شوارع تصطاد الضحايا
المتأمل لحال منطقة الباحة يدرك أنها تعيش شلل تنموي وإقتصادي مزمن , فالتنمية غائبة والأحلام حاضرة وغياب التنمية مرده لسوء الإدارة والتخطيط والتوزيع العادل للمشاريع وتلك ليست معضلة منطقة واحدة بل كل مناطق ومدن الاطراف مشلولة تنموياً ضعيفة إقتصادياً وتلك إشكالية تسببت في هجره سكانية كبيرة .
شوارع منطقة الباحة مرقعة وكأن شيء ما أكلها , حفريات وترقيع وكل ذلك بسبب الفساد الإداري والمالي الذي بدأت رائحتة تفوح بكل شبر بالمنطقة وبكل شبر بالوطن الكبير , ليتها الشوارع وحدها مرقعة بل هناك طرق تربط المحافظات اصطادت الأرواح طريق المندق الباحة , طريق المخواة نمرة , طريق المخواة قلوة الخ , طرق قطعت أوصال المدن وقطعت قلوب الأسر فلا يكاد يخلو بيت من فقيد ذهبت روحه نتيجة غياب مشاريع حيوية رصدت لها الملايين لكنها جٌمدت لاسباب لا يعلم عنها المواطن المكلوم ..
طريق الباحة المندق مشروع مجمد منذ ما يقارب العشرين عام تجميد على حساب الأرواح لكنه ليس على حساب الملايين المرصودة التي تناثرت يمنه ويسره تحت اسماء وهمية , فعقبة الملك خالد على سبيل المثال تسمت بأسماء متعددة ولكل أسم رقم في الموازنة تلك هي إشكالية مشاريع الباحة التنموية التي حتى هذه اللحظة لم يرى أثرها ساكن منطقة السياحة البكر"الباحة" ولا أمل برؤيتها أو على الأقل الإطمئنان عليها .
المشروع الوحيد الذي ولد بسرعة البرق هو الطريق الدائري الذي أستبشر به المواطنون علماً بأن ذلك الطريق ذو التكلفة الباهظة كان يمكن تأجيله أو تحويل موازنتة إلى ما هو أهم فهناك مشروعات أهم منه كالمستشفيات والمراكز الصحية والإستثمارات التنموية السكنية والزراعية والصناعية والطرق الرابطة بين المحافظات والمحافظة على البيئة الحضارية لمنطقة تغيب عن خارطة السياحة المحلية مؤقتاً , لكن ولادته بسرعة البرق نتيجة طبيعية لصكوك الفساد التي فضحت مستوراً وكشفت فساداً ما زالت فصولة حتى الان متداولة ولم تٌغلق ولن تٌغلق طالما بقيت كرة الفساد تتقاذفها الجهات حكومية .
لا أجد مبرراً يبرر إستمرار غياب منطقة الباحة ومحافظاتها عن خارطة التنمية ولا أجد مبرراً يبرر تقاعس الأجهزة الحكومية بالمنطقة عن أداء دورها بكل حزم وأمانة , فالمنطقة سئمت هجرة أبنائها وسئمت من غيابها عن خارطة التنمية وهي تخشى الموت الدماغي فشللها مستمر إلى ما لا نهاية طالما يقيت لعبة المصالح هي المتحكمة في منطقة تستحق الكثير فأبنائها وأهلها تاريخ يسير على الأرض وشوارعها أكلت الأجساد وقتلت الأرواح البريئة فهل من أذن صاغية يا أولي الالباب .. ...
التعليقات (0)