شهر رمضان فرصة لتغيير أواني المطبخ وديكور المنزل
عبـد الفتـاح الفاتحـي
تشهد أسواق ومحلات بيع الأواني المنزلية في أواخر أيام شهر شعبان حركة تجارية غير عادية، بالنظر إلى الإقبال الكبير للنساء المغربيات على اقتناء لوازم جديدة للمطبخ ولوازم تجديد ديكور المنازل، كعادة وتقليد مغربي أصيل لاستقبال شهر رمضان الأبرك بحلة جديدة.
وهناك من يجد في رمضان فرصته المناسبة لتغيير مختلف فضاءات المنازل من الداخل والخارج، وفرصة لتجديد تجهيزات المطبخ، وتبديل ديكور غرف الاستقبال بإعادة طلائها وتغيير ستائرها.
وتدب اليوم حركة ورواج تجاري كبير لدى باعة الأواني المنزلية والستائر ولدى الصناع التقليديين، وخاصة حرفيي الستائر، وعند "معلمي" البناء والصباغة. فالمتجول في شوارع عدد من الشوارع الشعبية بالمدن المغربية في الأيام الأخير من هذا الشهر يلفي عددا المنازل والبيوت قد تحولت إلى ورشات للإصلاح والتجديد، وهو ما يخلق حركة اقتصادية مهمة لدى الحرفيين والصناع التقليديين المهتمين بالديكور، وكذا بالنسبة لمعلمي البناء والصباغة.
إن شهر رمضان على حد قول عبد الإله صانع تقليدي بالمدينة العتيقة لسلا فرصة للعمل، ومناسبة لتوفير خسارة باقي شهور السنة، عبد السلام "دراز" بسلا، قال: أتوقف عن العمل بحرفتي على مدار السنة لضعف الإقبال، لكنني أستأنف العمل في شهر شعبان ورمضان، فتجلب لي مدخولا محترما.
خالد أحد باعة الأواني المنزلية بحي حسان بالرباط، قال أن عددا من السلع أخفيناها لنوفر مساحة مهمة خاصة بالأواني المنزلية، وحول سبب ذلك، أجاب أن أجواء الاحتفاء بشهر رمضان ترفع من حدة إقبال النساء على شراء الأواني وتجهيزات المطبخ، ولا بد من تلبية طلبات الزبناء.
وتجمع العديد من النسوة المغربيات التي التقين بهن، أنهن يرغبن في إجراء تغييرات على منازلهن، وجعلها في حلة جديدة تدخل الدفء إلى النفس، وتخلق جوا من السعادة على العائلة والأطفال خلال شهر رمضان المعظم.
وتحرص العديد من النساء المغربيات على إضفاء لمسة جديدة على ديكور المنازل وتجهيزاتها، كتجديد أواني الطبخ، وصحون الأكل، وتلفاز البيت، واستبدال الستائر بأخرى جديدة. ويأتي تدبير النسوة لهذه الحاجة رغم الكلفة المادية، لذلك وفي ظل الاحتياجات الغذائية الأخرى الخاصة بشهر رمضان.
ولم تخف بعض النسوة أن الأمر بات عادة مغربية، حيث لا يخلو أي بيت من تجديد أو تغيير يخص صباغته أو أثاثه أو أوانيه كل بحسب قدرته، تقول خديجة ربة بيت للعلم: " إن الاستعدادات الاحتفال بحلول شهر رمضان تشمل البيت وتجهيزاته، بحيث أصبح التجديد في ديكور البيت وتجهيزاته من العادات والتقاليد المغربية القديمة، تتوارثها الأجيال، باعتبارها خصوصية مغربية بامتياز، تعبر عن الفرحة برمضان الكريم.
فاطمة معلمة من مدينة سلا كانت مهتمة بشراء ستائر بالمدينة العتيقة، قالت بأنها تعودت عند قرب شهر رمضان على استبدال ستائر شقتها بأخرى جديدة وبألوان مغايرة بحسب ما يوفره السوق من جديد في مجال الستائر.
في سوق الطين بعدد من الدكاكين يستوقفك الإقبال الكبير على شراء الطاجين والأواني الفخارية، كجزء من المستلزمات المنزلية المرتبطة بشهر رمضان، محمد صاحب دكان لبيع الأواني الفخارية قال: نعم يسجل هناك إقبال كبير على الأواني الطينية وخاصة شراء الطاجين، ذلك لأن عددا من الأسر تحرص على إعداد الطاجين في مائدة إفطارها، مضيفا أن عدد من الأسر ترى أن الطبخ في الأواني الفخارية أكثر لذة من الطبخ في أزاني الألمنيوم.
وفي ذات السياق أوضحت سيدة تابع حوارنا مع صاحب محل بيع الأواني الفخارية، فقالت أن شهر رمضان يجري التحضير له في المغرب من عدة جوانب منها ما يتعلق بمواد "الحريرة" و"السفوف" وغيرها من الحلويات، وهناك استعدادات أخرى منها تجهيزات المنزلية وخاصة المطبخ، وتجهيزات تروم إضفاء طابع جديد وجميل على شكل المنزل من الداخل، وهذه الاستعدادات تتم خلال شهر شعبان، كما تقوم النسوة بتنظيم شبه يوم لنظافة المنازل وغسل الأفرشة والأغطية، وإعادة طلاء الجدران لتوفير ظروف استقبال جيدة خلال الزيارات التي تتم في شهر رمضان.
ومن جهة أخرى عبرت عدد من النسوة عن استيائها من غلاء الأسعار وضعف المدخول، كعوارض تحرمها من التحضير لشهر رمضان بالشكل المطلوب، إسوة بباقي العائلات نظرا لمحدودية دخلها، في مقابل ارتفاع الأسعار الخاصة بالمواد الغذائية الرمضانية الأخرى، ولا بالنسبة للتجهيزات المنزلية لذلك تقبل على تغيير أوانيه من الأسواق الشعبية "الجوطية" لشراء الأواني المستعملة.
التعليقات (0)