مواضيع اليوم

شهر الصيام يفقد السلام !

رانيا جمال

2012-08-05 09:11:54

0

سلسلة التفجيرات الإرهابية والهجمات المسلحة بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة التي حدثت ثاني وثالث أيام شهر رمضان المبارك في 13 محافظة منها بغداد وديالى والانبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك والديوانية، مسفرة عن استشهاد وإصابة ما يقارب من الــ 400 مواطن، هي الأكثر دموية خلال العام الحالي حيث لم تشهد الأشهر الماضية مثل هكذا سلسلة من التفجيرات، وهي أعمال إجرامية تكشف عن جهتها المنفذة وأهدافها وأسبابها وغاياتها دونما أي تحليلات أو تعقيدات سياسية وذلك متأتٍ من الأماكن التي تم استهدافها بالتفجيرات، والأشخاص الذين لحقتهم نيرانها وشظاياها، وهم أناس أبرياء أغلبهم من المدنيين الأطفال والنساء والشيوخ أي عدم وجود أي عسكري أو رجل أمن مهما كان نوعه وشكله سواء أكان عراقياً أم أجنبياً وهذا يعني ان الاستهداف كان مدنياً بحتاً في درجته الأولى، وهذا أولاً، أما ثانياً، فهو استهداف أماكن بعيدة تمام البعد عن أي أفكار ذات طابع (مقاومة أو جهاد!) مثلما يروّج البعض من رموز الإرهاب وقادته داخل البلاد وخارجها، وفي أيام مباركة ذات مكانة وتقدير لدى جميع المسلمين في مختلف مشاربهم وأماكنهم وطوائفهم ومذاهبهم بلا استثناء، وكان الإرهاب على موعد معهم ومع موعد الصوم، بمعنى ان الارهابيين لم يعرفوا قدسية هذا الشهر الفضيل لدى عقيدتهم العرجاء، ولا يدركون قيمة الصوم حسب فتاواهم الحمقاء، فأفقدوا أهم صفات شهر رمضان وهي الأمن والسلام والسكينة، وحتى لو أخذنا بعين الاعتبار تفجيرات الأسبوع الماضي باستهداف مبنى مكافحة الإرهاب في بغداد وسجن الحوت في التاجي والادعاء بأنها أهداف عسكرية أمنية إلا ان الحقيقة هي ان هاتين المحاولتين كانتا تهدفان الى تهريب الارهابيين وقادة القاعدة المعتقلين فيهما لنشر الرعب والعنف والإرهاب في البلاد من جديد، فلم يكن استهدافاً ذا نوايا طيبة تخدم الإسلام والمجتمع، مثلما يدعون. هذه التفجيرات وبرغم تصاعد الاستياء الشعبي والسخط الجماهيري على أداء الأجهزة الأمنية وعدم قدرتها على فرض الأمن والاستقرار في البلاد، فأن أسئلة عدة لا بدّ من طرحها لمعرفة المستهدف والهدف منها بعد ان تمت معرفة الجاني وتأكيده، وذلك لمعرفة نوع الخطط والبرامج والآليات المستخدمة من قبل الإرهاب لتقليل أكبر عدد ممكن من الضحايا كأقل تقدير فإن كان المستهدف من ذلك هو الحالة الأمنية وإرجاعها الى الوراء كالانفلات الأمني واستفحال أمر وهيمنة العصابات الإجرامية فأن ذلك يستدعي من الأجهزة الأمنية نفسها أداء الواجبات على أكمل وجه وترك حالات التراخي والكسل في أداء واجباتهم أو الاطمئنان الى الحالة الأمنية المستقرة نسبياً، بينما إن كان الهدف طائفياً تحريضياً من خلال استهداف أغلب مدن المكوّن المظلوم المضطهد فهو أمر يحتاج لمراجعة و وقفة طويلة لاسيما وانه ليس التفجير الأول في مدن أتباع أهل البيت (ع)، وعلى جميع المسؤولين الأمنيين إدراك خطورة هذه الخطط الإرهابية، أما إذا كان المقصود من كل ذلك استهداف العملية السياسية برمتها وإفشال المشروع الوطني الذي جاء نتاجاً لتضحيات الشعب وصبره ونضاله الطويل، فالنتائج قد تكون وخيمة فيما لو استمر هذا التراجع الأمني ولم تتمكن أجهزتنا الأمنية من فرض سيطرتها وهو ما يتطلب حيطة عالية جداً ليس عيباً إن وصلت حد الاستنفار والنذير.
مقالات للكاتب علي جاسم




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !