مواضيع اليوم

شهداء بلدة جبع (1987 - 2003 )

يسان صادق

2011-04-21 21:58:19

0

بسم الله الرحمن الرحيم


شهداءبلدة جبع ـ جنين
 

برعاية مدرسة :مسقط الثانوية النموذجية للبنين

بسم الله الرحمن الرحيم
{ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون }صدق الله العظيم


الإهداء
الى الذين اختاروا درب العطاء والثورة وجمعوا بوعي ومسؤولية ما بين القلم والرصاص .. الى شهداء وأسرى بلدة الصامدة نهدي جهدنا المتواضع …
وثورة حتى النصر

اللجنة الكشفية لمجموعة شهداء جبع
 

( 1 ) الشهيدة : إنعام رفيق توفيق حمدان :

من مواليد قرية جبع ، ولدت عام 1962م أ تلقت تعليمها الابتدائي في مدرسة بنات جبع الثانوية وبعدها غادرت مقاعد الدراسة واستمرت في منزل والدها ليوم استشهادها.
يوم الأحد الموافق 29 / آذار 1988 وفي ساعات الظهيرة قامت قوة كبيرة من جيش الاحتلال بمداهمة القرية ، وقد وقعت مواجهات عنيفة من قبل سكان القرية استخدم خلالها الجنود الرصاص الحي والذي أدى إلى إصابة حوالي 27 شخصا بجروح متعددة، ومن ضمن المصابين شقيق الشهيدة رياض رفيق ، وفور سماعها النبأ عن إصابة شقيقها هرعت إلى الخارج لتراه وما أن رأته ممددا على الأرض حتى صاحت الله أكبر وذهبت إلى الجبهة وهي تردد : الله أكبر ، الله أكبر ، وبعد قليل وصل نبأ إصابتها حيث تبين أنها أصيبت إصابات عميقة مؤثرة وخطيرة جدا وكان العيار الناري الذي أصابها قد استقر في بطنها وأدى ذلك إلى استشهادها .
اثر سماع نبأ استشهادها انسحب الجيش من القرية ، وفي اليوم التالي انطلقت مسيرة شعبية لتشييع جثمان الشهيدة وسط الهتافات والشعارات الوطنية التي تعاهد الشهداء على مواصلة النضال ، وقد أقيم للشهيدة بيت عزاء شاركت فيه جموع غفيرة ووفود قدمت من القرى المجاورة .
انا لله وانا إليه راجعون

 

( 2 ) الشهيد : ماهر أحمد قاسم خليلية :

قال سبحانه { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا } صدق الله العظيم.
ولد الشهيد ماهر بتاريخ 15 / 3 / 1969م في قرية جبع ، وهو ينتمي الى عائلة متوسطة الحال مكونة من ثمانية إخوة وثلاث بنات والوالدين .
بدا حياته الدراسية في قرية جبع حيث أنهى المرحلة الإعدادية فيها ثم انتقل الى المرحلة الثانوية في مدرسة سيلة الظهرــ وكانت المدرسة آنذاك لا تشتمل على الدراسة الثانوية حيث أنهى الدراسة الثانوية بنجاح ، وكان أثناء دراسته يساعد أهله في أعمالهم ولم يتكبر عن أي عمل مهما كان .
أما عن عائلة الشهيد ماهر فقد كانت تعمل في الزراعة وتعتمد على المواشي في حياتهم ، وكان يعمل معهم ويساعدهم ، كذلك كان يساعد أصدقاءه ويحب الخير للجميع ولا يتكبر على أحد من إخوته وأقربائه ,
أما ما يتعلق بواجبه الديني فقد كان لا يتأخر عن أدائه وينصح الآخرين على عمل الخير والصلاة . ومن الناحية الأخلاقية كان خلوقا جدا ولا يتعدى على أحد.
أما ما يتعلق بحياته النضالية ، فقد انتمى الشهيد الى حركة فتح في القرية ، وبدأ هو وأصحابه في مقاومة الاحتلال في الانتفاضة الأولى ، واعتقل من قبل اليهود بتاريخ : 17 / 10 / 1988م.حيث ذاق مر العذاب على أيديهم وكان يحدث إخوته وأصحابه عما كان يلقاه من أنواع العذاب على أيديهم .
أمضى الشهيد فترة محكوميته داخل السجون الإسرائيلية ، وأفرج عنه بتاريخ 21/6/1989م حيث أفرج عنه بكفالة مالية تقدر بـ ( 300 ) دينار في ذلك الوقت . وبعد خروجه من السجن واصل عمله النضالي في القرية.
مساء يوم الأحد 10 / 9 / 1989م استشهد المناضل ماهر خليلية على أيدي الصهاينة في قرية جبع ، حيث قامت قوات الاحتلال باقتحام القرية بشكل خاطف ومفاجئ وشرعوا بإطلاق النار بشكل كثيف وعندما هب الشبان ــوكان الوقت بعد المغرب ــ لمقاومة الجنود سارع الشهيد ومن كان معه من الشبان بالتوجه الى مصدر إطلاق النار ، وكان الجنود اقتحموا منزل الشهيد أمجد فاخوري ــاستشهد في انتفاضة الأقصى ــ وأخذوا يطلقون النار من داخل المنزل ــ وكان بعض الجنود قد اختبأ وكمن للشبان وما أن وصل بعض الشبان الى الموقع حتى أمطر العدو هؤلاء بوابل كثيف من النار استشهد على أثرها المناضل ماهر وأصيب عدد آخر وتقدم العدو قليلا ولكنه فوجئ بعنف المقاومة فشرع بالانسحاب ولكنه اختطف جثمان الشهيد ماهر وقاموا بشريح الجثة واحتجزوا الجثة .
حدث اتصال بين أهالي القرية والحاكم العسكري من أجل تسلم الجثة ، وذهب وفد من رجال القرية من كبار السن لمقابلة الحاكم العسكري الذي اشترط عليهم تسليم الجثة مقابل دفنها في الليل وأن يقتصر الحضور على أخوة الشهيد والقريبين منهم ، ووافق هؤلاء على هذا الشرط وتم تسليم الجثة يوم 14 / 9 / 1989 أي دام احتجاز الجثة أربعة أيام ، وكان موعد وصول الجثة الساعة الحادية عشر ليلا وقام الشبان بإغلاق القرية ورفض الشبان دفن الشهيد بالليل وقرروا أن يكون موعد الجنازة لا بل العرس الساعة السابعة والنصف صباحا ، وكان هذا اليوم عرسا للشهيد ماهر ،وهذا هو العرس الحقيقي حيث زف الشهيد الى مقبرة الشهداء في مسقط رأسه بعرس حضرة الجميع .
انا لله وأنا إليه راجعون

.
( 3) الشهيدة : شفاء تيسير محمد علاونة :

ولدت الشهيدة في قرية جبع سنة 1975م ،
استشهدت بتاريخ : 22 / 12 / 1989م
الشهيدة كانت طالبة في الصف الثامن الأساسي ، وكانت متفوقة من الأوائل في المدرسة ،وبتاريخ 22 / 12 / 1989م نصب الجيش الإسرائيلي كمينا قرب المنزل ، بهدف اعتقال شقيق الشهيدة محمد الذي كان مطاردا لقوات العدو آنذاك لمدة سنتين ، وكانت العائلة تسكن في منزل وسط البلد.
وصل شقيق الشهيدة محمد الى النزل الساعة السابعة صباحا ، واثر وصوله ، اقتحمت وحدات خاصة تابعة للجيش النزل ، وحاصر المنزل من جميع الجهات ووقف بعضهم على البرندة أمام الغرفة التي يسكن بها هذا المطارد ، وأخذ يطلق النار على الجميع من الباب والشبابيك ، وعندما سمع أهالي القرية العيارات النارية هبوا هبة رجل واحد لنصرة العائلة وكانت ملحمة كبرى ، وحوصر الجيش الذي كادت ذخيرته تنفذ ، مما دفعه الى طلب تعزيزات ، وصلت على الفور لإنقاذ الجنود المحاصرين من قبل الأهالي،وأدت الاشتباكات الى ما يلي :
1_ استشهاد المناضلة التي كانت تحاول إنقاذ شقيقها ،
2_ اصابة شقيق الشهيدة أدهم والبالغ من العمر آنذاك أربع سنوات .
3 _اصابة شقيقتين للشهيدة ، وكانت إصابة احداهما في الوجه .
4_ اصابة شقيق الشهيدة المطارد واعتقاله وكانت الرصاصة قد استقرت في فخذه ،وقد دام اعتقاله خمس سنين .
5_اعتقال شقيقة للشهيدة لمدة أربعة أشهر ..
6_استشهاد إياد محمد سعيد علاونة أثناء المواجهات .
7_ اصابة عدد كبير من الشبان ولأهالي أثناء المواجهات .
وبعد اعتقال شقيق الشهيدة ، خرج الجيش من القرية بعد أن حطم أثاث المنزل ، وعاث فسادا في محتوياته ، واستخدم مختلف أنواع الأسلحة المحرمة ، يشهد بذلك كل من زار المنزل من وفود منهم دراوشة وحركة السلام وهاشم محاميد وجموع غفيرو من المواطنين . وكان هذا اليوم يوم جمعة .

