
وذكرى عن خواطرها لقلبي إليك تلفت ابداً وخفق
وبي مما رمتك به الليالي جراحات لها في القلب عمق
اسال الله أن يصلح الحال والى الله المشتكى.................
التعليقات (0)