شهداء مجزرة رمضان شهداء ضحوا لأجل العلم و الأخلاق الحميدة
من نعم الله تعالى علينا خاصة نحن المسلمون أنه فتح لنا أبواب التوبة في شهر رمضان، الذي دُعِينا إلى ضيافته و الاستزادة من عطاءه، فحقاً إنها نعمة ما من بعدها نعمة، و لكي يقوم الإنسان بأفضل العبادات، فقد جُعِل هذا الشهر الشريف واحداً من الأشهر الحُرم عند السماء، لكن يا تُرى هل أخذتْ المليشيات هذه الحُرمة على محمل الجد ؟ فالواقع المأساوي الذي وقع في مدينة كربلاء في7 من شهر رمضان 2014 وما شهده من مجزرة بشعة إجرامية مهولة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً فهي شاهد حي على وحشية تلك المليشيات الإرهابية الوجه الآخر للتنظيمات الإرهابية وما قامت بهِ من جرائم يندى جبين الإنسانية بحق الصائمين العُزل من أنصار المرجع الصرخي الحسني في هذا الشهر الفضيل، مجزرة كشفت عن حجم الحقد الدفين و العداء الذي تكنه العقول المتحجرة للعناوين المصطنعة من أصحاب الواجهات المزيفة و الأجندات الخارجية، فهذه الجريمة كشفت حقيقة المؤامرات التي تُحاك من خلف الكواليس للقيادات الفاشلة و على مختلف العناوين الاجتماعية و كلاً حسب موقعه و التي تريد النيل من العلم و آفاقه الرحبة و العلماء الصالحين و قتل مشاريعهم الإصلاحية وهي في المهد قبل أن تخرج للعيان، و تستسيغها العقول الناضجة، وهذا ما دفع بالعقول الفارغة و الذئاب البشرية أن تُقدم على ارتكاب مجزرة شكلت فيما بعد وصمة عار في جبين هذه القيادات الفاسدة التي لا همَّ لها سوى إشباع بطونها ولو كان ذلك على حساب اليتامى و الأرامل و النازحين و المهجرين، جريمة اقشعرت لها الأبدان من هول ما فيها من انتهاكات و تمثيل بالجثث و سحلها بالشوارع و حرقها و ممارسة أشد أنواع التعذيب، فهذه الكوكبة الصادقة لقد سقطوا لا لأجل الدنيا الفانية بل لأنهم قالوا ربنا الله تعالى ولم يعطوا بأيديهم إعطاء الذليل فنالوا ارفع درجات الشهادة فداءاً للعلم و التقوى و الأخلاق الحميدة فذهبوا وهم مضرجين بدمائهم مجسدين بتضحياتهم الكبيرة عنوان الشهادة الخالصة فقال بحقهم الأستاذ المعلم الحسني : ( سلام متواصل معطر منا جميعاً، لكم و لأرواحكم الطاهرة، سلامٌ لكم جميعاً من خلال ما أذكره من أسماء رفاقكم الشهداء ممَنْ تشرفتُ بمعرفته و طُبِعَ له في ذاكرتي شيءٌ أو أشياء، فالسلام عليكم يا شهداء المبدأ و الأصالة و الدين و الأخلاق، يا مجتبى يا محمد تقي، يا مَنْ قُتلتْ الطفولة بقتلكَ، يا مَنْ كُشِفَ بقتلكَ قبح القاتلين و فساد القاتلين و انحراف القاتلين، السلام عليكم و على رفاقكم و رحمة الله و بركاته ) فإنا لله و إنا إليه راجعون . في غمرةِ الخجل من وقار تضحياتكم، التي عكست رفضكم لمشاريع الفساد الأخلاقي والفكري والاقتتال الطائفي بين أبناء الوطن الواحد، التي تبنّاها أئمة الضلالة دواعش النهج المارق، وقبل أن نغوصَ في بحر جودكم، وننهلَ من معين سخائكم، سنسمع في ذكراكم السرمدية وبصوت ملائكي رابًا إسلاميًا و شورًا مهدويًا وبندرية حسينية، ونشدو ونأمن ونزهو ونهجع ونطمئن، رغم جرحنا المنقوع بالملح بفقدكم... لنجدد العهد، ونصدق الوعد، ونركب قوارب عشقكم المحمّلة بالورود والمرجان، ونرسو في شواطئ جنان الله تعالى بقربكم، لنشمّ رحيقكم، ونشربَ من سلسبيل زمزمكم، ونطفئ نار لوعتكم، ونمحو أكداس رمادها من صدورنا المثقلة بجوى وجدكم.
المليشيات تكفير و إرهاب و تمثيل بالجثث و انتهاك الأعراض و ترويع الأبرياء و زج بالسجون السيئة الصيت و العنف و التعذيب بشتى الأساليب القاسية كلها كشفت عن فساد الديمقراطية المزيفة و جاهلية المؤسسة الدينية وكل القوى التي تقف وراءها .
بقلم الكاتب احمد الخالدي
التعليقات (0)