إذا افترضنا أن حادث النقاب الذي أثار ضجة الأسبوع الماضي لم يكن مقصودا لصرف الأنظار بعيدا عما يتعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات على يد اليهود ومحاولة لاقتحامه كما صرح بذلك البعض.
فان هذا الحادث يكشف لنا بوضوح عن حقيقة العقلية المصرية في الإدارة، على اعتبار أن شيخ الأزهر أصبح بما لا يدع مجالا للشك - بمواقفه المختلفة في الآونة الأخيرة - مجرد موظف في الحكومة المصرية، يأتمر بأمرها، ويحرص على أن تكون مواقفه وتصريحاته متوافقة مع سياستها وتوجهاتها، وليس كما كان سابقا أو نتوقع منه رمزا إسلاميا لكل المسلمين.
أقول إن موقف شيخ الأزهر من موضوع النقاب، وإصداره قرارا بسرعة البرق بمنع النقاب في المعاهد الأزهرية عقب هذا الموقف بينه وبين الطالبة، يدل على طبيعة العقلية الإدارية في مصر، إنها عقلية متخلفة جامدة، تدل على ضيق الأفق، والعشوائية، والتسرع، والانفعالية في إصدار القرارات طبقا لمواقف شخصية عابرة، وليس طبقا لدراسة متنأية، تعتمد على معرفة بالأمور أو العواقب أو النتائج المتوخاة من القرارات أو تحقيقا لأهداف معينة.
عقلية تعتمد على الفردية والشخصنة، بعيدا عن المؤسسية والاعتماد على المعلومات والبيانات الواقعية، التي ترصد الواقع، وتحدد الاحتياجات والمتطلبات .
ولهذا لا نعجب من الفشل الذريع للإدارة المصرية في إدارة شئون الدولة، وتراجع الدولة المصرية في كل مناحي الحياة، وحصولها على الأصفار المتوالية بلا منازع .
وهذه هي طبيعة الإدارة في ظل النظم الاستبدادية.
محمد عبد الفتاح عليوة
التعليقات (0)