استيقظ شهريار من نومه ونادى على حاجبه مسرور
شهريار : ناد على شهرزاد
لتقص علينا القصص و الاخبار و تقرأ علينا ما بين السطور
مسرور : يا مولاي شهرزاد ذهبت الى بغداد
شهريار: ماذا ؟! ذهبت قبل ان أذن لها ؟! الويل لها و البثور
مسرور : مولاي ذهبت لتتفقد بغداد و تزور نصبكم المشهور
و بينما الحديث دائر بين شهريار و الحاجب مسرور
دخلت شهرزاد راكضة مرعوبة
شهريار : ما بك يا شهرزاد ؟
شهرزاد : دعني التقط انفاسي يا مولاي
فقد عدت راكضة الى قصرك المعمور
شهريار : حدثينا يا شهرزاد عن عاصمة المنصور
شهرزاد : ايُ بغدادِ و ايُ منصور
رأيتها عابسةً مغبرةً فارقتها الضحكة و السرور
و سمعت اصوات نواح و عويل
و رايات سود تعلو اسطح الدور
شهريار : هل هي رايات الحرب يا شهرزاد ؟
شهرزاد : كلا يا مولاي
عندما سألتهم قالوا : انها ذكرى عاشور
و رأيتهم يضربون و يلطمون
على الظهور و الصدور
لم اسمع صوت الاغاني و الاشعار
و رأيت رجالاَ يرتدون السواد
في الشوارع ينتشرون
اكوام القمامة تملأ الشوارع
و توارت على استحياء الورود و الزهور
رأيت اثار الدمار شاخصة على المباني
و قالوا لي انها من احتلال الفرس و الروم
شهريار : وهل عاد الفرس و الروم الى بغداد
شهرزاد : هكذا يا مولاي يقولون
شهريار : و ماذا عن دجلة و نصبنا المشهور ؟
شهرزاد : يا مولاي وجدته مهملاَ حزينا
ورأيت دجلة متوجعاً يشكو الضمأ
و قد فارقته مواكب الفرح و النوارس و الطيور
شهريار : يبدو انك اخطأت في الاتجاه
اين ذهبت عاصمة الثقافة و الفنون و النور
شهرزاد : وجدتها تعشعش عليهما الغربان
و أُوريت القبور
شهريار : و كيف وجدت شعبهم ؟
شهرزاد : وجدتهم للمال و الجاه و للسلطة يخضعون
و اشخاصا غٌربٌ على عقولهم يتسلطون
يتلاعبون بهم كيف يشاؤون
و وجدتهم اذا دعاهم الوطن لنصرته لا ينتصرون
في مخادعهم نائمون ... مخدّرون ... متخاذلون
يا مولاي لعنت يومي الذي ذهبت فيه الى بغداد
لذا عدت راكضة اليك و الى قصرك المعمور
و الى سيف الحاجب مسرور
التعليقات (0)