عربي برس - عاليه - لبنان
رأى سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان نصر الدين الغريب "أن سورية سوف تنتصرعلى المؤامرة التي إستهدفتها فلا محاولات التحريض ومحاولة التدخل السافر في الشؤون الداخلية السورية ودفع الأموال وتسليح الإرهابيين إستطاعت النيل من وحدتها وتماسكها".
الشيخ الغريب وفي حديث لموقع عربي برس لفت إلى "أن الدول الخليجية التي تعمل على إذكاء الفتنة في سورية عبر التسليح والتحريض ودفع الأموال بحجة الحرية والديمقراطية هي نفسها التي أرسلت جيوشها إلى البحرين لقمع الشعب المطالب بحقوقه وحريته، وتقمع التظاهرات التي تجري في القطيف والعوامية، وتساهم في تقسيم مصر التي أصبحت مشرذمة، لقد تناسوا عبد الناصر الذي استنهض الأمة للوقوف بوجه الإحتلال والإستكبار وتمسكوا بعقائد دينية معينة"مضيفاً" الدول التي تطالب بالحرية في سورية تحكمها عائلات منذ مئات السنين".
وحول دور الجامعة العربية في الأحداث العربية قال الشيخ الغريب "عن أي عرب نتكلم عندما تصبح جامعة الدول أداة في يد مجلس التعاون الخليجي" مشيراً" دول الخليج هذه لن تكون بمنأى عن الخريف العربي".
الشيخ الغريب أكد أن "دروز سورية يقفون مع سورية الوطن، وهم صادقون في أقوالهم وأفعالهم، لم يقبلوا يوماً بدولة أو دويلة تكون بديلاً عن الوطن، ولم يكونوا يوماً عنصر خلاف بين مكنونات الشعب السوري، والحكم في سورية لا يلتفت إلى المذاهب والطوائف، بل هو حكم عربي وقومي يمارس صلاحياته تجاه هذه الأمة، وهذا ما لم يتمكن من فهمه بعض العربي الذين يأتمرون بأوامر غربية، ونحن لم نذهب إلى سورية كممثلين عن طائفة الموحدين الدروز عندما التقينا الرئيس بشار الأسد، وإنما كعروبيين"معتبراً" أن الدروز وعلى إمتداد تواجدهم في الشرق لم يقيموا ثورة إلا بوجه الأجنبي والطغاة، وفي حال تعرضت سورية لأي عدوان عسكري خارجي فإن الدروز في لبنان وسورية وفلسطين لن يغيروا تاريخهم، وسيكونون في الموقع العربي والوطني عندما تحق الحاقة وتقرع القارعة".
وحول المبادرة التي أطلقها رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب الداعية إلى تشكيل وفد يمثل المرجعيات الروحية يقوم بجولة على أبناء جبل العرب أعلن الشيخ الغريب أنه ضد هذه المبادرة لأن المشايخ يحق لهم إبداء الرأي دون الغوص في المسائل السياسية، وطائفة الموحدين الدروز زاخرة برجالات السياسة الذين لا ينقصهم شيئاً من الكفاءة والحكمة، ولهم مواقف مشرفة، وإذا تخلفوا عن تدبير الأمور يكون لكل حادث حديث، أما أن نحمل المرجعيات الروحية عبء الأمور السياسية فهذا ليس موضوعياً".
وعن تصريحات النائب وليد جنبلاط الداعية إلى الفرز بين الدروز قال الشيخ الغريب" لا أعرف ما قصده وليد جنبلاط فعلى حد علمي وليد بيك لديه من الحكمة والسياسة ما يكفي، ربما تصريحاته جاءت مزاجية او آنية او كردة فعل على بعض المواقف، ولكننا نحرص دائماً على وحدة الطائفة كفانا الاماً ومتاعب، يجب أن نكون عصبة واحدة تأخذ مواقف عروبية مشرفة، لأن هذه الطائفة اعتادت أن تشرّف التاريخ بمواقفها"مضيفاً" لا يحق لأحد أن يحرض الدروز على التمرد على السلطات السورية، ولا توجيه النصائح لهم، أهلنا في جبل العرب ليسوا بحاجة لتلقي النصائح من أحد فهم وطنيون بإمتياز".
الشيخ الغريب عارض سياسة النأي بالنفس التي تنتهجها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي قائلاً: "هذه السياسة أعتبرها هروب إلى الأمام، رغم كل ما يقال أن الهدف من وراءها تسهيل بعض مهام الحكومة المعقدة، هم يحاولون ترقيع هذه المسؤولية بسياسة معتدلة أحياناً، وأحياناً لا تقود البلد إلى مستقبل زاهر نوده، ولم نعرف حتى اليوم ما هو اللون السياسي لرئيس الحكومة، فالبعض يقول أنه يرضي بسياسته أطرافاً عربية ودولية حتى لا تحرّض على لبنان إقتصادياً ومالياً، وهو يعتبر نفسه ممثلاً للطائفة السنية الكريمة في لبنان، في حين ان صفوفها زاخرة بالشخصيات الوطنية الداعمة للخط العربي المقاوم الشريف وهم يمثلون ايضاً الطائفة السنية وليس رئيس الحكومة بمفرده".
شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نوّه بالمواقف التي يطلقها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي على الصعيدين الللبناني والعربي" فهو عندما يعلن ما يعلنه من مواقف سياسية يعلنه بإسم الفاتيكان، فإذا كان هذا البحر الهائج الذي أسموه بالربيع العربي يتولاه الإخوان المسلمون ولكن مع إحترامنا لهم نسألهم أين سيكون موقع الأقليات إذا استلموا الحكم، من حق البطريرك ومن حق جميع الأقليات أن تنظر بموضوعية لهذه الظاهرة وسورية تمثل المثل الأبرز لتصرفات هؤلاء الذين يريدون قلب النظام والإعتداء على المؤسسات الحكومية والعسكرية من أجل الوصول إلى الحكم .
الشيخ الغريب الذي إعتبر "أن سفيرة أميركا في لبنان مورا كونيللي تمثل أميركا والكيان الصهيوني في آن تساءل من سمح لكونيللي بفرض إرادتها على لبنان؟ وأين السيادة اللبنانية عندما يستقبلها وزير الداخلية اللبنانية وتملي شروطها عليه، وكذلك رئيس الحكومة التي زارته وأعطت رأيها في موضوع المسلحين السوريين، فهل يعقل أن نستقبل مسلحيين عاثوا في سورية خراباً وروعوا الأمنين ونحتضنهم على الرحب والسعة، أليس هذا مخالف لإتفاق الطائف والإتفاقيات الثنائية المعقودة بين لبنان وسورية؟، ربما غداً يطلبون منا إستقبال أحد الهاربين من الكيان الصهيوني، هل هذا منطق سياسي أو قومي أو عربي، كونيللي تمارس سياسة خبيثة في لبنان كما تأمرها دولتها".
الشيخ الغريب أكد أن "في حال تعرضت إيران لأي إعتداء عسكري أميركي أو صهيوني فستكون خطوة غير محسوبة أبداً لأنها ستحدث زلزالاً في المنطقة، وضرب إيران ليس أمراً سهلاً كما يتصوره البعض في ظل عودة التوازن الدولي إلى العالم، فروسيا والصين لن تقبل بعد اليوم للأحادية في التحكم بمصير العالم".
التعليقات (0)