مواضيع اليوم

شيوخهم ومفسدونا

روح البدر

2009-06-16 05:37:29

0

شيوخهم ومفسدونا

صادق الازرقي

كان الجيل الذي سبقنا ممن تهيأ له السفر الى بلدان أخرى قد نقل الى أسماعنا بعضا من صور الحياة في تلك البلدان فيتملكنا العجب حينها.
اذكر مما نقلوه إلينا انهم وجدوا في ستينات وسبعينات القرن الماضي بلدانا مثل سلطنة عمان او الإمارات وغيرها من دول الخليج لم يكن فيها ملاعب كرة قدم نظامية وان القليل منها إذا وجد فهي عبارة عن ساحات متربة وان كثيرا ما يجلس لاعبو الاحتياط والمدربون في البطولات الرياضية على بقايا من علب الصفيح.
كان هذا يقال في الوقت الذي كانت بغداد قد سبقت تلك الدول في نموها وتطورها خصوصاً إثر ما سمي بالطفرة النفطية التي راكمت عشرات المليارات من الدولارات في خزينة الدولة العراقية. لم نكن نعرف بالتحديد هل هو نوع من المبالغة ام هو الحقيقة ما نقل عن احد حكام دول الخليج حين قال انه سيجعل عاصمته مثل بغداد!.
اما النتيجة فلقد عشناها بمرارتها.
تكاثرت لدينا في العراق قصور الحكام فلم يكتف صدام مثلا بقصر واحد بل أصر على إنشاء اثنين وثلاثين قصراُ في الوقت الذي كان الشعب فيه يتدافع بالمناكب والأيدي للحصول على اربع بيضات دجاج او كيس من صمون الإعاشة الكهربائي وانقطعنا كليا عن الدول الخليجية ولم نعد نسمع أخبارها.
وبعد ان تهيأ لنا الخروج من القوقعة والاطلاع على العالم مرة اخرى اثر سقوط النظام المباد ودخول (الستلايت) الى بيوتنا فوجئنا بالتطور الذي وصلت اليه جميع دول الخليج والملاعب اليانعة الخضرة و (السوبر ماركات) الضخمة والشوارع والكورنيشات البديعة والنظافة المبذولة في الشارع والانظمة المرورية الراقية وغيرها الكثير وها نحن لم نزل نحبو حتى بعد مرور السنوات الست منذ التغيير الكبير في 2003 بل رجعنا القهقري في الكثير من المجالات.. فما الفرق بيننا وبينهم؟
لن نتعب انفسنا في التنظير السياسي مثلما يحلو للكثير من العراقيين ان يصدع رؤوسنا بذلك بل انها حقيقة واقعية بسيطة. هم عندهم اموالهم وخزينتهم المتولدة عن النفط وهي في ايدي حكامهم مثلما هي في ايدي حكامنا الذين ابتلينا بهم وحكامهم يوفرن لأنفسهم وأسرهم حياة باذخة رغيدة لكنهم لا يمنعونها كذلك عن شعوبهم .. يأخذون لأنفسهم ويعطون لشعوبهم احتياجاتها ولربما الأكثر من ذلك فهم بهذا يضمنون حاضر مواطنيهم ومستقبل اجيالهم ويلبون جميع ما تحتاجه الحياة التي تليق بالبشر.
اما مفسدونا فلا يفقهون غير اللصوصية وكره الآخر فهم لا يشبعون من الأموال التي يأخذونها من خزينة الدولة كل يوم بل يوغلون في سلب حقوق الناس والتعدي حتى على (خبزهم) وقوتهم اليومي فيحرمونهم من الغذاء الصحي والكهرباء ويمنعون عنهم الماء والدواء ثم وبعد ان ينكشف أمرهم يسارعون الى الفرار بالاستفادة من جنسياتهم المزدوجة فيشدون الرحال الى دولهم الاخرى وعندئذ لن يعبأوا بمن يتحدث عن المليارات التي سرقها وزير دفاع سابق او وزير كهرباء هارب او وزير تجارة يتهيأ للسفر الى موطنه الآخر.
الحقيقة الوحيدة المرة والتي يقف الشعب عاجزا إزاءها ان هؤلاء لا يشبعون من المال ولن يكتفوا بتوفير الحد المطلوب لحياة رغيدة لهم ولأقربائهم ومعارفهم بل انهم يريدون ان يسرقوا منا كل شيء بل حتى ما تبقى في جيوب عمال المسطر وفقراء العراق وهذا هو الفرق بين حكام الخليج شيوخها و بين مفسدونا. هم يأخذون في الوقت الذي يجهدون في بناء الحياة اللائقة لشعوبهم اما مفسدونا فلن يكتفوا بسرقة مواردنا بل سيأتون على ما في بيوتنا وجيوبنا كذلك

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !