مواضيع اليوم

شهر نيسان شهر الحزن و الفرح

ناصر حيدري

2009-04-18 11:22:48

0


شهر نيسان شهر الحزن و الفرح


 

في مثل هذه الأيام وقبل ثمانية عقود تم أحتلال الأحواز من قبل الفرس حيث أستغلوا الظروف الاقليمية و الدولية و أستطاعوا أن يقضوا على الشيخ خزعل الحاكم الشرعي للأمارة آنذاك .قامت ثورات عديدة حاول الاحوازيون فيها أستعادة السيادة و الحكم و واجههم الفرس بأشرس الاساليب القمعية و دون رحمة.أعطى الفرس لسلطتهم طابعا مذهبيا و صاروا يتكلمون من خلال عملاءهم أيّ المراجع و زرعوا لهم في كل منطقة عربية شخصا يـــُقدّس و يكرّم ومكــــــــّنوه اقتصاديا و سياسيا و لمـــــّعوا صورته كي يقوم بالترويج للحكومة المركزية . هو يكتب التقارير و يبعثها للأجهزة الأمنية. هذه النماذج ســــُلـّطت على رقاب الناس لعقود و سلبت أراضيها زورا و بدعم من الحكومة .لا يشك الاحوازيين في بطلان ما يقول الفرس من أدعاءات واهية بالأحواز و هي كانت أمارة مستقلة و مستقرة و سعوا بكل الأشكال أن يثبتوا و يحافظوا على هويتهم و لغتهم وتاريخهم و تراثهم بوجه الهجمات المستمرة من قبل الحكومات الفارسية المختلفة .من حيثيات القضية الأحوازية موقعها الجغرافي و هي محاصرة بين الجار السوء الفرس من الشمال و الشرق و الاهوار من الغرب و الخليج العربي من الجنوب هذه الجهات الاربعة لا تعطي فرصة للتحرك كما يشاء على الاقل في الامس حتى الآن و لاتمكــــّن من يريد التحرك الساحة و الميدان ,بالرغم من هذا كله الوضع العربي العام و موقفه المتزلزل تجاه هذه القضية و تخلفه و وغياب المؤسسات فيه ,أضافة الى وجود النفط والغاز و الارض الخصبة في الاحواز و كونها بوّابة ينطلق من خلالها الفرس لتنفيذ مشاريعهم التوسعية في البلاد العربية ,جعل الفرس يعسكرون في الاحواز و يجعلون التمسك بأحتلالها من أولياتهم الاستراتيجية ,ظلوا يأتون بالفرس و يسكنونهم في مستوطنات اُعدّت لهذا الغرض.ظنّ الفرس أنهم قضوا على الاحوازيين بهذه الاساليب غير الانسانية ,ظنوا أن التقتيل و التنكيل سوف ينال من أرادة الشعب و خاصة بعد حدوث الثورة الايرانية و رفعها شعارات دينية . أضطهد الأحوازيين الفرسُ و هذه المرّة بأسم الدين و محاربة الله و الأفساد في الأرض كما يأتي في الأحكام الصادرة من محاكم الثورة المختصة بالبتّ بالقضايا السياسية , استمر اسلوب القمع و الكبت حتى يومنا هذا .ما تـــَأكــــّدَ للشعب الاحوازي ان لاسبيل سوى السعي من اجل التحرير و الخلاص و ان يتــّكل على طاقاته الذاتية قبل كل شيء .هذا الشعور العام اكتمل بعد الثورة الايرانية والحرب الايرانية العراقية التي خسر الاحوازيون فيها بيوتهم و اراضيهم و ابناءهم . في مرحلة جديدة بنوا الاحوازيون انفسهم و استعدوا من جديد لمواجهة عدوّ لدود يتربص بهم و يستهدف وجودهم كلــّه و بعد التحرك الوسيع الذي بدأ بأوائل التسعينات قاموا بأنتفاضات أثبتت للعدوّ الفارسي قبل ايّ جهة أخرى بأن هذا الشعب كفوء لهذه المعركة و أنه لايملّ و لايكلّ في طريقه الى الحريّة و الأستقلال .في أنتفاضة نيسان عام 2005 و مظاهرة عيد الفطر التي تلتها و في الانتفاضتين اللتين سبقتاها تجسدت الصورة الشعبية العربية القومية الخالصة في مسيرتها من أجل الخلاص من قيود الاحتلال الفارسي الغاشم.من أبرز أفرازات الأنتفاضة النيسانية الباسلة الغاء العوامل التي ساهمت في تكريس الأحتلال وهي المراجع و رجال المذهب الصفويّ الذين كانوا يفتون بحرمة التحرك ضد الشــــــــّاه و ومن ثم خميني على حدّ سواء و الشخصيات التي صنعها جهاز الاستخبارات الايرانية الساواك و زرعها في المناطق المختلفة بالأحواز ,ما يسمـــــّون بالسادة أيّ الهواشم أيّ أنهم من سلالة النبي بالرغم من أنكار النصّ القرآني ذلك.هؤلاء وكطبيعتهم وقفوا مع الأجهزة الحكومية و الأمنية و أجتمعـــــــوا مع هذه الأجهزة في مقرّاتها أيام الأنتفاضة و ظلوا يصدرون الفتاوي و يتحدثــــــّون في المساجد و الحسينيات حتى يخمدوا نار الأنتفاضة و لكن خاب ظنـــــــــــهم و فشلوا في أداء مهمتهم . مــمن طـــُرد في مسجد في حيّ الدايرة هو وزير الدفاع شمخاني, حيث رماه الناس بالبيض و الطماطم و أضطرّ لترك الحيّ هاربا مع حرّاســــــه قبل أن يكمل حديثه. تيّقن النظام و من كان يخطّط لسياسته في الأحواز أن التغيير الذي حدث جذريّ و ليس سطحي و لا عابر .في خلط تاريخي شهير يلفــّق الصفويّون أن أهل العراق و العرب هم قتلة الحسين أبن عليّ و الذي يلبسونهم الثياب الحمراء في أيام عاشوراء و يستنتجون من خلال ذلك أن أهل السنة و الجماعة اليوم يشكـــّلون ذاك الأتجاه و التيــــــــــّار و هم أيّ الفرس و من شايعهم يشكلون أنصار الحسين و على هذا الأساس العرب جميعهم متهمون بقتل الحسين و أهل البيت لذلك يجب محاربتهم و الغاية تبرّر الوسيلة لديهم.هنالك معركة خاضها الأحوازيون مع البريطانيين تزامنا مع العراقيين ما هي معروفة بمعركة الجهاد بفتوى اليزدي المرجع الفارسي الذي كان يرى حكومة الشـــــــّاه حكومة للمهدي آخر أئمة الشيعة خسرها الأحوازيون و ربحها الفرس رغم أن أنتصارهم الفعلي على البريطانيين لأن نتيجتها صبــــّت في صالح السياسة الفارسية وفي رأيي أنها كانت أحدى الأخطاء التاريخية من تاريخنا المعاصر.في الأنتفاضة النيسانية تبيّنت وتوضـــّحت هذه الأمور بشكل قويّ و الشباب الأحوازي رجع الى ذاته في ترك مذهب الصفويــّين جملة وتفصيلا و أصبحت الكوفية الحمراء رمزا لهذا التحوّل و أنها كانت نقلة نوعية حيث أحدى أهم الجسور للأحتلال الفارسي البغيض هدّمت.في أنتفاضة نيسان 2005 تغيّب الملالي و السادة الملـــــــّاكين من الساحة لأنهم لم يستطيعوا أن يقفوا بركان الثورة العربية في الأحواز بعد ماأنكشفت الأوراق و تجلــّت الأمور لديهم.تميّزت هذه الأنتفاضة من غيرها بأنها لم تكن لعشيرة خاصة كما كانت سواها و لا لمنطقة واحدة و لا لحزب او تيّار خاص ,أنما كانت أنتفاضة شاملة و كاملة ,شعبية عفوية خالصة بأمتياز. فيها وضعت النقاط على الحروف و فيها أرتفع العلم الأحوازي في أرضه و على السطوح بعد ماكان قد توســــــــّط قلوب الأحوازيين بنجمته الخضراء ,نجمة الحرية و الأستقلال .عاشت هي الأنتفاضة و عاش من قام بها و الإجلال كل الإجلال لشهداءها و الإفراج لسجناءها ,عاشت هي و عاش الشعب الذي تحدّى فيها كل السواتر التي بناها العدوّ في وقت أحتلاله البغيض ولم تنفعه شيئا.عاشت هي و دام شبابه و أشباله الذين يتطلعون للحرية و تقرير المصير في كل آن.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات