شيوخ بلا عشيرة
العراق على أعتاب الانتخابات البرلمانية 2014 اذ بدأت الحملة الدعائية مبكرا وقبل موعدها ولكن بصورة غير مباشرة ,واسرع من قام بهذه الدعاية البرلمانية هم أصحاب المناصب الحكومية والإدارية فسارعوا للحصول على التأييد مستغلين كل صغيرة وكبيرة يمر بها العراق ( لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا )وهذا ليس بالغريب فهي الانتخابات التي تقرب البعيد وتبعد القريب وأكثر من ذلك تأتي بالشمس والقمر لتضعهما في أحضان الناخبين البسطاء الذين ينتظرون مَن يأخذ بهم بعيدا عن الفساد والانحراف والإرهاب والأزمات السياسية التي تحصد الأخضر واليابس .
والغريب بالأمر في هذه المرة دخول العشائر على خط الدعاية الانتخابية بتشكيل الروابط والمجالس العشائرية وتحويل العشيرة إلى حزب أو مؤسسة اجتماعية وقد يكون هذا بحسن نية عند البعض إلا إن وراء هذه الروابط أهدافا سياسية تبحث عن التأييد لمرشح ما .
إن تاريخ العشيرة في العراق اكبر من ذلك وانا سمعت من والدي حديثا بين البكر وملا مصطفى البرزاني حينما عرض البكر منصب رفيع على الثاني رفض البرازاني قائلا انا شيخ والشيخ اكبر من اي منصب في دولتك .
ثم اننا لا ننسى تعرض العشائر في العراق إلى الاضطهاد والى التهميش بسبب مواقفهم الوطنية ضد الظلمة وكان هذا حاضرا في زمن صدام حينما اخترق العشيرة وعزل رؤسائها غير المؤيدين له عن أفراد عشيرتهم واوجد لهم بديلا رؤساء عشائر عملوا لتأييده فأغدق عليهم المال والسلاح والهدايا والمكرمات وكون لهم مكتبا في وزارة الداخلية ترأسه احد أقربائه (روكان ارزوقي ) وهذا بدوره صنف العشائر من الألف إلى الجيم وكل يقبض حسب تصنيفه سماهم الشعب العراقي فيما بعد (شيوخ التسعين) وكل هذا السعي والحثيث من الأنظمة الحاكمة في التقرب الى العشائر لانها تعرف إن للعشائر دورا كبيرا في توجيه المجتمع لايقل دورا عن القانون .
إن تشكيل الروابط لن يكون بديلا حقيقيا عن العشيرة كون العشيرة تؤدي دورا اجتماعيا مهما وهذا الدور فعال وفاعل حتى هذا اليوم ولا نحتاج الى تشكيل روابط عشائرية مرتبطة بمؤسسات المجتمع المدني لذا يفترض بالعشيرة ان تحافظ على هيكليتها وتبقى بعيدة عن التحزب بحجة لُم الشمل.
وانا سألت احد الشيوخ في سنين مضت وتحديدا في زمن النظام السابق
ياشيخنا هل لديك هوية من النظام تثبت انك شيخ ؟
فرد علي قائلا يا ولدي انا معرف بين أهلي وأعمامي وقبيلتي فلا احتاج إلى هوية من الدولة .
فيا شيوخنا الأعزاء انتم شيوخ بلا هوية كأسم العلم لا يحتاج الى تعريف جزاكم الله خير الجزاء .
التعليقات (0)