1 ـ نشرت " إيلاف الجريدة " قبل أيام مقابلة صحفية مع المعارض السوري " فريد الغادري " حبيب الصهاينة وأمريكا .. ولا أريد أن أوسخ صفحتي بنسخ النص فيها ، إنما أدعوكم لقراءتها والتمعن بها على الرابط التالي :
http://www.elaph.com/Web/Webform/SearchArticle.aspx?ArticleId=652538§iononline=Politics
كي تتعرفوا ارتباطات تلك المعارضة والمعارضين السوريين وأجنداتها ومصادر سلاحها الذي استخدمته في الأحداث الأخيرة ، وشراسة الهجمة التي استهدفت سوريا ، لا لشيء ، إلا لأنها لم تستسلم كما يريد هؤلاء ، ولم تهادن ولم تصالح ولم تتخل عن المقاومة ولم تتخل عن الأصدقاء كرمى عيون الأعداء الصهاينة ولصالحهم ..
2 ـ وعلى هواهنهم ، هناك من يريدون أن يوزعوا على الآخرين أحكام القيم والوجوب .. كالأمانة والخيانة والحرية والعبودية والوفاء والغدر ، وكأنهم يمتلكون أيضا مساحات من الحكمة والقيم والأخلاق التي تؤهلهم لإصدار هذه الأحكام .. مثلهم مثل هؤلاء " المفتين من كبار العلماء " الذين يوزعون أراضي الجنة على القتلة الفتنويين الذين ينحرون أنفسهم ويقتلون العشرات من شعبهم العربي ..
أستطيع أن أعد تلك العمليات جهادا في سبيل الله ، حين يتم تنفيذها ضد القوات الصهيونية المحتلة المعادية ، أو بأي قوات معادية تحتل أرضا بغير حق مشروع .. لكني لا يمكن أن أقبلها وهي تنفذ بشعب عربي أيا تكن انتماءاته الدينية أو السياسية .. ولا أستطيع أن أقبل أي نوع للقتل من أي طرف كان ، وضد أي طرف كان .. إلا القتل للعدو الصهيوني والأمريكي المحتلين أو ما شابههما ..
3 ـ ويحلو للبعض توزيع الاتهامات منصبا من نفسه قاضيا أخلاقيا ، فيرى بأن من يصدق ـ كما يزعم ـ مقولة " النظام السوري " في روايته للأحداث ، فهو شريك النظام في " جريمته " ، أفليس هذا هو المضحك المبكي بعينه ؟! ..
إذن على الأقل ، فإن أكثر من ثلاثة أرباع الشعب السوري شريك في قتل نفسه ..
وأريد أن أسأله : ألم تصدق ـ يا هذا مثلا ـ أنت وكثيرون مثلك ، رواية النظام البحريني عن الأحداث فيها ؟ فهل تعتبر نفسك ومن هم أمثالك شركاء في قتل من قتلوا من البحرينيين ؟!
أيجب أن يكذِّب المرء عينيه ويصدقَ أذنيه حتى لا تتهمه بذلك أيها " الـ ما بعرف اسمك " ؟؟!!
ثم ، يمكن أن أصدقك ، لو قلتَ لي صادقا : إنك رأيت بعينك في بلدي غير الذي نراه .. فهل رأيت ؟؟ أم سمعت ؟؟
ألا تعرف الفرق بينهما ؟؟
أم إنك "كشهود العيان والمحللين والمفكرين المحترمين الرائعين " الذين باعوا ضمائرهم وعروبتهم وانتماءهم ودماء شعبهم بأنواع متعددة من العملات والشيكات العربية الشقيقة ، والأجنبية غير الصديقة ؟!
4 ـ وهل يجب أن يكون المرء معارضا للنظام على " العمياني " ومؤيدا للقتلة على " العمياني " حتى يكون وفق تصنيفك له " مدونا حرا " ؟!!!
أنا لست معارضا ولست نصيرا إلا بمقدار تحقق آمال ومصالح الشعب ، وبمقدار ما تكون القضايا الوطنية والقومية مصونة ..
وعليه ، فلا تعنيني استفزازاتك ، وبئست الحرية التي تراها وتدعوني إليها .. وبئس التدوين " الحر " الذي تراه وتفهمه ..
فهذه الحرية عندك ، المساوية للعمى الذي في بصيرتك ، لا أقبلها ، ولا تناسبني ، ولاسيما حينما يكون صكها ممهورا بخاتم ..... " أحترم القراء بعدم ذكره " ..
وهي كالحرية التي دعانا إليها صاحبك لنقتل ثلث شعبنا ..
فهل سيفرح وقتها ذاك " برضا الله عليه " لو نفذنا فتواه " العظيمة " ؟!
وهل سينعم برضوان جنات ربه وهو يدعو إلى ما يدعو إليه ؟!
أليس مَن قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا ؟!
تبا لكم ولفتاواكم أيها الحاقدون ..
خسئتم .. فلن تنالوا من شعبنا ، ولا من وحدته الوطنية التي أغاظتكم وسوّدت وجوهكم أمام أسيادكم ..
