شوقي الحامد -الأمين العام المساعد للشؤون السياسية للقيادة العامة للحركة الديمقرا طية
يفشل المتحــاورون دائماً؛ لأن الجــميع يرفضون الخروج من شرنقتهم الحزبية
أي حوار يُراد له النجاح يجب أن نوجد له مقومات نجاحه من قواعد وضوابط من شأنها إدارة الخلافات
حركة ما تزال وليدة على الساحة السياسية في اليمن، هي الحركة الديمقراطية للتغيير والبناء، إذ غدت هذه الحركة حركتين حركة أحمد الشرعبي وحركة أخرى لبقية المؤسسين الذين كانوا يطمحون إلى دور سياسي بعد أن فروا من عقال أحزابهم التي كانوا ينضوون فيها.
نحاور اليوم أحد المنتمين إلى الحركة الديمقراطية الأمين العام المساعد للشؤون السياسية للقيادة العامة للحركة الديمقراطية للتغيير والبناء شوقي أحمد محمد حامد ، وهو يعد أحد الذين يقفون من الأكمة يساراً في مواجهة الشرعبي أحمد.. وقد تطرق لموضوعات عدة تخص الشأن السياسي والحروب التي تتوقد جذوتها في هذا البلد.. فإلى نص الحوار..
البلاغ/ خاص
> نبدأ من الأزمات التي يعيشُها الوطنُ »القاعدة، الحراك، الحوثيين، الحوار« كيف تقرأ تلك المفردات؟.
>> كـُــلُّ هذه المفردات القاعدة والحراك والحوثيون تشير إلى معنى واحد وتصُبُّ في مجرى واحد وهو فشل النظام في إدارة دفة الدولة اليمنية الحديثة، وبالتالي أدى ذلك إلى غياب المشروع الوطني القادر على إستيعاب الجميع تحت مظلته.
أما بالنسبة لموضوع الحوار فهو نتاج طبيعي لهذا الفشل.
> ماذا عن تعامل السلطة معها »القاعدة، الحراك، الحوثيين، الحوار«؟.
>> تتعامل السلطة مع هذه القوى كما يحلو لها، فهي اليوم تحصد نتاج أعمالها، فالقاعدة تعاملت معها السلطة في وقت سابق وتعرف كيف تتعامل معها الآن، أما الحراك الجنوبي السلمي تستطيع السلطة تتعامل معه، بحيث تجعله حراكاً سليماً، أو حراكاً مسلحاً دموياً، وكذلك الحوثيون، فهذه الحرب الدائرة ليست هي الأولى وإنما هي الحرب السادسة، ولنعلم جيداً أن لدى السلطة القدرة على إيقاف هذه الحرب مثلما عملت مع سابقاتها.
> هل الوطن بحاجة إلى تدخل جراحي خارجي لفك تلك الطلاسم؟، أما أن اليمنيين قادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم؟.
>> لا.. الوطنُ لا يحتاجُ لتدخل خارجي لفك تلك الطلاسم كما أسميتها، فالسلطة لديها من السحرة ما يكفي لفك سر تلك الطلاسم، وبيدها مفاتيح الحل للكثير من المشاكل، أما اليمنيون فقد أنتزعت منهم الإرادة، فهم منهكون مكبلون بهمومهم المعيشية اليومية، فأنت إذا وفرت لشعبك مقومات الحياة الكريمة استطاع هذا الشعب أن يصنع لك المعجزات.
وهناك أمثلة ماثلة أمام أعيننا اليوم للتدخل الجراحي الخارجي في عدد من البلدان مثل العراق والصومال وأفغانستان ، دمر التدخل الخارجي كـُــلّ مقومات هذه الدول، فالحل لن يأتي من الخارج، وإذا حدث تدخل خارجي لا سمح الله في أمور اليمن الداخلية فسوف تنفجر البلاد مثل البركان، وستحرق الأخضر واليابس، وسيحرق من سعى لهذا التدخل، وسوف يأتي يومٌ لمحاسبة كـُــلّ مَن أجرم بحق اليمن وشعبه العظيم، ولن يغفر لهم التأريخ هذه الجريمة ولن يرحمهم.
> لكن ماذا عن الحراك الذي بدأ بتصعيد مطالبه وتصعيد إحتياجاته؟.
