شو هالإنطلاقة إلا بتحكو عليها ؟!
القاهرة-الكوفية
- داود داود-
كالعادة أبناء حركة فتح لم يحتفلوا فى ذكرى أنطلاقتهم،أنطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة،والسبب ليس الأحتلال ،وأنما الاشد ضراوة من الأحتلال أنها من تنوب عنه فى قمع ومنع الكفاح والمقاومة ضد الأحتلال الاسرائيلى حماس.
تمر الذكرى ألـ 45 لأنطلاق حركة فتح،وتأتى مناسبة سوداء لتمنع أبناء الحركة فى القطاع من الاحتفال بهذه المناسبة التى تذكر العالم وشعبنا بذكرى من عملوا على قلب معادلة حياة الفلسطينيين ،فبدلاً من أنها قضية لاجىء تحولت الى قضية أرض وحقوق وانسان وكرامة سلبت يجب ان تسترد وبكافة السبل والوسائل من اجل العودة الى الوطن ونقل المعركة من الخارج الى داخل الوطن.
فرغم الصراخ والعويل ... والتكفير والتخوين .. الذى فزعت به حماس ضد حركة فتح ومشروعها الوطنى على انه تفريض بالقضية الفلسطينية حسب وجهة نظرها،وأن حركة فتح تخلت عن الكفاح المسلح،وسلكت طريق الانهزام والاستسلام والتفاوض؟!.
لم يكون لهؤلاء رؤية سياسية بأن المعركة التى تقودها حركة فتح،تترجم بالكفاح المسلح نزرع.. وبالعمل السياسى نحصد.. ومن لا يزرع لا يحصد،هنا اذكرهم واذكر المضللين، بأن فتح زرعت بتاريخها الطويل والكبير بشهدائها وجرحاها واسراها.. فى الوطن والشتات الانسان الفلسطينى الذى رفع صوته فى كل المحافل الدولية والعربية.
واذا ارادت حماس ان تزايد على حاضر وتاريخ حركة فتح، فإن حركة فتح يكفيها شرفاً ان يتم ترديد شعارتها الآن على لسان قادة حماس ،والكل شاهد وسمع صلاح البردويل أحد قادة حماس عندما ردد أكثر من مرة فى تصريحاته شعار بأن الضربة التى لا تميتنا تزيدنا قوة، هذه شعارات الجيل الأول والمؤسس لحركة فتح،وبالتالى هذا خير شاهد على أصالة وقوة وصلابة فتح،وهذا شرف ان يركب المتأخرين فى مركب حركة فتح،ولكن يجب ان يركبوا وهم حافظين الجميل لهذا التاريخ لا ناكرين ومتغافلين لهذه التجربة الثورية والنضالية.
والشىء الآخر الذى اذكرهم به فيه ،من متى كانت حماس وقادتها الاشاوس يرتدون الكوفية السوداء،كوفية رمز حركة فتح وشعبها الفلسطينى،وهم يعلمون جيداً أن هذه الكوفية هى رمز لفلسطين،ويجب ان يخجلوا على أنفسهم كثيراً عندما يقومون بقمع وملاحقة واعتقال أبناء حركة فتح فى قطاع غزة،لأن هؤلاء أى من يقومون بقمعهم ومنعهم من الاحتفال بذكرى أنطلاقتهم ،هم من صعنوا لهذا الشعب الرمز والوجود والكيان،وهم من ايقنوا أن وجودكم معنا جنبا الى جنب فى الساحة الفلسطينية يعنى التوحد من أجل الوطن،ولكن أثبت بأن مشروعكم الأخوانى ليس مشروعاً فلسطينياً خالصاً،وأنما تنفيذ أجندات ايرانية بتعاون امريكى مدروس لهدم القضية الفلسطينية،فصنعوا لمن يبنى، حزباً يهدم فكانت حماس الأختيار الانسب لذات المهمة الهادمة الذى يترجم اليوم على الارض بغزة ؟!.
فى ذكرى الانطلاقة اذكر من قتلوا المناضليين،ومن يتموا الأطفال الابرياء،ورملوا النساء،أذكر من قام بسحل جثث الشهداء بعد ان تم قتلها،أذكر من قام بأقتحام البيوت ونسفهما على من فيها من أطفال ونساء وشيوخ،أذكر من قام بأنتهاك البيوت بدون واعز أخلاقى او دينى أو وطنى،أذكر من قام بأقتحام بيوت الله والاعتداء على رجال العلم والعلماء فى حرمة بيوت الله ،أذكر من قام بأطلاق النار على أرجل الشباب الذين لم يحلموا بتحقيق حلمهم ،أذكر من قام بإعاقة الجيل الواعد من الشباب الفلسطينى من تشوهات وتكسير للأطراف،أذكر من قام بتهديد وأعتقال الصحفيين الفتحاويين وترهيبهم بالقتل والتعذيب.
أذكركم بأن هناك قبلكم من قام بأغتيال وتعذيب وسجن أبناء حركة فتح فى بداية ثورتها ورصاصتها الاولى،ولم يستطيعوا النيل من هذه الحركة،أذكركم بالأنتفاضة الأولى و كيف كانت فتح تقود العمل الوطنى والنضالى،اذكركم بأشبال الحجارة فى مخيمات غزة والضفة،أذكركم بصقور الفتح،وفهدها الاسود،اذكركم بفتح مرت من هنا،أذكركم فتح الكرامة وعيلبون ، أذكركم بفتح عين عريك ،فلايمكن مهما طال الزمن او قصر أن تُهزم فتح او ينكسر لها جناح،ففتح باقية مع بقاء كل طفل يولد فى أزقة المخيمات والقرى والمدن الفلسطينية،فتح معاناة اللاجئيين،وأهاهات الفقراء والمغلوب على أمرهم،فتح العامل والفلاح والتاجر والممرض والصغير والكبير.
أذكركم بأن هناك فرق بين من قام بأعلان الدولة الفلسطينية رغمٍ عن انف المحتل والمتخاذلين ودخل الى ارض الوطن بالبندقية والرشاش فى يد وغصن الزيتون فى اليد الاخرى تمهيداً لتحرير كل الارض الفلسطينية،وبين من قلب ودمر كل معالم الاعداد للدولة بأنقلاب دموى دمر الابيض واليابس لتسعد وتحقق لاسرائيل كل ما كانت تحلم به وهو إعادة الشعب الفلسطينى وقضيته الى خمسون عاماً للوراء؟!وجعل القضية الفلسطينية قضية كابونه ومعبر للدخول والخروج ؟!
فرغم كل ما تقومون به فى غزة ضد أبناء حركة فتح من تضيق وتعذيب ومطاردة،ورغم كل عنادكم وتشديدكم ،يجب ان تيقنوا ان كل ما بُنى على باطل فهو باطل، وكل ما بُنى على حق فهو حق، فقيام دولة العدل دائم،وقيام دولة الظلم زائل،فزوالكم حتماً سيزول مع كل ما لحق من شوائب فى تاريخ الشعب الفلسطينى ،ومهما أزداد ظلام الليل لابد ان تشرق شمس الحرية،ولكل نفق بداية ونهاية.. فحتماً سنرى الضوء فى نهاية النفق،فدويلة الظلام والظلاميين زائلة ... ودولة النور والعدل قادمة..ففتح لا محال قادمة .. يرونها بعيدا ونراها قريبا.. وأنا لصادقون.. وثورتنا حتى النصر والتحرير .. عاشت الذكرى ودامت الثورة ... وفتح ستبقى غلابة .
التعليقات (0)