رحم الله الشهيدة وكل شهداء فلسطين والأمة الإسلامية .

(4 ) الشهيد : اياد محمد سعيد علاونة :

ولد الشهيد في قرية جبع ،وتاريخ ميلاده عام 1975م وكانت أسرته مكونة من ستة أولاد وثلاث بنات ، والده كان يعمل مدرسا لكنه تفي أثر نوبة قلبية ،وكان عمره 42 عاما ، وكان عمر الشهيد آنذاك 11 عاما ، عمل أخوته وأمه جاهدين لتربية الأسرة ، ودرس الشهيد في مدرسة جبع الثانوية ، وكان في الصف العاشر ، وقد تربى الشهيد على حب الوطن ، وكان طالبا نشيطا في الإذاعة المدرسية ، ويقوم بالفاء الكلمات خاصة في المناسبات الوطنية ، نشط أكثر في حركة الشبيبة رغم صغر سنه ، وترعرع الشهيد بين أهله وقريته وكان محبا للوطن من أبطال الانتفاضة الأولى .
كيفية استشهاده : هبّ الشهيد اياد علاونة عندما سمع باقتحام الجيش للقرية لاعتقال المطلوب محمد شقيق الشهيدة شفاء ، وكان يتناول طعام الإفطار مع والدته وإخوته ، ولم ينتظر حتى يكمل كأس الشاي الذي كان يشرب منه ، بل خرج مسرعا وهو يصرخ ك الله أكبر ، وتوجه الى مكان الجيش بالقرب من منزل الشهيدة شفاء التي استشهدت معه في نفس اليوم والتاريخ حيث منزل المطلوب محمد حسن ، صعد الشاب اياد سطح أحد المنازل القريبة من منزل المطلوب ، وحذره بعض الشبان من الصعود لخطورة المكان ومواجهته مباشرة لقوات العدو ، فقال للشبان سألقي هذه الحجارة التي بيدي وأنزل ، وما أن فرغ من حديثه وألقى ما في جعبته من الحجارة حتى أطلق العدو الغادر صلية كثيفة من الرشاش ، فأصابت رصاصة وجه الشهيد ، وجبينه ، مما أدى الى استشهاده على الفور ، ورغم خطورة الموقف وقبل استشهاد اياد قام الشهيد برفع العلم الفلسطيني ، وكانت الإصابة كما أسلفنا في مقدمة الرأس ، وكان تاريخ استشهاده يوم الجمعة الموافق:22 / 12 / 1989م.
الى جنات الخلد يا شهيدنا ، يا من تركت فطورك وطعامك وجلوسك مع أمك وإخوتك لتكون مع الابطال المناضلين فنلت شرف الشهادة ، وزفتك قريتك بعرس مهيب الى الحور العين مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا

أيها الشهداء … نهضت أرواحكم في سماء القدس تقض مضاجع الأعداء …وحتما ستنهض الشمس من سباتها وسيكون لنا مكانا تحت أشعتها الذهبية … نهلل اضوئها الذي يغازل خضرة الحقول … وسنكتب على زهرة الليلك بأننا قادمون ، مع الربيع نزهر عطاءا ونزداد اخضرارا … مع الشتاء نكون رعودا وأمطارا ، فنحن اختلاف الفصول … ونحن من نمسك بأيدينا نسيج المستقبل حتى النصر

(5) الشهيد : عبد الله يوسف عبد الله علاونة :
بطاقة هوية :
الاسم: عبد الله يوسف عبد الله علاونة.
البلد : جبع قضاء جنين.
تاريخ الميلاد : 11 / 11 / 1955 .
المؤهل العلمي : الدراسة في جامعة بير زيت ثم جامعة النجاح .
التخصص : التاريخ والعلوم الإنسانية .
تاريخ الاستشهاد : 11 / 11 / 1990.
لمحة موجزة :
ولد في قرية جبع قضاء جنين ،لعائلة متوسطة الحال ، وكان وحيد الأبوين من الأبناء وله أخت واحدة ، أنهى دراسته الثانوية الفرع الأدبي عام 1974م، وتزوج وله خمسة أولاد وبنتان ، حيث تزوج في السادسة عشر من عمره ، التحق بمعهد النجاح الوطني بعد أن أنهى دراسته الثانوية لدراسة الفنون ، وقبل إنهاء السنة الثانية من دراسته اعتقل بتاريخ 29 / 10 / 1975م ، وحكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات ، وتم الإفراج عنه بتاريخ : 28 / 10 / 1981م .
وفي عام 1983م التحق بجامعة بير زيت جامعة الشعب لدراسة التاريخ والعلوم الإنسانية ، وفي فترة دراسته في الجامعة اعتقل ثلاث مرات إداريا بتاريخ : 11 / 11 / 1985 // و 18 / 3 / 1987 // و 16 / 9 / 1987 م .
وعند انطلاق الانتفاضة الأولى بدأ نشاطه اللا محدود إلا أنه اعتقل بتاريخ 16 / 2 / 1988م مع مجموعة من الشبان من أبناء قريته ، وحكم عليه بالسجن لمدة سنة واحدة ، ثم اعتقل مرة أخرى بتاريخ 23 / 8 / 1989م وكانت هذه المرة لمدة ستة أشهر إداري ، وآخر مرة اعتقل بتاريخ 25 / 5 / 1990م وحاولت المخابرات الصهيونية إقناعه للخروج الى الأردن لمدة ثلاث سنوات لكنه رفض ذلك فحكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر أخرى .
ظروف الاستشهاد :
في المرة الأخيرة من الاعتقال الإداري في 25 / 5 / 1990م ن وفي نهاية الفترة بعد استئناف المحكمة له بـ 25 يوما شعر بألم في صدره ، وفي نفس الليلة اشتد الألم فأغمي عليه فنقل الى العيادة الموجودة في المعتقل وتبين أنها سكتة قلبية خفيفة فأعطي علاج من قبل طبيب العيادة والذي هو عبارة عن مسكن للألم ودواء آخر للمفاصل ودواء ثالث لم يعرف زملاءه الذين بالسجن ما هو ، وعندما حان موعد إطلاق سراحه طلبه مدير السجن وودعه قائلا : أعدك يا أبا أمجد أنها المرة الأخيرة التي تدخل بها السجن .
أطلق سراحه بتاريخ 5 / 11 / 1990م وبتاريخ 11 / 11 / 1990م وفي يوم عيد ميلاده الخامس والثلاثون أصيب بسكتة قلبية حادة أدت الى استشهاده على الفور ، وشيع الى مثواه الأخير بمسيرة حاشدة حضرها ما يزيد عن 20 ألف شخص .
كان الشهيد متواضعا محبوبا لدى الجميع ، وكان يملك محلا للحلاقة ، يأتي إليه الشباب ، لتدارس الأوضاع ، وكان هادئا جدا ، لم نعرف عنه سرعة الغضب ، أو الكلام الفارغ الذي ليس له معنى ، أحبه أبناء قريته وكل من تعرف عليه ، وكان حريصا على جعل قريته قرية نظيفة متقدمة .
نشط الشهيد وذلك قبيل الانتفاضة الأولى في تفعيل نشاط حركة الشبيبة في قريته ، وبالفعل تأسست حركة الشبيبة للعمل الاجتماعي وكان مسؤولا عن نشاطاتها ، وتركز عملها في البداية على جمع الشبان على عمل يخدم القرية ، لذا كان عملها مقتصرا على النشاطات الاجتماعية ، فتم تنظيف ساحات القرية مرارا وكذلك شوارعها ، ثم مقبرة القرية
كان الشهيد يتطلع الى عدم اقتصار نشاطات حركة الشبيبة على الأعمال الاجتماعية لذا تم اختيار هيئة إدارية لحركة فتح في جبع على أن تكون نشاطاتها غير مقتصرة على الأمور الاجتماعية ، بل يتم التركيز على توعية الشبان وأهالي القرية وتثقيفهم وحشد طاقاتهم من أجل مقارعة العدو ومقاومة الاحتلال .
ونجح الشهيد في مسعاه ، وكأنه يستشرف الزمن ، فما أن اندلعت الانتفاضة المباركة الأولى حتى كان شبان القرية قد استوعبوا الدرس وفهموا واجبهم فقاموا بتوجيه نشاطاتهم نحو العدو وشاركت جبع التحدي في مقارعة الاحتلال وكانت قلقة عصية على الأعداء.
يا أبات الأمجد : لك الحب… لك المجد… لك الذكرى … يا فارس القيد العنيد… كنت في زنازين الصهيونيين أسدا جسورا تدق بزئيرك جدرانها… وتلقي في قلوب المخابرات ت الرعب… فلانو لك وما لنت لهم…وسموت فوق نياشينهم بسلاح الصمت وثبات الموقف…فتصيدوك حتى تكون في أقفاصهم قبرة حزينة… فنهضت تحلق في سماء الأسر كطائر الفينيق تبشر بانهمار الغيث في الوطن الجريح… فكانت الحجارة …وكانت الانتفاضة …
صلت في ساحاتها على جواد النضال، فباركتها خطواتك الراسخة في درب حرب الشعب… وعززتها قناعتك بأن مآذن القدس تطل من فوهة البندقية… وبأن ما بين النور والظلام أمد قصير من الصبر…وما بين الاستبعاد والحرية جدول من الدماء يتصبب من شرايين السائرين صوب الفجر والحاملين أرواحهم على أكفهم فداء للوطن والهوية .
لهذا كانت أنفاسك محسوبة في كمبيوتر المخابرات… وحركاتك متابعة.. ظنوا أن يأسروك فتترجل..وتخبو نار الثورة في فؤادك… فوجدوا أن كل حساباتهم خاطئة… شوهوا… خنقوا…ضربوا…شبحوا…منعوا لنوم والطعام والشراب…سجنوا وسجنوا…فوهن الجسد…وما وهنت الروح وخرجت من بين الأسلاك لتقول للشعب كلمتك الأخيرة ..ز انتفضوا ففي الانتفاضة فجر الدولة .
رحلت يا أبا أمجد رحيل الفارس العربي…لم تترجل عن جواد النضال إلا وقد امتطيت حسام الشهادة..لتحق بالركب الاستشهادي الطويل وتعانق أمير الشهداء، ونبئه بأن حجارة الوطن أضحت قنابل وطيوره صارت رصاصا يغنيه الثوار مواويل عشق سرمدي للوطن الحبيب .
فإلى جنان الخلد يا أبا الأمجد .