5 ـ ولأنني لا أعرف من أنت ولا من أين ، سأفترض أنك ممن علمهم شعبنا وغيره من الإخوة العرب كيف تبسمل وتصلي وتكتب اسمك ، وكيف تغسل قفاك .. ومع ذلك ، لم تستطع أن تكتب اسمك .. ولن أكمل البقية حرصا على مشاعر غيرك ممن نحترم ..
6 ـ أنا ـ يا هذا ـ لست مدافعا عن النظام .. " ومرة أخرى أدعوك ـ يا هذا ـ للعودة لمقالاتي السابقة " ..
أنا أدافع عن وطني وأرضي وشعبي ، كما دافعتُ عن إخوتي العرب في كل مكان من الوطن العربي .. وكما سأدافع دوما عن كل المظلومين والمضطهَدين ..
ولو تعرضتَ أنت ـ يا هذا ـ للظلم يوما ، وعلمتُ به ، فستجدني أدافع عنك ، رغم التي واللتيا ..
لكن ، حين يمسُّ أيُّ أحدٍ بالثوابت الوطنية السورية والقومية العربية ، سأكون ضده بكل تأكيد ، وبكل ما أوتيت ..
7 ـ وحينما سقط شهداء أبرياء برصاص السلطة في بلدي ، قلنا رأينا فيه وعارضناه وترحّمنا على الشهداء ورفضنا استخدام القوة ضد التظاهر السلمي والمطالب المشروعة المحقة للمواطنين ..
وكان ردي الأول عليك بالتحديد ، شاهدا تتقاطع مع شهادتك العمياء .. أليس كذلك ؟؟ .. هل شاهدته ؟ هل قرأته ؟ لماذا لم تعِهِ ؟!
8 ـ وقد سقط أبرياء بكل تأكيد .. واعترفت السلطة ..
لكن ، أن تجري الأمور بعد ذلك وفق ما جرت وبالطريقة التي تبدت من خلال ركوب مجموعات من قطاع الطرق والمجرمين المسلحين المأجورين موجة المطالب الشعبية المحقة ، وأن يَقتلوا ويمثلوا ويفظعوا ويتآمروا مع الأعداء ضد الوطن والشعب ، فذلك أمر مرفوض ومدان وخسيس كمن يفعله تماما .. وكمن يقبل به أيضا ..
وقد برزت مواقف وشواهد كثيرة واعترافات من أصحاب الأجندة الرئيسيين ، ومن المعارضة الخارجية نفسها تؤكد تآمرهم على الوطن وتحالفهم مع أعدائه .
وذكرت كثيرا من ذلك في أكثر من مقال سابق ..
فإذا كنتَ لا ترى ، فتلك مصيبة كل أمثالك ، وإذا كنت لا تفهم ، فالمصيبة أعظم ..
ولا أريد أن أكرر المواقف التي أعلنتها في تلك المقالات ، ولاسيما حول المطالب الأمريكية من سورية ، ولا أريد أن أتبنى كل ما يقال في الإعلام السوري أو غيره ..
لكن .. شيء من الموضوعية تنفع في الوقوف على كثير من الحقائق .. ..
9 ـ كنت أتمنى فعلا لو كانت " ثورة " الشعب السوري ثورة بيضاء ووطنية وسلمية وأنا معها في كل شعاراتها ..
ولا يمكنني أن أنساق وراء يافطاتهم المخادعة وشعاراتهم المزيفة .. لقد خدعوا أنفسهم بها قبل أن يخدعونا .. وكذبوا على أنفسهم قبل أن يكذبوا على الشعب كله ..
وإلا كيف استسلم واعترف الآلاف منهم للسلطات السورية ؟
إضافة إلى مئات أو آلاف ـ ربما ـ كما يقول المتباكون عليهم من المرصد السوري لحقوق الإنسان ، ممن أعلنت السلطات اعتقالهم والاستيلاء على كميات كبيرة من أسلحتهم ومتفجراتهم وأجهزة " ثرياتهم " وكاميراتهم وشهاداتهم وشهودهم ، التي سلبوا بها الشعبَ أمنه وسلامَه واستقراره الذي نعمت به سورية طيلة السنين السابقة ..
ولا أظن أن أحدا زار بلدنا فلم يلفت نظره ويعجب لذلك الأمان غير المعهود وغير الموجود حتى في أرقى بلدان العالم ..
إن ذلك الأمان كان فرصة لهؤلاء ، استغلوها أبشع استغلال من خلال تهريب الأسلحة وتجنيد المجرمين ، حتى وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه ..
10 ـ ومن الثابت ، أن المعارضة الوطنية المسالمة قد طالبت بكثير من المطالب المحقة ، التي أيدناها قلبا وقالبا ، وأيدتها السلطة ونفذت معظمها حسب أولوياتها ، ووعدت باستكمال التنفيذ ، ومع ذلك ارتكب المجرمون الإرهابيون كثيرا من الجرائم بحق المواطنين والجيش والشرطة والممتلكات العامة والخاصة ..
ولا يريد " الإعلام المحترم " أن يراها ، لإيغاله في الولوغ بدم الشعب العربي السوري .. وتأكيدا على ارتباطه بمشروع تمزيق سوريا أرضا وشعبا قبل أن يكون مشروع إسقاط النظام .. فكما اختبأ هؤلاء وراء المطالب المحقة ، كرروا اختباءهم وراء مطلب إسقاط النظام ، ليكون البلد تحت رحمتهم ورحمة دعاة الفتنة وأذنابهم " المتأمِّرين المتآمِرين " ..
وليس أصحاب المشروع الحقيقيون في الخارج ، أغبياء لهذه الدرجة ، فهم يعرفون تماما أن إسقاط النظام غير محتمل إلا بالفتنة من الداخل ، فجندوا وجهزوا ووضعوا كل ثقلهم لتفجير البلاد ..
فضاع الصالح بالطالح ، وصادروا بذلك حقوق المعارضين الوطنيين .. وأضاعوا على الشعب فرصة هامة يستفيد منها الحراك الشعبي نحو تحقيق مزيد من المطالب ..
لكن ، ألا ترون أن السحر انقلب على الساحر بفضل إرادة وتصميم كل الشعب العربي السوري الذي يرفض الفتنة والاقتتال ، ويعي خطورة الانزلاق لها ونتائجها المدمرة على النسيج الوطني كله ؟! ..
11 ـ ولا أعرف لماذا يتباكى الكثيرون على شعبنا العربي السوري ولا يتباكون على غيرنا من الشعب العربي ، بل لا يجرؤون على ذكر معاناته .. شأنهم في ذلك شأن الإعلام العربي الخليجي المحترم الذي هو أيضا أعمى وصار " كالجمل الذي لا يرى حدبته " ..
إنهم يسوِّقون بضاعة غيرهم في غير بلدانهم .. فإذا كانوا معجبين بها لهذه الدرجة ، ويؤمنون بها حقا ، فلماذا لا يسوّقونها في بلدانهم ، لتسعد وتنعم بها شعوبهم كما يزعمون ؟!!
أليست شعوبهم أولى من غيرها بتلك النعم ؟!
فلو كان هؤلاء أدرى بشعاب بلدانهم ، لألبسوا شعوبهم تلك الثياب التي يجبروننا على لبسها ..
أم إنهم ما عادوا أدرى بشعابها ؟؟!!
أم إنه " الإيثار " في أبشع صوره ؟؟!!
والله حيرتونا !!! ..
ويا سبحان الله .. هي المحبة من الله سبحانه وتعالى ..
فأشقاؤنا المتباكون علينا ، لم يتباكوا علينا عندما اعتدى الصهاينة علينا ، ولم يستنكروا عدوانه ، ولم يتفوهوا بكلمة تنديد على سبيل فض العتب ، وكذلك حينما هدَّدَنا الأمريكان بعد غزوهم العراق .
ولم يبك ، حتى ولم يتباك أشقاؤنا الأعزاء على الشعب العراقي ضد الاحتلال الأمريكي ، بل غرزوا سيوفا وخناجر مسمومة في ظهره وخاصرتيه ..
ولم يتباكوا على الشعب اللبناني في عام 2006 ، بل كانوا عونا للصهاينة عليه ، واعتبروا المقاومة " مغامرة " بشعبها وأمنها ومنطقتها ..
ولم يتباكوا حتى ، على الشعب العربي الفلسطيني في غزة ، الذين أحرقهم الصهاينة كما حاصرهم النظام المصري البائد ..
ولم يتباكوا على مواطني البحرين المسالمين ، بل فـُعل بهم ما فـُعل ..
12 ـ وقبل سنوات سُفكت دماء كثيرة في الحرم المكي الشريف ، ضد من قيل إنهم يحملون السلاح .. وبعدها قتل كثيرون من المواطنين السعوديين الإرهابيين الذين كان لهم موقف من الحكم ..
ولا أريد أن أتحدث عن الشعب الليبي الذي أصيب بنكبتين كبيرتين : نكبة النظام ونكبة قصار النظر من العرب الذين أرسلوا قواتهم مع أحلافهم " للانتصار للثورة الليبية " ، فانظروا إلى أين آلت الأمور ..
ولا أريد أن أتحدث عن اليمن .. ففيهم ما يكفيهم ، من التدخلات والتداخلات والتحريضات والمؤيدات والمعارضات والمسيرات والمشاحنات ..... إلخ ..
والسؤال :
هل هي مصادفة أن تتوحد جهود أمريكا وإسرائيل والغرب مع عربهم ضد سورية ؟؟؟!!!
لماذا لا يتحلى البعض بالموضوعية حتى نستطيع أن نكنّ له الاحترام والتقدير ؟؟!!
هل من الحق أن يكون الساخن والبارد على سطح واحد ؟؟!!
" هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " ؟؟
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ..
والحمد لله رب العالمين .
الأربعاء ـ 11/05/2011
التعليقات (0)