مواضيع اليوم

شيطنة أمريكية عربية ضد إيران

mahmood ayoub

2010-07-10 18:51:38

0

الحديث عن شيطنة إيران ليس بجديد، فهو قديم بقدم ثورتها الإسلامية، وهو يتأرجح صعودا وهبوطا مع نبرة التصعيد أو التخفيف تجاه ملفها النووي أو لجهة دعمها لحزب الله اللبناني وحركتي حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين أو لدورها ونفوذها الاستثنائي في العراق. في البداية كان الهاجس المؤرق للولايات المتحدة والغرب ودول الخليج هو الخوف من تصدير الثورة الإيرانية لمحيطها الإقليمي والذي شُنت من أجله حرب ضدها
أما الآن فبات الهاجس الأكبر والأكثر خطورةً وأهمية هو برنامجها النووي المثير للقلق والمشتبه بخطورته على إسرائيل وسعيها إلى النفوذ والتفرد بدور إقليمي، وربما محاولتها التسلل إلى الحديقة الخلفية للولايات المتحدة ( أمريكا اللاتينية ).
وقد انصبت جهود السياسة الأمريكية والإعلام العربي الرسمي في الآونة الأخيرة على شيطنة إيران داخلياً وخارجياً وجعلها الخطر والعدو الأكبر للعرب، فبات الإعلام العربي الرسمي يهتم فجأة بالديمقراطية في إيران عوضاً عن اهتمامه بالديمقراطيات في البلدان العربية، فصور إيران الحالية على أنها ديكتاتورية دينية زورت الانتخابات وقمعت بالدم تظاهرات شعبية ( قناة العربية تصدرت الحملة بمعدل تصريح وخبر كل ساعة ) كما أظهر إيران كخطر كبير يتهدد الخليج العربي بالدرجة الأولى والمنطقة العربية بشكل عام أكثر مما تشكله الدولة العبرية والتي أصبحت في منأى عن أي اتهام بالأبلسة ( تزعم عبد الرحمن الراشد حملة جريدة الشرق الأوسط للتنبيه لخطر إيران على أمن دول الخليج ). وجاء الخطأ الاستراتيجي للسياسة الأمريكية في المنطقة، كما يصفه البعض، بتقديمها العراق على طبق من ذهب لإيران ليزيد من وتيرة التصعيد ولنسمع ولأول مرة بمصطلح التشيع ألصفوي، وليشعل من جديد شرارة الحقد الطائفي ضدها (هجوم لا مثيل له على مواقع الإنترنت). وبعد أن توافقت السياسات الإسرائيلية والأمريكية والعربية على مبدأ حل الدولتين وخيار السلام مع إسرائيل، ها هي تتوافق على هدف آخر وهو شيطنة إيران.
فالطرق الآن باتت معبدة وتم تهيأت الرأي العام العربي للصلح مع إسرائيل واستبدال العدو بعدو آخر وهو إيران لذا فقد باتت إيران الشغل الشاغل والعقبة الوحيدة في وجه المشاريع الأمريكية-الإسرائيلية لصهينة المنطقة، وعليها أي إيران، أن ترضخ لأمرين لا ثالث لهما، فكما أنه من غير المسموح لأي دولة في المنطقة أن تغرد خارج سرب الوصاية الأمريكية وأن تشاغب على مشاريعها الاستعمارية، فليس من حق إيران إذن أن تكون بمنأى عن هذه الوصاية واستثناءاً من هذه المعادلة، وتناور لاكتساب مقومات التمرد على هذه السياسة، وتنحوا إلى الاستقلال عن محاور القوى الكبرى.
والأمر الثاني أن لا تشكل خطر على أمن إسرائيل وبقاءها، وأن تنخرط في عملية السلام التي هرولت لها الدول العربية وتعمل على تطويع الحركات المناهضة لوجود إسرائيل كحزب الله اللبناني وحركتي حماس والجهاد في فلسطين.
مخططو السياسة الإيرانية دائماً ما يصطدمون بالموقف العربي ( منزوع القرار ) في مواجهة السياسة الأمريكية في المنطقة، وهذا الموقف والخليجي منه خاصة ما انكفأ يشاطر الولايات المتحدة والغرب هواجسهما ضد إيران وأبلستها على المستويين الرسمي والشعبي، ثم يطالب إيران بإجراءات لبناء الثقة وأسلمة النوايا ولا يقدم في المقابل أي ضمانات تهدأ من مخاوف إيران على أمنها الوطني والإقليمي، ويقيني أنه على حق، فمن لا يملك القرار كيف يقدمه؟!

 


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !