مواضيع اليوم

شيء ما يتحرك على الساحة الفلسطينية

غازي أبوكشك

2013-04-13 15:14:55

0

 

شيء ما يتحرك على الساحة الفلسطينية

بقلم الحنان ميلر
 
ننقل لكم عن موقع "Can Think" تحليلا مثيرا لأحد الكتاب الأكاديميين العاملين في الموقع، والمختص في الشؤون الفلسطينية. ونضيف أن الموقع "Can Think"هو مشروع مستقل، لا يمت بصلة إلى أي جهة سياسية أو اقتصادية، ويعمل بموجب نموذج اشتراكي. الكُتاب والعاملون في الصحيفة هم أكاديميون، او اعلاميون يقدمون تحليلات موضوعية من منظور بحثي.
 
إن التصور بأن حماس قد انتصرت في حملة "عامود السحاب"، والذي وصل ذروته خلال الاستعراض القوي الذي نظمته حماس الاسبوع الماضي (08.12.12) بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس الحركة، غّير شيئاً في علاقات القوى ما بين الحركة وخصمها في الضفة الغربية، حركة فتح. في الماضي كتبتُ هنا بأن "الانشقاق الفلسطيني وُجد هنا ليبقى"، لكن عندما نلحظ تحركات- حتى لو كانت صغيرة ورمزية- يجب الاعتراف بها وفحصها.
 
لقد حدث التغير الأول قبل نحو أسبوعين عندما أصدرت حركة حماس عفواً عن عناصر ينتمون لحركة فتح في قطاع غزة كانوا من الضالعين في قضايا تتعلق بالسيطرة على القطاع باستخدام العنف. ونذكر أيضاً أنه بعد مرور عام على انتصار الحركة في الانتخابات البرلمانية في السلطة في 2006، سيطرت الحركة بشكل عنيف على قطاع غزة من خلال طرد معظم نشطاء فتح من الساحة.
 
أما الخطوة الثانية فقد حدثت في الأسبوع الماضي، عندما سمحت حماس لسبعة عشر رجلاً من فتح بالعودة إلى غزة، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ طردهم قبل خمس سنوات. بموازاة ذلك، نبيل شعث (مسيحي من مواليد غزة) ومن الشخصيات البارزة في فتح يُسمح له بإلقاء خطاب من على منصة النصر التابعة لحماس ومدح شجاعة حماس في القتال ضد إسرائيل.
 
لقد شعرت شخصيات رفيعة المستوى في فتح بأن على السلطة الفلسطينية أن ترد على سخاء حماس بنفس العملة، وحتى أن أحدهم ادعى أمامي بأنه على السلطة الفلسطينية أن تطلق سراح كل "الأسرى السياسيين" التابعين لحماس والجهاد المسجونين في الضفة الغربية. على الدوام يمكن أن يتم حبس أشخاص يحاولون العبث بمسيرة السلام عندما تتجدد هذه المسيرة، هذا ما قاله لي أحد الأشخاص متحدثاً عن المسيرة وكأنها المسيح الذي ينتظر قدومه الجميع لكن يدركون أنه سوف يتأخر.
 
ولكن يبدو أن هذه الرسالة تستوعب بشكل جيد في الضفة الغربية، وهذا الأسبوع ذكر بأن السلطة الفلسطينية توقفت بشكل سري لفترة عن طلب رجال حماس للتحقيق معهم واعتقالهم كما كانت تفعل على مدار السنوات الماضية، إضافة لكل هذا، نذكر أيضاً التغير في توجه حماس تجاه توجه السلطة إلى الأمم المتحدة برئاسة محمود عباس. حيث في البداية عارضت حماس بشدة مثل هذه الخطوة، وبعد "عامود السحاب" باتت تقول بأنه لا يوجد مشكلة في التوجه إلى الأمم المتحدة طالما أن الأمر يأتي في إطار أوسع من المعارضة المسلحة لإسرائيل. عباس، من ناحيته، تحدث عن الحاجة لتجديد محادثات المصالحة مباشرة بعد العودة من الجمعية العامة للأمم المتحدة التي اعترفت بفلسطين على أنها دولة بصفة مراقب.
 