لك الحب … لك المجد … لك الذكرى … يا فارس القيد العنيد … ومطوع فلوات أنصار بوهج الثورة … كنت في زنازين اليهود أسدا جسورا تدق بزئيرك جدرانها … وتلقي في قلوب المخابرات الرعب … فلانوا لك وما لنت لهم … وسموت فوق نياشينهم بسلاح الصمت وثبات الموقف … فتصيدوك حتى تكون في أقفاصهم قبرة حزينة … فنهضت من بين القيود تحلق في سماء الأسر كطائر الفينيق تبشر بانهمار الغيث في الوطن الجريح … فكانت الحجارة … وكانت الانتفاضة …
صلت في ساحاتها على جواد النضال ، فباركتها خطواتك الراسخة في درب حرب الشعب … وعززتها قناعتك المؤمنة بأن مآذن القدس تطل من فوهة البندقية … وبأن ما بين النور والظلام أمد قصير من الصبر … وما بين الاستعباد والحرية جدول من الدماء يتصبب من شرايين السائرين صوب الفجر والحاملين أرواحهم على أكفهم فداء للوطن والهوية .
لهذا كانت أنفاسك محسوبة في كمبيوتر المخابرات … وحركاتك متابعة … ظنوا أن يأسروك فتترجل … وتخبوا نار الثورة في فؤادك … فوجدوا أن كل حساباتهم خاطئة … شوهوا … خنقوا … ضربوا … شبحوا … منعوا النوم والطعام والشراب … سجنوا وسجنوا … فوهن الجسد ..وما وهنت الروح وخرجت من بين الأسلاك لتقول للشعب كلمتك الأخيرة … " انتفضوا ففي الانتفاضة فجر الدولة " .
رحلت يا أبا أمجد رحيل الفارس العربي … لم تترجل عن جواد النضال إلا وقد امتطيت حسام الشهادة … لتلحق بالركب الاستشهادي الطويل وتعانق أمير الشهداء, ونبئه بأن حجارة الوطن أضحت قنابل وطيوره صارت رصاصا يغنيه الثوار مواويل عشق سرمدي للوطن الحبيب


( 6 ) الشهيد : منير محمد ذيب أبو عون :

ولد الشهيد في قرية جبع عام 1957م من أسرة ريفية عرف عنها مقارعة الاحتلال وحب الوطن ، والعائلة مكونة من ستة إخوة وأخوات . درس الابتدائية والثانوية في مدارس جبع وسيلة الظهر والدراسات العليا في الاتحاد السوفييتي .
التحق في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1976م ، وبعد ذلك انتقل للعمل في الأردن عام 1977م موظفا في سلطة الطيران المدني ، ثم سافر الى دمشق وبيروت عدة مرات واشترك في أكثر من دورة عسكرية وكان له دور كبير في المشاركة في بناء تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الأردن .
وبعد عام 1982م شارك في التصدي لقوات الغزو الصهيوني على لبنان وكان من أواخر المقاتلين الذين حضروا من خارج سوريا الى ترك ساحة المعركة والعودة الى الاتحاد السوفييتي لتكملة مشوار العلم والدراسة حيث أكمل دراسته العليا وحصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من الاتحاد السوفييتي ، وأثناء الدراسة كان يتمتع بحس وطني كبير ولذلك كان مناضلا صلبا حيث دافع عن حقوق شعبنا في الحرية ونيل الاستقلال من خلال النقابات ولاتحادات الطلابية وكان من أبرز أعضاء الجالية الفلسطينية في روسيا ، وبعدها فارق الحياة عام 10 / 12 / 1990 مخلفا وراءه زوجة في ريعان الشباب وطفل وطفلة لم يتعدوا بضع سنوات .
الى جنات الخلد أيها الشهيد

 

(7) الشهيد : محمد نايف سالم شريم :

تاريخ الميلاد : 20 / 11 / 1970م، أنهى الدراسة الثانوية بنجاح ، من مواليد جبع ، ومن أسرة ريفية أصيلة عرف عنها الذكاء ، أعزب ، لم يتزوج لأنه استشهد وهو صغير ، كان محبا للوطن مرحا، وحبه للوطن والحرية جعله يفكر في الانضمام الى المناضلين والعمل ضمن صفوف حركة فتح ، تم اعتقاله لمدة سنتين في الانتفاضة الأولى في سجن مجدو وعندما خرج من السجن زاد نشاطه ومقاومته للعدو الغاشم.
بعد خروجه من السجن بشهر ونصف تقريبا سمع أن قوات من جيش الاحتلال والعملاء اقتحموا القرية فخرج وهو يكبر : الله أكبر حيّ على الجهاد ، لا للصهاينة ، وأخذ يلقي الحجارة على الأعداء والعملاء مع عدد كبير من الشبان .
لقي العدو والعملاء مقاومة شرسة ، فأخذ العدو بالتراجع ولكنه أطلق وابلا كثيفا من الرصاص الحي على الشبان مما أدى الى استشهاد محمد نايف واصابة العديد بجراح ز
لم يدعوا هذا المناضل يرتاح ،أو يتمتع بشبابه ، فما أن خرج من السجن حتى كان على موعد مع الشهادة ، فأصابوا وجهه الوسيم وعيناه الزرقاويتان برصاص الغدر والخيانة وكانت إصابته في الرأس .
وداعا لك أيها الشبل والى جنات الخلد بإذن الله مع الصديقين والشهداء والصالحين وكان تاريخ استشهاده 18 / 11 / 1990 يوم الأحد وسط البلد.
اكتب لصحبك بأنني شرف
وأن موتي كان لي شرف
ورصاصة الأعداء في صدري تمر وأختها تمضي
والبعض يفتح صدره للنهد في شبق الغرف
فافتح جرحك كي تعلمهم
بأن الأحمر الثوري قلبك يا شرف
فالأحمر الثوري جرح فوق ألسنة اللهيب
والأحمر القاني رحيل فوق أشواك الصليب
والأحمر المعطاء جرح أرجواني يطل من المغيب
فاجمع دماءك أمطر غيومك
وقل أعوذ برب عاصفة العواصف إن كان ابن الفجر خائف
قد شاهد الطلقات تسكنه فكبر وهو واقف


( 8 )الشهيد : عماد يوسف محمد اشتيوي :

من مواليد قرية جبع ، ولد عام 1967 م ينتمي الى أسرة متواضعة بسيطة تتكون من عشرة كان عماد أكبرهم سنا ، درس للصف التاسع الأساسي ترك المدرسة لمساعدة والده على ظروف الحياة وعمل في الزراعة وعدة مجالات أخرى ، وكان له هواية في الألعاب الرياضية وخاصة الكاراتيه وكرة الطائرة حيث تعلم الكاراتيه لمدة ثلاث سنوات وحصل على الحزام الأسود .
وبعد اندلاع الانتفاضة الأولى انخرط في صفوف المناضلين واعتقل ثلاث مرات الأولى لمدة ستة أشهر، والثانية لمدة عام ونصف ، والثالثة لمدة ثلاث سنوات ، وأصيب بجروح في يده أثناء المواجهات في الانتفاضة الأولى .
وبعد أن خرج من السجن ، كان يحدث إخوانه الشبان على ما لاقاه من تعذيب على أيدي الصهاينة ، وكان يريهم آثار التعذيب على صدره من جرّاء الكي بسجائر ضباط المخابرات مما جعله يحقد على الأعداء ، وزاد حقده باستشهاد صديقه الغالي محمد سالم شريم ، فقرر الانضمام الى مجموعات الفهد الأسود ، وخاض عدة اشتباكات مع الصهاينة في قرية مسلية وعدة عمليات أخرى على الشارع الرئيسي في قباطية والزبابدة ، وحاولت قوات الاحتلال القبض عليه عدة مرات في قرى الجديدة وسيريس وميثلون وفي قريته .
فشلت قوات العدو في اغتياله ولكن قدر الله وإرادته ساقته الى الشهادة بطريقة أخرى فأثناء قيامه بتدريب أحد رفاقه على القنص من بندقيته انطلقت رصاصة باتجاه الشهيد دون قصد حيث كان صديقه غير مؤهل لهذا الأمر. فالشهيد عماد وضع هدفا وطلب من رفيقه أن يصوب عليه ولكن الرصاصة بدلا من أن تصيب هدفها أصابت الشهيد مما أدى الى استشهاده .
الى جنات الخلد يا شهيدنا


( 9 ) الشهيد : نمر محمد نمر جرا ر:
تاريخ الميلاد : 6 / 8 / 1984م .
الدراسة : الصف السابع الأساسي .
تاريخ الاستشهاد: 21/ 11 / 1996م .
مكان الاستشهاد : قرية عنزة .
حياته النضالية : كان محبا لوطنه من خلال ما يشاهده من مناظر الاحتلال البشعة التي كانت تثير في أعماقه روح المقاومة والانتقام ،فكان يحب حمل السلاح وتقليد المناضلين.،ويتمنى لو يكون منهم .
طريقة استشهاده : خرج الشهيد البطل مع مجموعة من رفاقه الى منطقة حرجية قريبة من قريته التي كان يسكنها ، وأثناء لعبهم تحت ظل شجرة وكان الشهيد نمر جالسا على غصن شجرة انفجر لغم أرضي كان مزروعا تحت هذه الشجرة مما أدى الى استشهاده حيث مزّق هذا الغم جسده الغض وأصاب أحد زملائه بجروح خطرة .
الى جنات الخلد أيها الشبل الفلسطيني .


( 10 ) الشهيد : ربيع محمد سعيد غنام :

ولد في قرية البطولة والتحدي جبع عام 1974م ، أتم مرحلة تعليمه الثانوي بنجاح ن وبعدها عمل في البناء مدة عام ، ثم التحق بكلية خضوري في طولكرم حيث كان من هواة الرياضة وكان أحد أعضاء نادي جبع الرياضي وكان محبا لكرة القدم . أمضى سنة ونصف في الكلية ثم تركها بسبب ظروف معيشته الصعبة ، وكان يعيش مع شقيقه في منزليهما حيث كان والداه مع باقي إخوته يعيشون في عمان .
كان ربيع من الشبان المرحين وعنده نوع من الاندفاع في مساعدة الآخرين ، ولم تكن الابتسامة تفارق محياه .
التحق الشهيد بحركة فتح عام 1997م وكان في تلك الفترة نشيطا في الحركة حتى التحق بصفوف السلطة الوطنية عام 1998م في قوات القسطل التابعة للارتباط العسكري في مدينة جنين ، أمضى حياته العسكرية مخلصا للوطن ، وقام بواجبه خير قيام ، حاول الالتحاق بجامعة القدس المفتوحة، ولكنه لم يستطع بسبب ظروف معيشته الصعبة.
وعندما اندلعت انتفاضة الأقصى المباركة ترك دوامه هو ومجموعة من زملائه من الجهاز بسبب ظروف أمنية .
التحق المناضل بصفوف كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح ، وكان نشيطا في صفوفها ، وشارك في عدة عمليات مسلحة . وكان منضبطا محبوبا .تمكن من الإفلات من قبضة الاحتلال عدة مرات في القرية واقتحم الجيش بيته عدة مرا ت ولكنه تمكن من الإفلات بسبب مساعدة أهالي القرية له ودفاعهم عنه .
ظروف استشهاده : وجاء القدر ، جاءت الوقت الذي سيلتقي فيه الشهيد بربه ويلقى الأحبة ، حيث قام الشهيد مع مجموعة من رفاقه بنصب كمين أحد المستوطنين الحاقدين .
ولكن القوات الخاصة التابعة للعدو كان بانتظارهم ، وع العلم أن هذه المنطقة كانت مسرحا لمواجهات عدة بين المناضلين والمستوطنين . وهي منطقة قريبة من مستوطنة حومش ومن قرية بزارية وسيلة الظهر، شاركت في هذه العملية طائرة أباتشي وحسب شهود عيان من قرية بزارية كان المناضل ربيع قد نجى في بداية الأمر ولكنه عاد لإنقاذ ابن عمه محمد غنام الذي كان قد مصابا ، وقد طلب منه الشهيد محمد ( العصعوصي ) الانسحاب فورا لكنه رفض ذلك وأصر على محاولة إنقاذه مما أدى الى استشهاده واستشهاد رفيقه محمد ، وقامت قوات الاحتلال بقتلهم بدم بارد بعد الإمساك بهم أحياء مصابين ، وقد دلّ تقرير الطبيب الشرعي أن قوات الاحتلال قتلوهم بدم بارد ، ومثلوا بجثة الشهيدين .، واحتزجت قوات الاحتلال جثة الشهيدين من الساعة الواحدة ظهرا وحتى مساء ذلك اليوم ثم تم تسليم الجثتين الى الهلال الأحمر .
وفي المساء انطلقت مسيرة حاشدة من كافة القوى في مدينة جنين وقامت قوات الاحتلال بمحاصة المدينة وحاولت منع وصول والديه على معبر الكرامة حتى بعد الظهر حيث كان والداه لم يروه منذ سنتين ، واحتشد الآلاف من الناس في منزل الشهيدين لاستقبال الشهيدين ثم انطلقت الجموع الغفيرة حاملة جثمان الشهيدين على الأكتاف وهم يرددون الهتافات الوطنية والدينية .وكان هذا عرسا للشهيدين ز
الى جنات الخلد يا شهيدنا البطل


( 11) الشهيد : محمد مروح تاية غنام :

ولد الشهيد البطل في قرية الصمود جبع بتاريخ 1 / 3 / 1972م ، وعاش في كنف أسرة يتيم الأب والأم ، ومن صفاته : المرح والتواضع والرجولة ، وكان لا يهاب المصاعب .
التحق الشهيد بصفوف حركة فتح في جبع عام 1987م وكان من الأعضاء البارزين في مجموعة الفهد الأسود ، وكان ذلك في الانتفاضة الأولى ، وبعدها تم سجنه لمدة ستة شهور .
بعد الإفراج عنه أصبح من المؤسسين أعاد مع رفيق عمره وصديقه الشهيد أمجد فاخوري تشكيل وتنظيم مجموعة الفهد الأسود . ثم لوحق من قبل قوات العدو بسبب نشاطه ضد الاحتلال وكان ذلك عام 1990م وتم اعتقاله مع صديقه الشهيد أمجد عام 1990م وأصيب إصابات بالغة عند اعتقاله .وحكم عليه هو وصديقه أمجد بالسجن مدى الحياة، أمضى منها أكثر من ثلاث سنوات حيث أفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى .
الشهيد متزوج وله ثلاثة أبناء هم : أمجد سماه على اسم رفيق عمره أمجد فاخوري ، ولميس وميس .
بعد قدوم السلطة الفلسطينية انضم الشهيد الى صفوف الشرطة الفلسطينية حيث عمل في جهاز الشرطة فترة من الوقت ، وبعد اندلاع انتفاضة الأقصى انضم الى صفوف كتائب شهداء الأقصى وكان من أبرز نشطائها .
كان هو وصديق عمره الشهيد أمجد جسدان بروح واحدة ، وقد أحبا بعضهما لدرجة أنهما كانا لا يكادا يفترقان ، وفي أحد الأيام قال الشهيد محمد لأحد أشقاء الشهيد أمجد : إني استحلفك بالله أن تتكلم مع أمجد فانا أخشى عليه وأخاف أن يستشهد ، ولكن شقيق أمجد قال له : إنني لا أرى أخي أكثر مما تراه أنت فحاول معه أنت ، وكادت تخرج دمعة من عيني الشهيد محمد وكأنه أحس بأن لحظة الفراق قد حانت ولكن ليس للشهيد أمجد وإنما له هو .
بتاريخ 31 / 10 / 2001 م كان موعد رحيل الشهيد البطل محمد غنام عندما خرج هو ورفاقه لنصب كمين لأحد المستوطنين ولكن قوات العدو كانت في المنطقة حيث اشتبكت مع الشبان مما أدى الى استشهاده هو وأحد رفاقه الشهيد ربيع غنام ، وتمكن الباقون من النجاة بأعجوبة0 ، رغم كثافة إطلاق النار ومساندة الطائرات وأما الشهيد ربيع فحاول إنقاذ الشهيد محمد عندما أصيب لأنهما كانا في جهة واحدة ولكن الشهيد محمد طلب منه الهرب لأنه لن يتمكن من إنقاذه وأدى هذا الى سقوط الشهيدين مضرجين بدمائهم الزكية
عندما سمع أهالي القرية بسقوط الشهيدين أصابهم الذهول والحزن ، وكان أكثر من أصيب بالصدمة والذهول والحزن الشهيد أمجد الذي أقسم أن ينتقم لهذين الشهيدين ، فقد بكى بحرارة وكان كثيرا ما يتردد على قبريهما وكأنه يقول لهما أنني سألحق بكما ، لم يشعر بطعم الحياة بعد استشهاد رفيق عمره محمد فقد شعر بأن روحه تكاد تفارق جسده أو بأنها فارقته ، ولم يمض وقت طويل ن وهو أربعة أشهر حتى لحق الشهيد أمجد برفيق عمره محمد .
الى جنات الخلد أيها الشهداء
لم يثني السجن والسجان عزيمة شهيدينا محمد وربيع عن مواصلة النضال واستمرارية العطاء حيث إن الإرادة الفلسطينية الصلبة لن ولم تقهرها عنجهية الجلاد ، لأنها مؤمنة بحتمية الانتصار على قطعان الفاشست ، فمن ملك ارادته ملك انسانيته وبنى ذاته ولشعبه دولة العز والكبرياء ، ومن فقدها عاش ذليلا في عالم الأحياء ، وبغير الارادة الواعية لدورها المجتمعي لن تكون كينونتنا الفلسطينية وذاتنا المقاتلة … وبغير روح الاستمرارية والتواصل الكفاحي لن يكون لنا مكانا على خارطة النضال .. فلتكن صرخاتنا حمم بركانية نقذفها بوجه الجلاد … ولتكن ارادتنا المقاتلة بوصلتنا للشمس والنهار .

