شوقاً إلى الأحساء

إليك ِ يا أحساء أشواقي ,

مـاضٍ بـِحزنيَ والـذِكـرى تُـسـلـيـني
والـدَمعُ أعـزِفهُ لـَحـنــــاً يـُواسـيـنــي

مذ فارقت روحيَ (الأحساء) شَقَ بها
لـوعــاً يٌـقـطِـعَ أحـشــاءَ الــشَــرايـين ِ

سَـلِ الصباحَ وشَمس الظهـرِ كيف أنا
وكيـفَ تـبـكـي شُموسٌ مـن تلاحـيـنـي

سَـلِ النُجومَ ولـيـلَ السمرِ كيف يـَرى
فـرقاكِ يـا أصلَ أهلي كم يـبّــكــيـنـي !

أنـعـي بصـوتي مـن الأشـواقِ قافيتي
لـَعـلَ شـِعـري مــن الآلام يـَـطــويـنـي

أنعي بصوة ٍ وبُح َ الصوتُ فيكِ هـواً
متى وهـذا الـهـوى يـُطـوى ويـُشجيـني؟

كَـمْ بـَدَلَ الـبُـعـدَ أوطـانــاً وشـاكِـلــة ً
سِـوى جـمـالـِكِ لـم يُـطـوى إلـى حِـين ِ

أتتركيني وروحيَ المُشتاقَ في شَجَن ٍ
مـاهـكــذا الـفِـعــلُ يـا أم الـبَـسَـاتـيــن ِ !

إنـي ابنـكِ البارُ إن مِلتُ عن رُشُـدي
فــلا تَـلـومـي خِـيــاري مـن (شياطيـني)

مـهـمـا فـَعِـلـتُ فـأنـتـي أمِـيَ المُـثـلى
مـاخِـلــتُ أنــكِ أنـتـي مـن يـُـقــاسـيـني !

صارتْ صبابتي حيرى من مُـكـابَـدتـي
جـُـرحَ الــبـِـعــادِ وجـُـرحــًا فــي تـَفـانين ِ

ماعِـدتُ أحـتـمـلُ الأيــامَ فــي وَلـَـــهٍ
مَـتــى أراكِ مــن الـولهـــىَ تـُنـاديـنـي ؟

مـتـى أراكِ ونـفـسـي فـيـكِ هـائـِمــة ٌ
كي تنتشي العِطرَ من فـَوحِ الرياحيـن ِ

إنـي إلـيـكِ ومـِنـكِ حـتى في جَسَـدي
تَعاجـنـتْ نـفـسـي فـي الرمل ِ و الطيـن ِ

حـتـى نخيلكِ صِرتُ فيها من رُطب ٍ
حُـلــوَ الـمُـذاقِ نـَظيـراً في التلاويــن ِ

حـتـى مـِيَّاهـكِ صَـارتْ فِـيّ عائِمـة ٌ
تُـلاطِــمُ الـثـغــر, (فــي أنغامِ تَحليني)

أنا الـمـُصّـهَـرُ فيـكِ والمـُـذابُ عـلـى
طَـوقِ الـمـحـبةِ مـن نخـل ٍ ومـن تـيـن ِ

كَـمْ طـالَ يوم النوى والقلبُ في شَجَـن ٍ
وصَرختُ الحُبِ في القلبِ تناديـنـي

مـتـى بِـلـقـيّـاكِ يَروى مائـكِ عطشي
يا أعذب النبع ِ يا نبع (الـميـازيـن ِ)

مـتـى بـِلُـقـيـاكِ يا أحساء ُ فالولهُ الـ
محزون ُ يبكي لهذا الـبـعـد ِ لِـلحـيـن ِ

عبدالله البن عيسى

2008