مواضيع اليوم

شيخهم أوردوغان

Riyad .

2014-04-04 12:34:03

0

شيخهم أوردوغان

  كثيرون يتعاطفون مع حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رئيس وزراء تركيا رجب طيب إردوغان، وسبب ذلك التعاطف الطبيعة الثورية للحزب والنمو الإقتصادي لتركيا والطموح السياسي الشامل الذي يتخطى الحدود الجغرافية لتركيا ببعدها القومي والإجتماعي ليشمل حدود اوسع وأكبر , فأفكار الحزب الأوردغاني ليست دينية كما يتصور البعض بل قومية بحته فحلم إعادة الخلافة العثمانية بهويتها التاريخية وخلفيتها الإجتماعية والدينية والسياسية مسعى وحلم للحزب ولمؤيدية ومتعاطفيه ! من حق الأتراك أن يختاروا حكامهم , ويبنوا بلدهم وينظرون لتجاربهم السياسية والإقتصادية ويتحدثون بلغة الحنين والإشتياق لماضيهم المتمثل في الخلافة العثمانية ,إذا كان الأتراك أختاروا من سلب منهم حرية التواصل الإجتماعي وحجب مواقع الكترونية بحجج أمنية ورضيوا بمن مارس الهياط والفجور السياسي بداية الثورة السورية فهم يصنعون ديكتاتور أخر بلباس فارس مغوار ولهم حرية الإختيار والتقديس . في العالم العربي هناك متناقضات كثيرة , يعجز العقل عن فهمها أو تحليلها , متناقضات تتمثل في إستبدال إستبداد بإستبداد وتقديس للطغاه والتبعية لمن يعزف على أوتار الأمجاد ويقدم رغيف الخبز بثمن بخس للجماهير مع المعزوفات ؟ ملايين ترى في تركيا مخرجاً لها من الفقر والظلم والإستبداد والتهميش , مخرج مؤقت لأنه ذا ديموقراطية محدودة , فديموقراطية تركيا لم تستوعب أقليات وأعراق وقوميات تركيا بل شرعنت الحرب والتدمير والتنكيل ضد تلك الأعراق والأقليات والقوميات , وأجبرتها على التحدث بلسان تركي وتعلم اللغة التركية قومية وشعوبية بغطاء ديموقراطي ديني صرف فأين شيخكم أوردغان عن الديموقراطية وأساليبها وصورها المختلفة . من رحم حزب الفضيلة الإسلامي ولد حزب العدالة والتنمية حزب يصنف نفسه على أنه حزب إسلامي علماني رأسمالي يميل بإتجاه الإخوان المسلمين ويدعم وجودهم عربياً وإقليمياً لأهداف أدلوجية وأحلام تاريخية فالجامع واحد فالإسلام السياسي جوامعه كثيرة وإختلافاته محدودة ومصادر تغذيته كثيرة فهو " الإسلام السياسي " يقتات على الأحلام والتضحيات والشعارات والدين والعقول والدماء والتاريخ شاهد على تلك الحقيقة . إعجاب بعض العرب باردوغان ظاهرة تنم عن إنفصام نفسي يعيش فيه المواطن العربي , فأردوغان الذي يستبد بالأقليات ويضيق على الحريات يعجبهم لأنه يرفع شعارات إسلامية ومواقفه كلامية خطابية ويحلم بعودة الخلافة والمجد العثماني القديم , المجد الهلامي الذي يراود المتأسلمون والمتمثل في الخلافة هو الديكتاتورية الجديدة التي ينظر لها كثيرون ويمهد لها أوردغان من سار بفلكه , يستبدلون الإستبداد بإستبداد ودموية فتاريخ تلك الخلافة مليء بالخيانات والتناقضات والجرائم البشعة لكن أمتنا لا تقرأ بل تسير خلف من يتحدث بلغة شعاراتية حماسية وصدق القائل العرب ظاهرة صوتية "عبدالله القصيمي " ؟ أوردغان حقق تنمية إقتصادية غير مسبوقة وتلك حسنة لكنه لم يحسن التصرف مع خصومة فلغة التهديد وأساليب القمع والإستبداد ظهرت حتى في خطابة الذي القاه بمناسبة فوز حزبة في الإنتخابات البلدية الأخيرة , فأين الديموقراطية والحريات التي ينظر لها في مؤتمرات حزبه وفي خطاباته الجماهيرية وأين معجبية ومريدية عن مناصحة شيخهم سراً كما يزعمون أم أن ديموقراطية الإسلاميين أكمامها قصيرة ؟؟ حالة الإحباط التي يعيشها العربي والمسلم جعلت من أوردغان بطل ونموذج مثله مثل صدام وغيره ممن سبق , حالة يقابلها غياب وعي وتضليل شعاراتي يٌمارس ليل نهار فحظيرة التبعية لم تمتليء بعد !




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات