ماهر حسين.
فوجئت بتصريحات السيدة شيرين عبادي ولمن لا يعرف شيرين عبادي فإنها محامية إيرانية حاصلة على جائزة نوبل للسلام حيث إنها أول أمرآه مسلمة تفوز بالجائزة وهي صاحبة مواقف مميزة بالدفاع عن الأطفال والنساء ولها عدة مواقف في مواجهة التجاوزات الداخلية لنظام الملالي بطهران بحق المواطنين.
السيدة شيرين عبادي قالت بأنها تعلق آمالا" على تظاهرات سوريا واعتبرت بان هذه المظاهرات توجه رسالة إلى إيران وأشارت إلى أن سقوط النظام بسوريا سيكون رسالة قوية لإيران وكمــا ربطت المحامية شيرين عبادي بين الديمقراطية في العالم العربي وإيران واعتبرت بأن ما يحدث في العالم العربي سيؤثر في إيران وبالحقيقة أنه حتى الآن لا يوجد ما يثير الاستغراب والعجب ولكن الناشطة شيرين عبادي قالت (أذا أصبحت سوريا ديمقراطية فان إيران ستخسر دميتهـــا) !!!!!
توقفت بالحقيقة أمام قصة الدمية الإيرانية في المنطقة العربية ، فمن الممكن الحديث عن حزب الله باعتباره دمية بيد نظام الملالي ويمكن الحديث عن الولد العاق خالد مشعل كما وصفه البرلمان الإيراني عندما تحدث مشعل واصفا" الخليج بأنه عربي (طبعا" لاحقا" لذلك اعتذر مشعل عن وصفه الخليج بأنه عربي ) فهذا دمية أخرى ولكن الحديث عن الشـــام ..سوريا ....دمشق العروبة...عاصمة الأمويين..بأنها دمية طهران فهذا مؤلم .
نحن لا نتحدث عن حزب أو عن ناشط أو عن مجموعه تتلقى المال وتبيع نفسها لمن يدفع او تؤمن بولي الفقيه وبالتالي تتبعه ...نحن نتحدث عن سوريا !!!
لا أدري ما هو شعور المواطن العربي السوري عندما يرى هكذا تصريح وللأسف البارحة تكرست لدي الفكرة حيث خلال استماعي إلى البي بي سي استمعت الى أراء لسوريين تتحدث عن رفضهم للعلاقة مع إيران بهذا الشكل وأحد المشاركين أشار إلى وجود حركة تشييع كبيرة بسوريا وأن هذا لن يمر مرور الكرام.
لقد تخلى نظام الابن بشـــار عن عروبة سوريا وجعلها دمية تابعه لطهران ومخططات طهران ففقدت سوريا عمقها العربي وفقدت سوريا ارتباطاها بالعروبة وبل أن سوريا تحولت إلى بوابة العبور الإيراني للمنطقة فهي مجرد دمية تابعه تنفذ ما تراه مناسبا" إيران وهذا بحق مؤلم لنا جميعا" فالسوريين سيبقوا عرب ولن تنجح ألف إيران بالنيل من عروبتهم فهم ذوي أصول وأبناء عائلات وعشائر أما حزب البعث فمن السهل أن يتغير ومن السهل على النظام تغيير ما يريد فتتحول سوريا الى دولة تابعه او يتحول الحزب من حزب قومي إلى إيراني وهذا شأن النظام والحزب ولكن الشعب لا يريد هذا وكما هو واضح .
لست بوارد التهجم على سوريا ولكن بوارد الإشارة بحزن إلى حـــال سوريا بفعل السياسة التي انتهجتها الدولة بالسنوات الأخيرة ...المقاومة الشكلية وبالكلمات لم تعد تخدع أحد والتحالف مع أحزاب تابعه لإيران لم يعد غطاء لأحد وتنفيذ الأجندة الإيرانية بالمنطقة لم يعد مقبولا" له أن يكون من بوابة دمشق فدمشق عاصمة الأمويين اكبر من أن تتحول إلى بوابة عبور للفرس الايرانين أو لأي مخططات طائفية .
أنني أشعر بالأسى والحزن على الحال العربي فعندما ترى بغداد تسقط على أيدي قوات غازية ولاحقا" لذلك تسقط لتصبح عاصمة تابعه لإيران وعندما ترى دمشق تتحول إلى بوابة العبور للمخططات القومية والطائفية الإيرانية وعندما ترى طهران تتدخل في الشأن المصري وتحاول أن تجد لنفسها موقعا" بقاهرة المعز وعندما ترى بأم العين تجاوزات إيران بالمنطقة العربية من احتلال للأراضي بالقوة والتدخل بشؤون الدول العربية ويضاف إلى كل ذلك ازدراء واستهزاء بالعروبة والعرب على لسان مثقفيهم وموظفي الخارجية كما رأينا بالفترة الأخيرة فإنني أقول بان حالنا لا يسر صديق ولا عدو .
قد يقول البعض لماذا التهجم على إيران ولماذا الحديث عن تجاوزات إيران وكأننا بعداء معها وأنا أقول لماذا تتصرف إيران معنا بهذا الشكل العنصري القائم على الاعتقاد بالتفوق العرقي والطائفي والعدوان ونحن لم نحاول التدخل بشؤون إيران التي تقمع أهل السنة وذوي الأصول العربية هناك وجميعا" لا نتدخل ولكنهم وللأسف يتدخلوا بنا وبحالنا بطريقه تتجاوز المعقول ...نريد علاقات حسنة قائمة على الاحترام ...وسأعود إلى السيدة شيرين عبادي ...حتى لا نتجاوز الموضوع ..
فأن ترى شيرين عبادي سوريا دمية إيرانية فهذا كارثة للعروبة كلها ولكنها وصفت ما تراه وما تعتقد بأنه صحيح ولكن أن نتحول إلى جميعا" إلى دمى قابله للتبعية وقابله للقمع فهذا الذي لن ولن ينجح به احد ..فأمة محمد بن عبدا لله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه أجمعين لن تكون تابعه وخانعة وخاضعة...وأخيرا" كنا قد قلنا عدة مرات وتحدثنا بان الحل في سوريا ليس امني وليس بالدبابات وليس بالقتل ومن ثم القتل عند تشييع القتلى فهذا الشعب ثار من اجل الكرامة والحرية والديمقراطية وثار على التماثيل ولن تنجح آلة القمع بالتعامل مع ثورته ومن هنا فإنني أدعو من جديد للاستماع إلى مطالب الأحرار في سوريا والتجاوب معها وكما إنني أرجو أن تعود سوريا إلى حضن العروبة بيتها ومصدر عزتها ونرجو من الله العلي القدير أن يجنب سوريا الفتنه ....نريد لسوريا كلها العزة والكرامة لا نريدها دمية لأحد ولا نريد لها الفتنه ولا الخراب ....نريد لها الديمقراطية والاستقرار .
التعليقات (0)