مواضيع اليوم

شياطين وإن اعتمروا العمائم

Riyad .

2015-12-07 15:45:26

0

شياطين وإن اعتمروا العمائم

الانقسامات الطائفية والمذهبية التي تعصف بالوطن العربي من محيطة لخليجه لم تكن لتوجد لولا وجود ظروف إقليمية ووجود بيئة قابلة للانفجار في أي لحظة , بيئة تحتضن الأفكار التكفيرية وتشرعن التفسيق وتٌمجد السباب واللعان وترفع من شأنه , غزو العراق للإطاحة بحكم نظام البعث الذي أهلك الحرث والنسل احد الظروف التي شجعت السلفية السٌنية والسلفية الشيعية لركوب صهوة الصراع الطائفي والمذهبي الذي هو في الأصل سياسي فكل فئة تٌريد أن تٌحقق على الأرض رؤيتها الضيقة تجاه الإنسان والمكان , الربيع العربي الذي سيثمر في يومٍ من الأيام ظرف جعل من قوى الإسلام السياسي بشقيها السٌني والشيعي توقظ من تحت الرماد جمر الصراعات وتستدعي التاريخ القديم وأحداثه الأليمة وتٌعيد للأذهان حقبة الصراعات الأموية والعباسية التي تٌشكل في جبين الأمة والتاريخ علامةٌ سوداء , الصراع الطائفي والمذهبي يأخذ أشكالاً عدة ينفخ في نيرانها دعاة الفتنة من كل طرف وصوب غايتهم حرق الإنسان والمكان وتقديم الرماد قرباناً للتاريخ القديم والأمنيات والأحلام , جميع الصراعات في الأصل سياسي ولو عٌدنا إلى الوراء قليلاً لوجدنا الصراعات بين أبناء الطائفة الواحدة تشتعل وتخفت من أجل السياسة فالسٌنة فيما مضى تصارعوا فيما بينهم واليوم يتصارعون فيما بينهم وما التنظيمات المحسوبة على الطائفة السٌنية الإ مثال على أن الغرض من الصراعات ليس ديني أو عقدي بقدر ما هو سياسي يتم فيه توظيف العقائد والمذاهب والطوائف بالكٌره والتضليل لكسب الرهان أو إبقاء نيران الصراع مشتعلة حتى يتحقق الهدف الذي لن يتحقق أبداً طالما بقي الوعي المجتمعي متيقظ أو على الأقل يفكر خارج سرب معادلة الساسة ومن لف لفيفهم من وعاظ ودعاة فتن وكوارث .

أسامة بن لادن وصدام حسين وتنظيم القاعدة وحزب الله والقائمة تطول وصولاً لداعش والحشد الشعبي ماذا قدمت للإنسان كإنسان , لم تٌقدم شي سوى المزيد من الصراعات والنفخ في رماد التاريخ وإعادة إيقاظ الفتن والعصبيات والغاية سياسية تبدأ بالإكراه وتنتهي بإقامة دولة السٌلطان القمعية التي يصفق لها السٌذج مهللين مكبرين وكأن الخلافة فريضة دينية وليست حقيقية تاريخية ماضية لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال استنساخها أو تكرارها في العصر المدني الحديث .

السلفية الشيعية والسلفية السٌنية تسير عكس عقارب الساعة وتدفع بالمجتمعات نحو الهلاك عبر الانتحار باسم الجهاد , تلك السلفيتان يجب أن تتوقفا ولن تتوقفا الا بعدما يتوقف دعاة من كلا الجانبين ينفخون في النار ويعملون بشتى الوسائل على نشر الكراهية والعنصرية والعصبية فأولئك شياطين وإن لبسوا البشوت واعتمروا العمائم واستغفروا الله وكبروه صباح مساء  ؟





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات