مواضيع اليوم

شهر آب الدموي

سـامي جلال

2009-08-20 11:37:49

0

 اعتكافي للتفرغ للعمل في منطقة معزولة من خدمات الأنترنيت كان السبب في اختفائي عن عائلتي في المدونات , لكن ذلك لم يمنعني من التواصل مع الأحداث و خاصة الجرائم الشنيعة التي ارتكبتها الآيادي الآثمة بحق الناس البسطاء و الأبرياء من الشعب العراقي من خلال التفجيرات الأرهابية التي زهقت ارواح المئات من الشهداء خلال هذا الشهر الدامي.
تسلسل الأحداث يعود إلى زيارة دولة رئيس الوزراء السيد المالكي للولايات المتحدة الأمريكية و عند الملف الأمني , كانت هناك فقرة ضبط الحدود مع الجار العربي السوري, حيث الدلائل و المؤشرات لدى الأستخبارات العراقية و الأمريكية كانت و مازالت تؤكد تسلل الأسلحة و الأرهابيين من الحدود السورية العراقية و بسبب حرية التنقل التي كفلتها الحكومة السورية للقيادات البعثية و الأطراف المعارضة للعملية السياسية في العراق, و تقرر ان يزور سوريا وفد فني عسكري استخباراتي امريكي لبحث الموضوع مع الحكومة السورية على ان يزور السيد المالكي بعدها سوريا للأطلاع على الأتفاق الأمريكي السوري بهذا الخصوص و معالجة الأمر من خلال تفعيل اللجان المشتركة بين البلدين لتشجيع سوريا على تحديد مصالحها السياسية مع حكومة العراق على حساب دعمها للتيارات المسلحة المعارضة.
هذا يعني ان احداث التفجيرات كانت معلومة و متوقعة من قبل الأمريكان و الحكومة العراقية على ضوء الأتصالات الأمريكية مع جهات مسلحة معارضة للحكومة العراقية و تلك الجهات متواجدة على الأراضي السورية و كانت الزيارات الأستباقية للأمريكان و السيد دولة رئيس الوزراء لأستغلال تاثير السوريين على تلك الجهات للحد من نشاطاتهم المعادية من داخل الأراضي السورية و الحد من ردود افعال اجرامية من قبل تلك الجهات التي لم تدخل في مفاوضات المصالحة الوطنية.
و تبقى باقي التحليلات مع الجهات الأخرى المتعاطية مع إيران و السعودية لفرض وجودها عن طريق الأرهاب غير بعيدة من مشاركتها في احداث ما قبل الأمس , إذ الدلائل تشير ان منفذي جرائم التفجير في بغداد يوم امس هي جهة واحدة , لكن التفجيرات الأخرى التي سبقتها في باقي المدن و بغداد كانت تحمل بصمات مختلفة لكن هدفها واحد هو زرع الفتنة و زعزعة الأستقرار النسبي للأمن ..
ان تعازينا لأهالي ضحايا الأعمال الأرهابية لن تكون الرادع للجهات التي تقف خلف تلك الجريمة الشنعاء و لكن ليعلم هؤلاء الجبناء الذين طالت أفعالهم الأبرياء من الناس فقط ليعبروا عن استياءهم من العملية السياسية في العراق, ان هذه الأفعال اللا انسانية سوف تكون العامل الأساس في تثبيت هوية العراق الفيدرالي الجديد و العراقيين لن يتصالحوا مع من اراق دماءهم و كلما زادت وتيرة الأرهاب كلما تشبثنا بالعراق العراق الجديد فمن يريد اعادة بناء العراق فليدم يد الأصلاح و ليس يد القتل و الخراب...
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات