مواضيع اليوم

شهرزاد واللقاء الوحيد المتاح

حسن توفيق

2013-04-26 00:16:43

0

 

                                                          شهرزاد .. واللقاء الوحيد المتاح

                                             بفلم: حسن توفيق

 

بذكائها وبراعتها في سرد الحكايات المشوقة، تمكنت شهرزاد من إخماد جذوة الانتقام التي كانت متأججة في صدر الملك شهريار، منذ أن رأى بعينيه كيف خانته زوجته مع رجل ممن يعملون عنده، وعلى امتداد كل ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة ظل شهريار يستمع لتلك الحكايات إلى أن يدرك شهرازاد الصباح، فتسكت عن الكلام المتاح، وبطبيعة الحال فإني قرأت ما قالته شهرزاد وماقيل عنها، وكيف أنها أنقذت كل بنات جنسها من العذارى، بعد أن كان القتل هو مصير كل عذراء منهن، لا لشيء إلا للرغبة الحارقة في الانتقام!


بعيدا عن شهرزاد الأسطورة التي أنعشت خيالاتي منذ كنت صبيا، فإني التقيت مع شهرزاد مصرية وعصرية في أحد أيام شهر يوليو سنة 1977 وكان لقائي معها في بيتها المطل على النيل، حيث طلبت منها أن تروي لي حكايتها مع الشاعر الرقيق الدكتور إبراهيم ناجي، وكان قد كتب قصيدة جميلة من وحيها، وقد تذكرت تفاصيل هذا اللقاء الوحيد الذي أتيح لي وقتها، وأنا مستغرق في حالة من الشجن، بعد أن عرفت أن شهرزاد التي ألهمت الشاعر الذي أحبه، قد رحلت عن عالمنا يوم السبت 6 أبريل 2013 وعلى الرغم من الفوضى السائلة التي تنزلق فيها الحياة اليومية، ولا تتيح للمهتمين أن يتابعوا الفن الجميل، فإني نجحت في أن أستعيد الزمن الذي تألقت فيه شهرزاد قبل أن تقرر الاعتزال والابتعاد عن الأضواء نهائيا منذ سنوات عديدة.


شهدت القاهرة ميلاد الطفلة شفيقة محمد السيد يوم 8 يناير سنة 1933 وقبل أن تكمل العشرين من عمرها انطلقت إلى عالم الغناء، وأصبح اسمها الفني شهرزاد، تيمنا بسحر شهرزاد الأسطورة في ألف ليلة وليلة، واهتماما بموهبتها قدم لها كثيرون من الملحنين المرموقين ألحانهم الرائعة، لكي تتغنى على إيقاعاتها، ومن هؤلاء رياض السنباطي ومنير مراد وبليغ حمدي وسيد مكاوي ومحمود الشريف، ومن أشهر أغاني شهرزاد: عسل وسكر- إديني من وقتك ساعة- يا ناسيني- أفكر فيه وينساني، وإلى جانب أغانيها الحلوة فإنها شاركت في عدة أوبريتات شهيرة منها العشرة الطيبة وألف ليلة وليلة وياليل يا عين، كما شاركت في العديد من الأفلام، من بينها: أمير الدهاء- الهوى غدار- ابن البلد- الأحدب.


بمجرد أن عرفت نبأ رحيل شهرزاد، تذكرت على الفور فنانة رائعة، أثرت في وجداني، وما زال صوتها ينعشني ويزيح الصدأ عن الروح، وقد ولدت هذه الفنانة يوم 17 فبراير سنة 1918 ورحلت عن عالمنا يوم 21 نوفمبر سنة 1955 وكان اسمها- عندما ولدت- ليليان زكي مراد موردخاي، ثم عرفناها جميعا بعد أن أبدعت وتألقت باسم ليلى مراد، أما لماذا تذكرت صاحبة أنا قلبي دليلي، قذلك لأنها ومعها شهرزاد قد اعتزلتا عالم الفن والغناء طيلة سنوات عديدة، ورحلت كل منهما في الثمانين أو على مشارف الثمانين، وهذا يعني أن كثيرين من أبناء الأجيال الجديدة لا يعرفون هذه ولا تلك، والسؤال الذي أطرحه هنا: كيف عاشت كل منهما حياتها بعد أن انحسرت الأضواء، وهل كانت كل من ليلى مراد وشهرزاد حزينتين وهما تعيشان داخل جدران النسيان، أم كانتا قانعتيتن وراضيتين عما تحقق لكل منهما من صيت ومن تألق خلال حيوية المسيرة الفنية الغنية؟


MAGNOONALARAB@YAHOO.COM

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !