تتزاحم العروض التلفزيونية بهيئة مهرجان فني صارخ على القنوات العربية الفضائية، كلها أو أغلبها لا تمت للشهر الكريم بأي صلة، لا من قريب ولا من بعيد، عروض لو عرضت في شهر آخر من شهور السنة لتدخل في دائرة الاستنكار والتفسخ نحو الرذيلة، لكنها تجتمع في هذا الشهر الفضيل على شكل متعة وافساد العقول، ليت منها ولو بنسبة ضئيلة في المائة يكون ذو فائدة تذكر.
أهل المسلسلات الدرامية لهم دائرتهم التي يلتفون حولها ويناقشونها، وأهل الكوميديا كذلك، والبرامج والمسابقات أيضاً. كلها تحتل نصيب الأسد والسواد الأعظم في العروض على القنوات العربية، ولا تخلو تلك البرامج من الفقرات الدعائية بين فقرة وأخرى يظهر فيها مسلك آخر وجديد، منها ما يظهر مفاتن المرأة ومنها ما يدعو لشراء منتجات بما لا حاجة لنا به من أطعمة والمشروبات زائدة وفائضة ومكررة.
فلو أن ثمة نسبة بسيطة تعتني بماهية الشهر الفضيل من قبل تلكم القنوات، ومعرفة السبب الحقيقي من صومه، والكف عن مسببات تشرذمه، لكان أسلم لها وأطهر، ولو حضرت برامج هادفة في أحد تلك القنوات تجد مستواها أقل من المتوسط.
الناس تنظر وتستمتع لكنهم في دواخلهم مستنكرين لتلك الإساءات الصارخة، لتلك المغريات الطاغية والمتكررة، يتطلعون لبرامج دينية وثقافية واجتماعية ذات مغزى وفائدة راقية في التعبير، تعود عليهم بالنفع والفائدة في دنياهم وآخرتهم.
يقول لي صديق "لو أردت أن ترى شياطين الأنس بشكل واضح تجدهم في شهر رمضان" وقد صدق في مقولته تلك. ويقول صديق شرق آسيوي "تلفزيون في رمضان كثير خربان".
المتعة المحببة هي مشاهدة برامج ومسلسلات ذات مغزى تاريخي أو اجتماعي هادف وهي الأنسب، ولو قسّم المرء منا وقته بما يناسب ظروفه لكن أفضل له، المعضلة أن منا، من ينتهي الشهر الكريم، ولا يخرج بأي فائدة، بل أحياناً بالضياع. ومما لا شك فيه أن المسؤولية تقع على عاتق من يقف على هرم تلك الأبواق الإعلامية، ثم تأتي المسؤولية على من يشاهدها.
ورمضان كريم ،،،
سعد الشمراني
التعليقات (0)