 

 

 

 

 

( 12) الشهيد القائد البطل : أمجد محمود إبراهيم فاخوري :

تاريخ الميلاد : 13/9/1970م
تاريخ الاستشهاد : يوم الاثنين الموافق 4/3/2002م الساعة الثامنة والنصف صباحا .
مكان الاستشهاد : مخيم جنين .
أمجد يا حبيب الجميع ليس لدي ما أقوله سوى الكلمات والدموع ، فأمجد الفاخوري المناضل الفلسطيني المتحفز يستحق أكثر من الكلمات والدموع .
كان أمجد بحق وجها للحرية ، عرفناه قبل استشهاده كتلة من التحدي كتلة من الحياء وأمجد المناضل الفلسطيني المتحفز لا توفيه الكلمات والدموع حقه وهو يستحق لأن أكثر من الكلمات والدموع ، يستحق أن يكون قدوة ومثالا ونموذجا يحتذى لكل من أمسك حجرا أو سلاحا ليناضل به .
انه مناضل أبدع في حياته النضالية الجريئة النابضة القوية الصادقة ن انه مناضل يؤمن بقدر الله وواجبه تجاه هذا الوطن .
يقول أحد أصدقائه عنه : " رغم معاشرتي له فترة لا تتجاوز ثلاث سنوات الا أني لم أر إنسانا مثله قط ، فقد كان إنسانا خجولا جدا حتى مع أهله .. كان يحب للناس ما يحبه لنفسه لطيفا حنونا يحنو على أهله وأصحابه ويحب الصغار رقيقا مع الكبار " ز
أمجد الذي قاد كتائب شهداء الأقصى في منطقة جنين البطلة كان رجلا مقداما أبى أن يعيش الا حرا بعيدا عن الذل والمهانة ، وكان لا يريد إلا العيشة الكريمة التي تحلو عندما ينتهي الاحتلال ، وها نحن نوجز فترة قصيرة عن حياة الشهيد عبر سطور :
1 ) ولد الشهيد البطل أمجد في قرية جبع حيث مسقط رأسه في 13 / 9 / 1970م .
2 ) بدأ حياته النضالية منذ أن كان شبلا حيث أدى ذلك الى اعتقاله بتاريخ 18 / 9 / 1987
3 ) كان من نشطاء الانتفاضة الأولى فبعد الإفراج عنه عام 1990 انخرط في صفوف القوات الضاربة وشكل مجموعات الفهد الأسود التي كان لها نشاط واسع ضد قوات الاحتلال ولاحقته قوات العدو مدة عام حيث اعتقل مرة أخرى بتاريخ 28 / 3 / 1991م وحكم عليه بالسجن مدى الحياة .
4 ) أفرج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى عام 1995م.
5 ) اعتقل مرة أخرى عام 1996م وحكم عليه بالسجن سنة ونصف .
6 ) انخرط في صفوف الأمن الوقائي ومنع من مغادرة أريحا .
7 ) بعد ذلك انخرط في صفوف الشرطة الفلسطينية ثم ترك هذا الجهاز والتحق بجهاز المخابرات الفلسطينية ومع رتبة ملازم ألا أنه ترك العمل بهذا الجهاز أيضا .
8 ) عندما اندلعت انتفاضة الأقصى كان الشهيد من مؤسسي كتائب شهداء الأقصى ومن أبرز قادتها .
9 ) شارك في عدة عمليات ضد قوات العدو في جنين ونابلس وغور الأردن .
10 )حاولت قوات الغدر تصفية الشهيد عدة مرات إلا أنها فشلت .
11 ) حاولت قوات الغر اعتقال الشهيد بتاريخ 28 / 3 / 2001 م ولكن محاولتها بائت بالفشل حيث تمكن الشهيد من الخروج من المنزل الذي كان فيه في الوقت الذي كان الجيش يفرض نظام منع التجول
12 ) شارك الشهيد في معركة الدفاع عن مخيم بلاطة في مدينة نابلس .
13 ) وأخيرا استشهد البطل القائد أمجد في معركة الدفاع عن مخيم جنين القسام في تمام الساعة الثامنة وعشر دقائق من صباح يوم الاثنين الأسود الموافق 4 / 3 / 2002 م وسقط شهيدا من أجل فلسطين ، ولو تحدثنا عن هذا الصراع بمفاهيم الشطرنج لقلنا ان جبع بل كل جنين خسروا قلعتهم لأننا نتحدث عن سيد الكفاح المسلح .
14 ) وبذلك اليوم خرج أهالي البلدة ن بكرة أبيهم رجالا ونساء وأشبالا وزهرات للمشاركة في جنازته الحاشدة حيث تلفع الشهيد بالعلم الفلسطيني وشارك في هذه الجنازة العديد من شباب القرى المجاورة والمدن الفلسطينية ودفن الشهيد في مقبرة الشهداء في جبع .
الأمجد وحياته ـــ صفاته ــ معاملته ــ:
تلقى الشهيد تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدرسة جبع وكان تلميذا ذكيا ونشيطا ومجتهدا ويشهد بذلك شهاداته المدرسية ، ولكن اهتماماته بدأت تتغير مما أثر على تحصيله العلمي وغادر المدرسة وذلك لأن تفكيره انحصر على مقارعة العدو وعمل فترة بسيطة في مصنع الكولا في تل أبيب ثم ترك العمل .
كان شهيدنا البطل لا يهمه المال أو اللباس أو المأكل .
فأما المال : فلم يكن يحبه تجميعه ، فقد قال مرة لوالدته : " لو كان جمع المال غايتي لجمعت لكم منه الكثير ولكني أرغب في شيء آخر" نعم انه يرغب في الدفاع عن أرض وطنه ، وكان يجود بماله لكل من يطلب منه ولا يبخل على أحد رغم حاجته إليه ،
وعندما كان متفرغا على جهاز الأمن الوقائي كان الجهاز يبعث بالراتب الى محافظة جنين وتمضي أياما ولا يذهب أمجد لقبض الراتب حتى يتم إرجاعه الى رام الله ويمكث شهورا ولا يفكر أمجد في أخذ الراتب حتى يضطر أحد إخوته الى التوجه الى مدينة رام الله وقبض الراتب لأخيه .
وأما المأكل : فلم يتذمر يوما من أي نوع من الطعام ن فإذا حضر الى البيت كان يتوجه الى المطبخ ولا يسأل أحد عن نوعية الطعام كما لا يطلب من أحد إحضار الطعام له بل يقوم بنفسه بهذه المهمة ويأكل أي شيء ثم يغادر ، ولكن مرة واحدة قال لأهله : " ان قلبي نشف من النواشف وكان ذلك في هذه الانتفاضة مما دفع بأهله الى إرسال بعض الطعام مع بعض الشبان ليوصله بدوره الى أمجد .
وهناك صفة لازمته طوال حياته إنها الخجل الشديد ، وكان خجله هذا يدفعه الى الامتناع عن ارتداء اللباس الشفاف أو الشورت أو القمصان ( نصف كم ) وحتى بين أفراد عائلته فلم يشاهده أحد منهم يلبس مثل هذه الملابس صيفا أو شتاء .
بعد استشهاد أمجد جاءت نسوة من قرية قباطية وبعض البلدان وقلن وهنّ يبكين : ان أمجد لم يكن يدخل البيت حتى يتأكد من خلوه من النساء ، ولا يقبل أن يسلم على أية امرأة مهما كانت كبيرة في السن .
وحاول بعض الشبان من أصدقائه إجباره عن طريق المزح على نزع بعض الملابس التي كان يرتديها ولكنه قاومهم حتى هددهم بالسلاح ان أصروا على موقفهم فتراجعوا .
وعندما انضم الى جهاز الشرطة طلب المدرب من أمجد نزع قميصه والركض بالشباح ولكنه رفض ذلك وعندما أصر المدرب على موقفه لطم أمجد المدرب على خده وغادر المكان وهذا ما أكده المدرب نفسه لأحد اخوة الشهيد بعد استشهاده بأسبوع عندما كان المدرب يتحدث عن أخلاق الشهيد وخجله .
كان الشهيد أمجد صديق الجميع الصغير والكبير ولكن كان رفيق عمره الذي كان كثيرا ما يلازمه هو الشهيد محمد مروح غنام فلم يشاهد أحد أمجد يبكي إلا عندما استشهد محمد وكان كلما يتذكر صديقه كانت عيناه تجودان بالدمع وكثيرا ما كان يتوجه الى المقبرة ليزور صديقه الشهيد محمد الذي استشهد قبل أمجد بأربعة شهور . وقد ذرف الكثير من أصدقاء أمجد الدموع عندما كانوا يشاهدون أمجد بدون محمد حيث كانوا يتخيلون أن أمجد لن يطول بقاؤه معهم وأنه سرعان ما يلحق برفيق عمره محمد يذكر أن الشهيدان تكاد تسكنهما روح واحدة .
وكان هناك الكثير من الأصدقاء حيث كانوا يحترمونه ويحبونه لتواضعه وكرمه بل كانوا يعتبرونه ممثلا لهم في كثير من الأمور .
التحق الشهيد أمجد بحركة فتح وأجنحتها العسكرية منذ صغره ، ثم قام بتشكيل العديد من المجموعات في أرجاء الوطن وكان من أبرز هذه المجموعات ( الفهد الأسود ) الجناح العسكري لحركة فتح أبان الانتفاضة الأولى وكان من ابرز مؤسسيها .
كان أمجد معروفا منذ سنوات طويلة باسم أسد المواجهات فلم يتخاذل يوما عن أية مهمة نضالية يعلم بها أو يوّكل بها وكان يحب دائما أن يصوب بندقيته صوب العدو الصهيوني .
إذا فنحن لا نستحضر الشهيد أمجد وإنما نعيش حضوره فهل غادرنا أصلا كي ننتظر حضوره ؟ إن روحه لا تفارقنا أبدا وابتسامته نستمد منها العزم والثبات .
ونبع العطاء عند أمجد لم يتوقف حتى عندما توقف نبض قلبه لأن هناك أجيال رضعت النضال الذي جاد به أمجد فقد صدّر نضاله ليحمل راية الجهاد جيلا آخر .
كان الشهيد أمجد في بداية انتفاضة الأقصى يقود أبناء قريته البطلة على المدافعة عن أرض وعرض وشعب الوطن الغالي فبدأ يدعو أبناء بلدته في شتى الأعمار الى النزول الى مدخل القرية وهو يبعد كيلومترين عن ساحة القرية وذلك لرشق الحجارة ، وذلك لأن قوات الاحتلال تتفادى كثيرا اقتحام القرية لأنها تعرف حجم المقاومة التي تلقاها .
وكما أسلفنا تعرض الشهيد بتاريخ 28 / 3 / 2001 لمحاولة اعتقال حيث حاصرت قوات العدو منزل الشهيد وقامت بإطلاق قنابل صوتية ورصاص تجاه المنزل ثم أخرجت إخوانه وكل من في المنزل إلا أن عائلة الشهيد كانت قد تعودت على مثل هذه العمليات منذ بداية الاحتلال عندما كانت قوات العدو تداهم منزل الشهيد للبحث عن الشهيد عجاج ياسين إضافة الى الاقتحامات المتكررة للمنزل أثناء الانتفاضة الأولى .
أحب الشهيد أمجد المخيم .. فهو عالمه الحقيقي الذي تفتحت عليه عينا أمجد الفاخوري بهذه الانتفاضة وهذا المخيم نام به أمجد كثيرا واستراح فيه وكأنه يشارك أبناء هذا المخيم مأساتهم وما يتعرضون له من ضيق وقهر ، كما أن روح المخيم تطل عليك عبر أماكن كان الشهيد قاوم بها .
سار أمجد في جميع شوارع وأزقات المخيم وكان يستريح وينام في العديد من بيوت المخيم ويعود دائما الى أحضان المخيم الى مخيم جنين الباسل فكلما ضاقت به الدنيا يعود الى المخيم بل ان شجاعته وحبه للاستشهاد كان يتمناه بين جدران المخيم فكان لزاما عليه أن يعود ليلتقي معها وبها ليحاورها ويسمع منها همومها ويرى دموعها .
وينبغي هنا أن نؤكد أن المجاهد أمجد كان على وعي تام بأنه مطارد وأنه مطلوب لسلطات العدو وأنه سوف يستشهد ، ويؤكد ذلك مقاومته العلنية .
واصل أمجد رسالته دون تردد أو خوف والذين عرفوا أسد المواجهات عن قرب يشهدون له بروح البسالة والشجاعة والاستهانة بالموت نفسه فقد أجمع المناضلون من مختلف الفصائل من حماس والجهاد والجبهة أنه كان من أشجعهم ، ويشهد على ذلك شبان من حماس الذين اتصلوا بأبناء القرية يخبرونهم أن أسد المواجهات قد لقي وجه ربه وكانوا في غاية من الحزن على رحيله .
بين … بين
واقف .. والموت يغدو نحوه من جبهتين
فالمدافع
سوف ترديه إذا ظل يدافع .
والمدافع
سوف ترديه إذا شاء التراجع !
واقف والموت في طرفة عين
أين يمضي ؟
المدى أضيق من كلمة أين !
لم يمت مكتوف اليدين .
كان الشهيد لا يحب التظاهر أو الافتخار بنفسه وكان كتوما جدا حتى أنه ما كان يطلع أهله على شيء إضافة الى أنه كان ينفي قيامه بأي عمل وعندما أخبره أهله أنهم شاهدوه بالتلفاز وهو يشارك في أبناء مخيم بلاطة في المقاومة نفى ذلك وأقنعهم أنهم متوهمون أو أن الذي رأوه قد يكون يشبهه وأنه ليس مجنونا ليذهب الى مخيم بلاطة .
وكان الشهيد لا يحب التباهي بحمل السلاح أمام الناس حتى أنه عندما استشهد لم يجد أهله صورة له وهو يحمل السلاح ، وكان قليل الكلام ، ولا يتكلم إلا لضرورة ولم يتلفظ أمام أحد قط بكلمة بذيئة أو شتم أو سب .
قبل استشهاده بيومين تقريبا ذهب الى منزل الشهيد محمد غنام وحمل ابن الشهيد ( أمجد ) في حضنه ووضع ابنة الشهيد أيضا في حضنه وقال لزوجة الشهيد محمد وأخته وشقيقه : " إن أمجد ــ وهو ابن الشهيد محمد غنام كان سماه على اسم صديق عمره أمجد فاخوري ــ هو ما تبقى لنا فمحمد استشهد وأنا قد أسقط شهيدا في أية لحظة لذا فأمجد وبنات الشهيد محمد أمانة في أعناقكم " فبكت زوجة الشهيد وأخته ورجته أخت الشهيد أن لا يتوجه الى مخيم جنين وأقنعها أنه لن يتوجه الى هناك . مما يذكر أن أبناء الشهيد محمد غنام كانا يعتبران أمجد بمثابة أب لهم فكان لا يبخل عليهم بشيء وتفقدهم باستمرار .
كيفية استشهاده :
كانت أمنية شهيدنا البطل أن يستشهد داخل المخيم وهو يقاوم ، وكان لا يحب أن يقصف بالصواريخ الصهيونية ن أو أن يسقط دون أن يصاحب سقوطه مقاومة ن وقد لبى الله تعالى نداءه ففي أثناء اجتياح القوات الصهيونية لمخيم جنين اتفق الشهيد مع عدد من إخوانه البواسل أن يكونوا إحدى المجموعات الدائمة المقاومة في المخيم وكان كذلك قد وزّع شبه جدول لكي يكون هناك راحة بعد المقاومة .
وفي الساعة الثامنة صباحا من يوم الاثنين الأسود في الرابع من آذار لعام 2002 رجع شهيدنا البطل الى المنزل الذي كان يسكنه مع بعض أصحابه ، وقام بإيقاظ الشاب الذي سوف يسد مكانه بالمقاومة إلا أن الشاب طلب منه أن يحاول إحضار الطعام من المنازل الجيران المحيطين بمنزلهم ، فذهب الشهيد أمجد هو وأحد أصدقائه لإحضار الطعام وفي الطريق سمع أصوات البنادق والرصاص فقال لصديقه : سأذهب الى ساحة المعركة وأنت لا تطول في مشوارك ، وبدأ أمجد بإطلاق النار على العدو وكانت مجنزرة عسكرية رابضة تحاصر بعض الشبان فقال أمجد للشبان أنه سيطلق النار من جهة أخرى حتى يشغل الجنود وأنتم تمكنوا من الفرار وعندما بدأ بإطلاق النار قامت قوات العدو بإطلاق وابل من الرصاص على قدمي الشهيد وواصل مقاومته زحفا على الأرض ثم أطلقوا على الشهيد أعيرة نارية من نوع 500 مل على كافة أنحاء جسمه ليسقط شهيدا من أجل فلسطين
وبعد أن تأكدوا من استشهاده انسحبوا للخلف حيث كان هناك مسلحون يشتبكون معهم وجاءت سيارة الإسعاف التابعة للهلال الأحمر وكان معها الطبيب مدير الهلال الأحمر( الدكتور خليل سليمان ) حيث تمكن من اختطاف جثة الشهيد بمساعدة بعض الشبان وتم نقل الجثة الى المستشفى ومن ثم قام شبان من قرية قباطية والقرى المجاورة بأخذ جثة الشهيد من المستشفى الذي حوصر بعد ذلك وعندما قام دمري الهلال الأحمر بمحاولة لنقل طفلة مصابة من المخيم أطلقت عليه دبابة قذيفة أدت الى استشهاده في نفس اليوم وبعد ربع ساعة من استشهاد أمجد .
وفي ذلك اليوم ورغم كل التشديدات على المناطق الفلسطينية قامت للشهيد جنازة عظيمة من جنين القسام الى مسقط رأسه جبع التحدي والصمود ولفع الشهيد بالعلم وحضر جنازته آلاف
ولكي لا ننسى نود ذكر هذه القصة والتي حدثت مع صديقين للشهيد وكان ذلك قبيل استشهاد أمجد بيومين وهو اليوم الذي ودع به الغالبية العظمى من محبيه وأصدقائه وأقاربه وكأنه يعلم بأنه سيلحق بقافلة الشرف العظيم .
كان صديقاه يتكلمان معه ويطلبان منه أن يقدم لهم المساعدة ووعدهما أن يساعدهما ثم قال لهما : " الآن أموت وأنا مرتاح ؟! فسأله أحدهم : ولماذا ؟! فقال : لأن إبراهيم ( وهو ابن أخت أمجد ) طالع على خاله . "
يذكر أن إبراهيم هو أحد أكبر مجموعات الشهيد وكان أمل الشهيد بإبراهيم خيرا وفي محله وهو الآن يقبع في سجون الاحتلال
وقد وزعت القيادة الوطنية في الضفة والقطاع بيانا تزف به نبأ استشهاد أحد القادة العسكريين لانتفاضة الأقصى .
وقد فتح للشهيد البطل في جنين وجبع والأردن مكانا لتلقي التهاني . وبعد استشهاد البطل أمجد بيومين جاء رد عنيف من غزة هاشم الى تل أبيب حيث قام أحد الثوار بتنفيذ عملية ردا على اغتيال القائد المجاهد أمجد الفاخوري خاصة وشهداء محافظة جنين عامة ووزعت بيانات على كافة أنحاء الضفة والقطاع دلالة على أن دماء شهدائنا ما زالت تدعو الجميع لمواصلة المقاومة والجهاد ضد العدوان الصهيوني الغاشم.
وقد تعرض الشهيد لعدة محاولات لاغتياله أو اعتقاله :
1) فقد حاصرت قوات العدو بلدة جبع بحثا عن القائد المجاهد أمجد وكرر اقتحامه مرات عديدة.
2 ) حاصرت قوات العدو في أيام متفرقة منازل الكثيرين من المواطنين بحثا عن الشهيد في بلدة جبع وفي بلدان أخرى وكانت تخضعها للتفتيش الكامل .
3 ) حاولت قوات العدو اغتيال الشهيد في اليوم الذي شيع فيه جنازة الشهيد ماهر دغلس ابن قرية برقة حيث ربطت القوات الصهيونية على الخط الواصل بين جبع ــ ياصيد إلا أن أحد المواطنين نبّه الشهيد قبل وصوله الى المنطقة التي كانت تحاصرها ببضع أمتار قليلة .
4 ) في اليوم الذي شيّع جنازتا الشهيدين محمد غنام وربيع غنام أبناء بلدة جبع خرجت طائرات من نوع أباتشي لمحاولة اغتيال الشهيد إلا أن الشبان تمكنوا من تنبيه الشهيد ونقله الى مكان آمن .
5 ) نصبت القوات الصهيونية كمينا في بلدة عرابة لملاحقة الشهيد ولكنها فشلت .
6 ) قامت قوات العدو بإخضاع سيارات العمومي التابعة لخط جبع الفندقومية سيلة الظهر للتفتيش الكامل عدة مرات بحثا عن الشهيد .
7 ) إخضاع وتفتيش جميع السيارات التي تشابه سيارة الشهيد على خط نابلس ـــ جنين .
8 ) زرع عبوة ناسفة داخل سيارة الشهيد عن طريق أحد العملاء .
9 ) التبليغ عن المكان الذي كان يرتاح به الشهيد عدة مرات .
فعهدا يا أمجد .. عهدا يا أسد المواجهات .. وعهدا الى جميع الشهداء أن تبقى جبع كما عاهدتموها جبع التحدي والصمود والوفاء .
يا أمجد .. حلمت بالزفاف فزفتك الجموع عريسا للوطن …
أكاليل غار وفخار زيّن موكبك … فكنت نيشانا يزّن جيد الزمن .
صلبوك تحت لوزة مقدسية، فكنت ابن جبع المنتظر.
صلبوك فكنت ريحا … إعصارا … لهيبا بوجه الأعداء استعر …
فهل قتلوك ؟ لا … لأن دخان روحك في قلوبنا انتشر …
…. وما صلبوك وما قتلوك … بل منحونا رافد ونهر …
من دمك الثوري نعبأ أقداحنا …
من قلبك النابض نمتشق سلاحنا …
ونعلن بأننا للمجد والغد كلنا أمجد … فانهض من لحدك يا ابن الفتح المنتظر …
وهذه خواطر شقيق لشهيدنا قالها أثناء حفل تأبيني في ذكرى الأربعين :
( أمجد … يا حبيب الكبير والصغير … يا تاجا وفخارا نضعه على صدورنا …
قتلوك … لن بل زفوك الى الجنة … ألم يكن هذا حلمك واختيارك ؟؟ ألم تكن تحلم بعرس مميز ؟؟ ألم تكن تسعى الى هذا الحلم ؟؟؟ قتلوك وظنوا أنهم استراحوا .. ولكنهم حقا أراحوك .. ألم تكن السماء غطاؤك ؟ ألم تكن الأرض فراشك ؟ كانت عيناك يا حبيبنا ويا شهيدنا لا تعرف النوم الا قليلا .. كنت تغفو وقلبك متيقظ ..
أمجد يا رمز أمة أبت أن تذل أو تستكين
أمجد يا وردة حمراء ورائحة الياسمين
أمجد يا زيتونة بجذورها راسخة لا تلين
أمجد يا أخا أحبك الصغير والكبير لا بل كل العالمين
زرعناك .. تفتحت عيونك على قهر العتاة والظالمين
عهدناك … قنبلة تتفجر لتدمر الباغين
شربت المجد قبل أن يتنفس الصبح من غفوته ..
أمجد … أبكيك وكيف لا أبكي من كان يعيش لغيره ؟
أمجد … بكتك جبع لا بل فلسطين من غزة الى جنين ..
سالت دماؤك … لا بل فزت برضا الله رب الأولين ولآخرين ..
يا ابن فلسطين نم قرير العين فأنت في جنات النعيم …)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

( 13) الشهيد : مجدي ناجي محمد خليلية :

تاريخ الميلاد : 28 / 1 / 1988م
الدراسة : الصف الثامن
تاريخ الاستشهاد : 24 / 4 / 2002 م
الشهيد مجدي كان يحب حمل السلاح ، ولذا كان يحاول أن يكسب ود المطلوبين أو المسلحين لهذه الغاية ، وحقق حلمه وحمل السلاح ، كان رغم صغر سنه شجاعا جريئا لا يهاب العدو لذا كان من السباقين الى مواجهة العدو عندما يسمع باقتحام الجيش للقرية .. وهذا جعله يكبر ويشعر بواجبه تجاه وطنه لم يكن يسعى أو يبغي من هذه الدنيا الكثير . شارك في وضع عبوات ناسفة وكان يسهر على راحة المطلوبين وتلبية بعض حاجاتهم .
ان شجاعته وحبه الدفاع عن وطنه دفعاه الى المسارعة في الخروج من غرفة الصف عندما سمع باقتحام الجيش لقريته ، حيث قال لمعلمه : " انني اليوم سأستشهد " لقد خرج وتوجه الى الموقع الذي يتواجد به العدو وظل يقارع الجنود حتى سقط شهيدا مضرجا بدمائه الطاهرة
الى جنات الخلد يا شهيدنا