على الرغم مما ذكر أعلاه، لن تحل المصالحة غداً. في حماس لا يزال هناك معارضين بشدة لتوحيد الصفوف، مثل محمود الزهار الذي صرح مؤخراً بأنه قد اشتكى أبو مازن بسبب التشهير في محكمة في غزة بعد أن اتهمه بالهروب من القطاع خلال حملة "الرصاص المصبوب" في عام 2008. وهناك شخصيات أخرى، مثل خالد مشعل أو إسماعيل هنية، تحمل وجهات نظر مختلفة، وتستمر في إطلاق التصريحات وتدفع ضريبة كلامية للمصالحة الفلسطينية، بينما يصر الزهار مرة تلو الأخرى على قول الأمور على طبيعتها، حيث يقول إنه لا معنى للحديث عن المصالحة طالما أن السلطة الفلسطينية بالتعاون مع إسرائيل والولايات المتحدة تهدف إلى إفشال حماس. كما هاجم الزهار بشدة التوجه إلى الأمم المتحدة، مدعياً بأن هذا يمنح شرعية دولية لسيطرة إسرائيل على مناطق 1948.
 
لا يمكن محو الانشقاق السياسي الذي تصلب بشدة خلال السنوات الخمس الماضية بمجرد اتفاق. لقد خلقت حماس في الوقت الحاضر أنظمة دولية منفصلة خاصة بها تشمل آليات امنية وضريبية وسياسة خارجية، ووظائف حكومية، وبالتالي من الصعب أن توافق على التنازل عن كل هذا.
 
إذن لماذا على الرغم من ذلك نحن نشهد خطوات مصالحة، بالرغم من كونها خطوات رمزية. من الواضح أن انتصار حماس في غزة وانتصار فتح في نيويورك أوجدا نافذة تدعو لتحقيق مطلب الوحدة، هذا المطلب الذي كان ولا يزال محل إجماع من قبل كافة الأطراف الفلسطينية. كل فلسطيني عاقل، بغض النظر عن آرائه بالنسبة لحل النزاع، يفهم بأن كيان فلسطيني مشرذم لوحدتين منفصلتين لن يتمكن من الحصول على أي شيء على الساحة الدولية.
 
وعدا عن ذلك، يبدو أن الفجوة على المستوى الفكري بين الحركتين مقابل إسرائيل قد تقلصت على ضوء تجمد المفاوضات. خالد مشعل، تماماً مثل محمود عباس، يفهم بأنه لن تكون هناك أية مفاوضات جدية طالما أن نتنياهو في الحكم، ولذلك يتم النظر إلى توجه عباس إلى الأمم المتحدة ليس على أنه خطوة مسبقة قبيل التطبيع مع إسرائيل (على الرغم من أن السلطة الفلسطينية حاولت عرض الأمور على هذا النحو أمام الغرب)، وإنما ينظر إليه "كاستمرار للمقاومة بطرق أخرى"، على غرار جملة كارل فون كلاوزبيتش المشهورة.
 
التحدي الأكثر إثارة للاهتمام بالنسبة لإسرائيل سوف يحدث في حال حدثت معجزة وتم التوصل إلى اتفاق مصالحة ما بين فتح وحماس، الذي بطبيعة الحال لن يشمل اعتراف من قبل حماس بإسرائيل وبالاتفاقيات السابقة التي وقعتها السلطة. في هذا الحال، هل سيقف العالم الغربي صفاً واحداً ويعارض اتفاقية المصالحة بين الطرفين الفلسطينيين الغريمين كما يطالب نتنياهو؟ سؤال جيد. ربما قد نجد تلميحاً للإجابة عليه من خلال الاهانة التي تعرضت لها إسرائيل في التصويت على عضوية "فلسطين" في الأمم المتحدة.
 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !