شهد الكتب (12) رواية عروس المطر
بقلم د/صديق الحكيم
عبر تغريدات رائعة للعصفور المسحور(توتير) أرسلت إليها صديقاتها التهنئة بعيد ميلادها في الثالث من سبتمبر .هن جيل النهضة الثقافية والأدبية ببلد النهار (الكويت) وهي واحدة من هن. و يكاد المرء لا يصدق أن من أكملت لتوها الثلاثين أنتجت كل هذا الإبداع وحصدت تلك الجوائز في هذه السن المبكرة –أدام الله عليها الإبداع والجوائز-ناهيك عن تفوقها في مجال دراستها حيث حصلت علي حاصلة على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال - تخصص تمويل، كلية العلوم الإدارية - جامعة الكويت 2011 بتقدير امتياز إنها الكاتبة والروائية الكويتية الرائعة بثينة العيسي واليوم نقدم للقارئ العزيز روايتها (عروس المطر) عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت 2006 وهي الرواية الثالثة لبثينة العيسي بعد روايتيها ارتطامٌ .. لم يسمع له دوي ( رواية ) عن دار المدى - سوريا 2004 و سعار - ( رواية ) عن المؤسسة العربية للدراسات و النشر - بيروت 2005 وتبع ذلك ثلاثة أعمال تحت أقدام الأمهات - ( رواية ) عن الدار العربية للعلوم ناشرون - بيروت 2009 وقيس وليلى والذئب - مجموعة نصوص، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت 2011 وعائشة تنزل إلى العالم السفلي - ( رواية ) عن الدار العربية للعلوم ناشرون - بيروت 2011
ومازال نهر الإبداع يجري وحصاد الجوائز مستمر حتي تحوز نوبل للآداب ومن سار علي الطريق وصل
نعود إلي (عروس المطر)
تتناول بثينة العيسي في روايتها (عروس المطر) في شكل رئيس، الفتاة/ المرأة في أحد تجليات وجعها اليومي جراء عنوستها، وبما لا يبتعد بها كثيراً عن حرثها في أرض الهم الاجتماعي الذي سبق أن خبرته في أعمالها السابقة.
وكما في الروايتين السابقتين تأتي رواية «عروس المطر» في صيغة ضمير المتكلم، على لسان «أسماء» بطلة الرواية، لتكشف الصراع النفسي الداخلي لفتاة كويتية تبلغ السادسة والعشرين من عمرها، تقع تحت وطأة مشاعر الضيق والإحباط التي تتملكها لكونها تشعر بدمامة وجهها وبشاعة تقاطيـــع جسدها من جهة، والخيبة واليأس من أن يقبل شاب بها زوجة من جهة ثانية. هذه الدمامة تتجلى أكثر ما تكون حين ترى أسماء نقيضها في صورة أسامة أخيها وصورة حصة مدرستها الجميلة.
قسمت الكاتبة روايتها أربعة فصول: الهواء، التراب، النار، الماء. وجعلت في بداية كل فصل عنواناً داخلياً فرعياً، فالفصل الأول معنون بـ: «العماء يتقوض/ الحضور جنين»، والثاني: «المضي عقوبة/ الجذور جحيم»، والثالث: «موسم الغرس/ سفر الثورة»، والرابع: «بداهة الميلاد/ شهوة الغنوص». وإذا تم ربط هذه العناوين بفاتحة الرواية التي جاءت ببيتين للإمام علي بن أبي طالب، فمن الممكن تصور إيحاء ما أرادت الكاتبة إيصاله الى القارئ وإلا انتفت الحاجة الى وجود هذه العناوين.
تبدأ الرواية بمشهد دال للشقة التي تسكن فيها أسماء مع أخيها أسامة، بل هو يعبر عن الوضع الاجتماعي المتواضع للشقة، والفوضى التي تجتاحها، ويشرح جذر علاقتهما لكونهما توأمين، ولكون اسميهما يتشابهان في محاولة من الوالدين أن يكمل أحدهما الآخر: «عندما تكدّسنا، أنا وشقيقي، في بطن واحد، أرادوا لنا اسمين متقاربين لأن موضة التوائم تقتضي ذلك» (ص 17)، مع وصف لجمال أسامة، ودمامة وبشاعة أسماء، وهو وصف يبقى كلازمة طوال مشاهد الرواية.
وعلى خلاف روايتها الأولى «سعار» التي كان الوضع الاجتماعي الكويتي حاضراً على امتداد صفحاتها، ومتداخلاً في تعرجاتها، فإن انعكاس الوضع الاجتماعي على أحداث رواية «عروس المطر» ظل خلفية بعيدة، تبرز أكثر في آراء أسماء حول أجواء حفلات الأعراس في الكويت. تشعر أسماء بوحدة تحيط بها، لأنها تعيش صراعها الداخلي من جهة، وبعيدة عن أمها وأبيها، بعد انفصالهما وسفر الأم، وانشغال الأب بزيجاته الثلاث الأخرى من جهة ثانية، وأخيراً بسبب إصرارها على الانتقاص من قيمة نفسها، وقناعتها بدمامة وجهها: «كنت زرقاء، مشعرة، بعينين جاحظتين وذقن مدقوقة...» (ص 18).
إن مقولة لكل كاتب روائي موضوعة محددة يشتغل عليها، وإن مجمل أعماله تأتي تنويعاً على هذه الموضوعة، تبدو متحققة في أعمال الكاتبة الشابة بثينة العيسى وهي ثلاث روايات. فهي تغوص في بنية القضايا الاجتماعية الشائكة والملحة في المجتمع الكويتي، مسلطة الضوء على معاناة مختلف الشرائح، بصيغة ضمير المتكلم ولسان الراوي الكلي العليم، مستخدمة حوارات تدور باللهجة العامية الكويتية. ويمكن التوقف عند مجمل الخصائص لهذه الأعمال:
1- بثينة العيسى واحدة من أهم كتاب الجيل الروائي الكويتي الشاب، وهي حين تتناول القضايا الاجتماعية الملحة في شكل روائي فني، إنما تعكس موقفها وجيل الشباب من تلك القضايا وتصوراتهم لحل أزمتها. وهي بذلك تعكس وعياً بأهمية الأدب والفن، وقدرتهما على التأثير في وعي أو ذائقة القارئ، ووعياً ممثلاً لدور المبدع في التصدي لتناول قضايا أمته. وأخيراً تقدم أعمالها من خلال جنس الرواية، بصفته حياة فنية موازية لحياة الإنسان. لكن ثمة ملاحظة وهي أن بثينة العيسى تقدم أعمالها بانحياز واضح إلى كل ما هو إنساني، مؤمنة بالعدالة والحب والعيش الكريم.
2- تقدم بثينة العيسى حوارات رواياتها باللهجة العامية الكويتية، وربما مرد ذلك إلى خصوصية أو بساطة اللهجة، أي لهجة، ودفء عوالمها، وقدرتها الساحرة على عكس أجواء اللحظة والمكان. لكن ذلك يأتي على حساب اللغة العربية الفصحى، وعلى حساب القارئ العربي الذي يجد صعوبة في فهم معاني كلمات اللهجة المحلية، خصوصاً أننا نرى أن المبدع العربي معني بدرجة كبيرة بإعلاء شأن اللغة العربية الوسيطة، في زمن العولمة وتسيد اللغة الإنكليزية.
3 – إن استخدام صيغة ضمير المتكلم بقدر ما يقدم وصلاً بالقارئ ويجعله جزءاً من العمل الروائي، فإن استخدام صوت الراوي العليم على العكس من ذلك يُعد رجوعاً الى فترة من الكتابة الروائية تجاوزها الزمن، على مستوى الرواية العالمية أو الرواية العربية.
رواية «عروس المطر» هي إضافة مهمة في مسيرة الروائية الكويتية الشابة بثينة العيسى، حتى لو جاءت خاتمتها هروباً من الواقع وتعلقاً بالحلم. فواقع اجتماعي مأسوي يصعب التفلت منه، قد يدفع البعض دفعاً إلى الحلم بصفته طوق نجاة، حتى لو كان هذا الحلم على حساب الحياة نفسها.
كانت هذه هي رواية عروس المطر للمبدعة بثينة العيسي وأنا شخصيا انصح القارئ الكريم بتذوقها فهي بحق تستحق القراءة أرجو أن أكون أعطيت الكاتبة روايتها بعض حقها وقدمت للقارئ مايفيد روحه ووجدانه
من هي بثينة العيسي؟
هي بثينة وائل العيسى - الكويتولدت في 3 سبتمبر 1982 وحاصلة على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال - تخصص تمويل، كلية العلوم الإدارية - جامعة الكويت 2011 بتقدير امتياز صدر لها :ارتطامٌ .. لم يسمع له دوي - ( رواية ) عن دار المدى - سوريا 2004 ورواية سعار - ( رواية ) عن المؤسسة العربية للدراسات و النشر - بيروت 2005 وروايتنا اليوم عروس المطر - ( رواية ) عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت 2006 وتحت أقدام الأمهات - ( رواية ) عن الدار العربية للعلوم ناشرون - بيروت 2009 والكتاب المحبب إلي قلبي قيس وليلى والذئب - مجموعة نصوص، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت 2011 وأخيرا وليس أخرا عائشة تنزل إلى العالم السفلي - ( رواية ) عن الدار العربية للعلوم ناشرون - بيروت 2011
وهي عضوة فاعلة في رابطة الأدباء الكويتية واتحاد كتاب الإنترنت العرب
وقد حصدت العديد من الجوائز أهمها حائزة على جائزة الدولة التشجيعية عن روايتها " سعار " 2005/2006. في سن مبكرة وكان عمرها 26 وحائزة على المركز الأول في مسابقة هيئة الشباب والرياضة 2003 - فرع القصة القصيرة. وحائزة على المركز الثالث في مسابقة الشيخة باسمة الصباح - فرع القصة القصيرة. وحائزة على المركز الثالث في مسابقة مجلة الصدى للمبدعين 2006. وأخيرا هذه هو موقعها الراقي علي الانترنت لمن أراد المزيد
http://www.Bothayna.net
التعليقات (0)