>> باستطاعة السلطة أن تحل قضية الحراك الجنوبي السلمي إذا وجدت الإرادة السياسية الصادقة والنوايا الحسنة من النظام ومن يمثلون قضية الحراك الجنوبي، فالقضية الجنوبية هي قضية يمنية بحتة، فلا تفريط بوحدة الوطن واستقراره وأمنه، وعلينا قبول الرأي والرأي الآخر، والتوجه الصادق لحل كـُــلّ القضايا الوطنية الهامة، وعدم إهمال حقوق الشعب وترحيلها، وجعل كرة الثلج تكبر حتى تسحق الجميع من أمامها.
> عجزت السلطة عن إحتواء الحراك ومعالجة القضية الجنوبية.. برأيك إلى أين يتجه الجنوب؟.
>> لم تعجز السلطة بعدُ، وإنما لم توجد النوايا الصادقة، والتوجه الجاد لاحتواء القضية الجنوبية، وبالتالي وضع الحلول والمعالجات الصائبة لها، ولن يأتي الحل للقضية الجنوبية إلاَّ بالإعتراف بأن هناك أخطاء أرتكبت من قبل أشخاص وجماعات محسوبة على السلطة، وارتكبت ما ارتكبت من أفعال تحت سمع وبصر وغطاء السلطة، ولو علم سيادة الرئيس بحب الشعب الجنوبي له والثقافة حول هذا الزعيم الوحدوي لما فضــَّـلَ مصلحة أشخاص معدودين عاثوا فساداً في الأرض على مصلحة ومعاناة شعب بأكمله.
> مؤخراً ومن خلال وسائل إعلام الحزب الحاكم يريد الربط بين الحراك والقاعدة؟، هل من المصلحة أن يتم الربط بين نقيضين؟.
>> لم يحالف إعلام الحزب الحاكم النجاح، فلم يكن موفقاً في هذه الجُزئية التي تتمثل في الربط بين الحراك الجنوبي وتنظيم القاعدة، فالحراك الجنوبي أو القضية الجنوبية قضية أخرى تختلف تماماً عن تنظيم القاعدة، فالحراك الجنوبي له أبعادُه وحيثياته وأهدافه الخاصة التي تجعله وتنظيم القاعدة مثل خطين متوازيين لا يلتقيان أبداً مهما إمتدا، أما تنظيم القاعدة فهو تنظيم عالمي يتخطى حدود اليمن ذو طابع ديني متشدد، وله أجندته الخاصة التي تختلف عن أجندة الحراك الجنوبي، وله إستراتيجيته التي تهدف إلى محاربة الولايات المتحدة الأمريكية وحليفاتها من الدول الأوروبية، ويسعى إلى طرد الأمريكا من جزيرة العرب، ويمتد إلى العالم الإسلامي ككتلة واحدة، أما إذا أردنا الحديث حول مصلحة النظام في الربط بين الحراك والقاعدة، فللنظام مصلحة أكيدة فهو يريد إلباس الحراك ثوب القاعدة حتى يضع هذه القوى في مربع واحد أمام الرأي العام المحلي والخارجي.
وبالتالي يفرغ الحراك الجنوبي من محتواه وعزله وحجب عنه أي نوع من أنواع الدعم والتأييد وإبقائه معزولاً متهماً بالإرهاب.
> الحرب المفتوحة مع القاعدة كيف تنظر إليها؟.
>> إن النظام لديه من الخصوم السياسيين ما يكفي والتي فيها من المحن والمآسي والآلام ما يكفي وفتح جبهة مع تنظيم القاعدة سوف يزيد الطين بلة، فليس من مصلحة اليمن واستقراره وأمنه فتح جبهات قتالية جديدة حتى مع القاعدة.
> قد يعقد مؤتمر الحوار الذي دعت إليه السلطة في غضون الأيام القادمة.. هل يمكن أن يكتب له النجاح؟، وعلى ماذا تراهن السلطة لإنجاحه؟، وماذا عن الأطراف غير المشاركة فيه؟.
>> أعتقد أنها لم تأت بعدُ اللحظة التأريخية التي يجلس فيها الجميع دون إستثناء حول المائدة المستديرة لأجل الحوار الصادق من أجل إخراج اليمن من أزماته المستمرة، وكل ما يجري اليوم من حوار هو عبارة عن مناورات سياسيين والغائب الأكبر عنها هو اليمن والشعب اليمني، ولكن ستفرض على الجميع هذه اللحظة التأريخية التي سيجلي فيها جميع الفرقاء دون إقصاء واستثناء لا بد وسيتم الإعتراف والقبول بالآخر، وسيكون اليمن وشعبه وقضاياه الوطنية حاضرة في هذا اللقاء وهذا الحوار، إن الله يحب اليمن وشعبه وسيفرض إرادته السماوية على كـُــلّ المتجبرين الذين عاثوا في الأرض الفساد واستكبروا إستكباراً.
وأن عليهم أن يرجعوا عن غيهم، وأن يُذعنوا لصوت العقل، وأن لا يستهينوا بهذا الشعب، فالشعب اليمني عظيم وصبور وهو قادر على لملمة جراحاته والإنتصار لإرادته.
> ماذا برأيك مَن يقود البلد اليوم؟، وإلى أين تتجه؟.
>> الرئيس علي عبدالله صالح هو مَن يقود البلاد اليوم، ومن يزعم غير ذلك فهو واهم، فليس بأيدينا تبرئته ولن نستطيع أن نحاجج عنه فهو وحدَه يتحمل المسؤولية التأريخيةَ أمام الله والشعب والتأريخ.
أما إلى أين تتجه البلاد فسيادة الرئيس يعلم وحده إلى أين تتجه، وندعو الله له بالتوفيق والنجاح والصلاح، وأن يهديه سبل الرشاد، والبطانة الصالحة.
> ماذا عن الأوضاع الإقتصادية؟.
>> الأوضاع الإقتصادية متردية جداً، وهي تتردى يوماً عن يوم، وحدث ولا حرج عن الغلاء والإرتفاع المتصاعد لأسعار المواد الإستهلاكية والتموينية وغيرها من المواد الأخرى التي يستهلكها المواطن في حياته اليومية، وكذا إرتفاع مستوى البطالة الذي تزداد مؤشراتها بشكل سنوي، وكذا انخفاض مستوى دخل الفرد وعدم خلق بيئة ملائمة ومناخ جاذب للإستثمارات.. هذه كلها مؤشرات تدل على تردي الأوضاع الإقتصادية وانحدارها نحو الأسوأ.
> نعود إلى الحوار.. لماذا يفشل المتحاورون في كـُــلّ جولة من جولات الحوار؟.
>> إن أي حوار يراد له النجاح يجب أن نوجد له مقومات نجاحه أولاً كما يجب علينا إيجاد المرجعيات القانونية والوطنية التي تنظم عملية الحوار وتضع له الأسس والقواعد والضوابط والآليات التي من شأنها إدارة الخلافات الناجمة بين أطراف منظومة العمل السياسي الفاعلة.
كما يجب وضع قواسم مشتركة يلتف الجميع حولها، أما إذا أردت معرفة لماذا يفشل التحاورون بعد كـُــلّ جولة من جولات الحوار فأقول لك: إن السبب الرئيسي هو أن الجميع بما فيهم الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة يرفضون الخروج من شرنقتهم الحزبية الضيقة إلى الفضاء الواسع، حيث تكون مصلحة الناس والوطن مقدمة على المكاسب الحزبية الضيقة والمصالح الشخصية.
> من يتحمل مسؤولية فشل الحوار؟.
>> جميع أطراف منظومة العمل السياسي الفاعلة بما فيهم الحزب الحاكم والمعارضة يتحملون مسؤولية فشل الحوار ولا أستثني أحداً منهم ولكن بنسب متفاوتة.
> ننتقل إلى الحركة الديمقراطية والإنشقاقات الحاصلة فيها، هل توضح لنا أسبابَ الخلافات والإنشقاق في الحركة؟.
>> الحركة الديمقراطية للتغيير والبناء حركة فتية لا يتجاوز عمرُها عمرَ الوحدة اليمنية وهي إبنة شرعية لها، فليس لها ماضٍ ولكن لها الحاضر والمستقبل، ليس لها تأريخ أسود أو ملوث وهي وليدة الحاضر، أعضاؤها أغلبهم من الشباب الذين لم تتلوث أيديهم بدورات الدم، ولم يعيشوا مرحلة النظام الشمولي، والحرب الباردة، هذا بالنسبة للحركة، أما عن الخلافات فالحركة الديمقراطية للتغيير والبناء تسير نحو الطريق الصحيح وما نعانيه من خلافات تنظيمية لأننا لا نريد أن تخرج الحركة إلى النور بعد أكثر من أربعة سنوات من العمل الشاق والدؤوب، ومواجهة الصعاب إلاَّ وهي حركة قوية تستطيع أن تلعب دوراً مميزاً هدفها التغيير والبناء، وسنعمل مهما كلفنا الأمر من تضحيات.. نعم لقد واجهتنا الكثير من الصعاب والمعوقات في مرحلة التأسيس ولكننا تجاوزنها بصبر وحكمة، وما حدث في الآونة الأخيرة من خلافات سببه هو أن البعض من أعضاء الحركة يريد أن يخرج الحركة بأي شكل وأية صورة كانت، وكل ما يشغل بالهم فقط هو إنعقاد المؤتمر التأسيسي للحركة وتبوأ مناصب قيادية ليتسنى لهم قيادة الحركة بالطريقة التي يريدونها دون وضع أي اعتبار لبقية الأعضاء المؤسسين للحركة.
> ما حصل في تعز ولادة قيصرية لجنين مشوه؟.
>> وهكذا سارت الأمور بشكل متسارع كما أراد لها الأخ أحمد الشرعبي والمجموعة التي معه من أعضاء السكرتارية حيث رفضوا الإنصياع لأوامر وتوجيهات لجنة الأحزاب التي أرسلت رسالة لقيادة الحركة تطلب تشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر من جميع أعضاء السكرتارية المؤسسين للحركة، فقد قام الأخ أحمد الشرعبي باختطاف الحركة والهروب بها إلى تعز، ومن هناك أعلن عن انعقاد المؤتمر التأسيسي للحركة دون حضور الكثير من الأعضاء المؤسسين للحركة، وفي ظل مقاطعة ٤١ مكتباً من مكاتب الحركة في المحافظات ليولد الجنين مشوهاً ذميماً ما كنا نريد للحركة أن تخرج بهذا الشكل الهزيل بعد أكثر من ثلاث سنوات من الجهود المضنية التي بذلناها من أجل أن نظهر الحركة بالشكل الذي يليق بأدبياتها وأهدافها النبيلة.
> من يتحمل مسؤولية الإنقسام الحاصل في الحركة؟.
>> الأخ أحمد الشرعبي يتحمل المسؤولية الكاملة ومعه أربعة من أعضاء السكرتارية هؤلاء هم من يتحملون المسؤولية عنها وعن الإنقسام الحاصل اليوم في الحركة فهم لم يقبلوا دعوة مكتب محافظة عدن للحركة التي دعونا فيها إلى تشكيل لجنة تحضيرية من الأعضاء المؤسسين للحركة وكذلك لم ينصاعوا لقرار لجنة الأحزاب الذي أيد دعوتنا هذه، وتركوا الجميع خلف ظهورهم، وذهبوا إلى تعز لعقد المؤتمر التأسيسي هناك في تعز، وقد دعونا جميع شباب الحركة لمقاطعة مؤتمر تعز حتى يرجعوا إلى رشدهم، ولا يخرج مؤتمر الحركة بهذا الشكل الهزيل الذي يسيء لنا جميعاً، ولكن حدث ما لم نتوقعه وظهرت الحركة بهذه الصورة الهزيلة.
> أنتم لجنة تحضيرية والآخرون أعلنوا عن إنقسام قيادة للحركة هل ما ينقص الحياة السياسية في اليمن هي الحركة؟.
>> يا سيدي العزيز لا تظلموا الحركة الديمقراطية للتغيير والبناء، هذه الحركة الوحدوية الوطنية الفتية والتي هي وليدة الديمقراطية تهدف إلى التغيير والبناء.
إن أغلب الأعضاء المنضوين في عضوية الحركة رفضوا الإلتحاق بعضوية الأحزاب رافضين الكثير من المغريات التي قـُـدمت لهم، وآخرين خرجوا من أحزابهم رافضين سياسات هذه الأحزاب رغم أنهم كانوا يتبؤون مناصب قيادية في أحزابهم رفضوا كـُــلّ ذلك وجاءوا لينضموا للحركة وتوحدنا جميعنا كـُــلّ محافظات الجمهورية.
ونرفضُ أن نكون عبئاً جديداً يجثم على صدر هذا الوطن الحبيب، وهذا هو أحد أسباب الخلاف الحاصل، فإما أن نكون حركة صادقة من أجل التغيير والبناء، وإما ألا نكون، وصدقني سوف تنتصر إرادة التغيير؛ لأن التغيير صار مطلباً شعبياً يناضل الجميع من أجله.
> الخاتمة؟.
>> نوجه تحياتنا واحترامنا لصحيفة »البلاغ« التي تنشر على صدر صفحاتها الكلمة الصادقة الحرة المعبرة عن طموحات وآمال وقضايا الناس، ونتمنى لها أن تصل إصداراتها كـُــلّ أرجاء الوطن، فهي صحيفة واعدة وتتميز بالمهنية، نتمنى للقائمين عليها النجاح والتوفيق.
التعليقات (0)