 

( 14) الشهيد : ناجي محمد يوسف خليلية :

تاريخ الميلاد : 25 / 10 / 1958 م
الدراسة : الصف الثاني الإعدادي
تاريخ الاستشهاد : 7 / 6 / 2002 م
تربى الشهيد في قرية جبع ، وهو ينتمي الى عائلة مستورة الحال وله ستة أولاد ذكور وابنتان .
كان يعمل في البلاط ، خلوقا ولا يتطاول على أحد . وفي يوم الأربعين من استشهاد ولده مجدي كان في سيارته برفقة أحد إخوته وعند هبوط السيارة من ساحة القرية متوجهة الى الحارة الغربية تصادف ذلك مع اقتحام الجيش للقرية فأوقف سيارته وما أن نزل الجيش من السيارات حتى طوقوا منزل الشهيد عبد الله علاونة يريدون الإمساك بأحد أبنائه وشرعو ا يطلقون النار بكل كثافة فأدى ذلك الى إصابة الشهيد برصاصة في بطنه واصابة شقيقه بجراح خطرة وظل الشهيد ينزف ولم يسمح الجيش لأحد بالاقتراب منه حتى فارق الحياة بعد ذلك اتصلوا بالإسعاف حيث تم نقل الشهيد الى المستشفى ولكن الشهيد لحق بابنه مجدي حتى يكون معه بإذن الله في جنة النعيم
الى جنان الخلد يا شهيدنا.

 

 


( 15 )الشهيدة : خيرية محمود حسين علاونة ( أم نصر ) :
هي أم الشهداء كما يحلو للكثير من أهل القرية أن يسموها ، وهي من مواليد 1951م زوجة السيد عبد الكريم نصر علاونة تزوجا عام 1972م وأنجبا من الأولاد خمسة ومن البنات ثلاثة ، وقاما الاثنين يدا بيد بتحمل أعباء ومتطلبات الحياة لأبنائهم.
الشهيدة قامت بتربية خمسة من أخواتها وإخوانها فوالدهما الشيخ محمود حسين توفي وهنّ صغار فقامت بتربية أولادها وأخواتها وإخوانها معا إضافة الى أعباء البيت .
ظروف استشهادها :
يوم الخميس الموافق 6 / 3 / 2003 م كانت الشهيدة على موعد مع الشهادة ولقاء رب العالمين حيث كانت تعمل بجانب زوجها لإحضار العشب لخرافها في إحدى الحقول القريبة من بيتها ، وعندها وقع اشتباك مسلح بين قوات العدو وبعض المناضلين وأثناء الاشتباك كثّف العدو من إطلاق الرصاص بشكل عشوائي ودون تمييز مما أدى الى إصابة الشهيدة برصاصة في رأسها وكانت صائمة صوم تطوع مما أدى الى استشهادها لتنضم الى ركب الشهداء الأكرم منا جميعا وكان هذا اليوم ذكرى يوم المرأة العالمي .
طوبى للشهداء والى جنات الخلد يا أم نصر .


( 16 ) الشهيد البطل : مهند عبد الكريم حمامرة( 22 )عاما:

مهند ، شاب وسيم ن لم يعرفه أحد إلا بطيب خلقه وهدوئه وعمله الدعوي الدؤوب ولد شهيدنا بتاريخ 29 / 9 / 1981م لأسرة مكونة من ثلاثة اخوة وأختين ، حيث كان الثاني بينهم جميعا ، وكانت بلدته جبع منشأه الذي ترعرع فيه ، وموئله الذي استشهد فيه ن تتلمذ في مدارسها حتى نال شهادة الثانوية العامة بمعدل 94% الفرع العلمي ، وكان الأول في مدرسته ، التحق بقسم هندسة الحاسوب في جامعة النجاح الوطنية .
عرف الشهيد منذ صغره بابتسامته اللطيفة ورقته وذكائه الحاد وسرعة بديهته ، وكان يعشق الطبيعة والحرية ويأبى الذل ويكره المعاصي وما يغضب الله تعالى .
كان رحمه الله شجاعا عزيز النفس مؤمن بالله سبحانه وتعالى ، هذا الشهيد نشأ وبدأت مداركه تتسع فرأى ظلم اليهود وشاهد بالقرب من منزله معسكرا للجيش وكبر هذا الشاب وبدأ يقود إحدى فرق الكشافة وكان ماهرا متفوقا في مدرسته وكان يتقن من الرياضة التسلق وكرة السلة والعدو وغيرها .
وبعد نجاحه الباهر في الثانوية بدأ مرحلة أخرى من دراسته حيث التحق بجامعة النجاح كلية هندسة الحاسوب والتقى هناك بشخصيات ورجال مناضلين مثله وتعرف على العديد منهم .
اندلعت انتفاضة الأقصى وشاهد المجازر والقتل والتدمير وبدأت المقاومة حيث شاركت فيها كل الفصائل وكان الشهيد يعود الى منزله في نهاية كل أسبوع يشكو من ظلم اليهود ويذكر تضحيات زملائه الأبطال .
كان الشهيد البطل متدينا وازداد هذا التدين عندما التحق بالجامعة حيث عشق الروح الجهادية التي وجدت عند شهداء قريته وشهداء الجامعة وشهداء فلسطين رحمهم الله تعالى ، فكان كلما مرّ بصورة شهيد ينظر إليها بتمعن وكأنه يتمنى أن يكون منهم .
تفوق الشهيد في دراسته الجامعية ، وكان نشيطا يدعو الى الله تعالى ، وهناك فقد الكثير من الأصدقاء الذين اعتقلوا أو استشهدوا ، وكان يحاول جلب ما يستطيع من المساعدات الى الفقراء رغم أنه فقير الحال ، وعمل في المخيمات الكشفية الصيفية مع زملائه كل هذا وهو يخفي حقيقة جميلة ، حقيقة رجل عظيم في داخله رجل يدافع عن العدالة ، يدافع عن المظلومين .
ظروف استشهاده :
لم يكن أهالي بلدة جبع الواقعة جنوب مدينة جنين أن ذلك الشاب الهادئ الذكي المجد في جامعته وصاحب العيون الخضراء يخفي خلف صفاته تلك أسدا هصورا وجنديا مقداما في كتائب الشهيد عز الدين القسام ، فقد كانت المفاجأة تعلو وجوه كل أهالي بلدته عند سماعهم لاسم الشهيد مهند عبد الكريم حمامرة ( 22 ) عاما من على مآذن مساجد البلدة تنعيه شهيدا أثر اشتباك مسلح وقع شمال بلدته جبع يوم الأحد بتاريخ 31 / 5 / 2003م وقد كانت فصول حياته الأخيرة يكتبها بنفسه على الشارع الالتفافي الذي يعتبر ممرا للدوريات العسكرية الصهيونية بالقرب من بلدته التابعة لفضاء محافظة جنين .
بالرغم من أن ليلته الأخيرة خلت من أية دلالة تشير لما كان ينوي القيام به إلا أن كلماته لشقيقه في تلك الليلة أوصت على الاستزادة من الطاعات والكثير من النصائح التي تحث على تقوى الله وطاعته ولا يخفي شقيقه حزنه على فقدان شقيقه مهند الذي يعتبر رفيق دربه ن والذي كان كثيرا ما يخبره عن نيته بالزواج ن ولما يرد عليه بالقول : انك لا تملك النقود ، تأتي الإجابة من الشهيد مهند وعيناه ترنوان الى الجنة فيقول : إنني سأتزوج على طريقتي !! .
وكعادة مهند كان أذان الفجر هو ساعة استيقاظه من النوم فجر ذلك اليوم ، حيث لبس ثيابه وتوجه الى مسجد البلدة الجديد بصحبة كتبه ليغادر بعدها المسجد مباشرة الى جامعته النجاح في مدينة نابلس كما أخبر ذويه ، إلا أن البلدة استيقظت بعد سويعة من خروجه من صلاة الفجر على انفجاريات تبعتها اشتباكات مسلحة شمال البلدة على الشارع الالتفافي ن ولم تعلم ما يجري هناك ن وكان الشهيد مهند وقتها قد زرع الشارع الالتفافي الذي تمر منه الدوريات الصهيونية بالعبوات الناسفة ليفجرها بالدورية العسكرية التي كان من المتوقع أن تمر من ذلك الشارع حسب توقعات مهند الذي راقب تحركاتها وسجلها بدقة ، ومع أول سيارة في الدورية الصهيونية فجر الشهيد مهند عبوته الناسفة إلا أن القوات الصهيونية لما انفجرت تلك العبوة تنبهت الى مكان اختباء الشهيد مهند الذي كان في منطقة تسمح له بمراقبة الدوريات لتفجير عبواته ن فقامت بإطلاق النار عليه مباشرة بعد أن هم بالانسحاب من مكان العملية ليصاب إصابة مباشرة برصاصة في رقبته من الجهة الأمامية تخرج من خلف الجمجمة ن وتصعد معها روحه الى بارئها ، لتطوي معها آخر صفحات من حياة الشهيد مهند عبد الكريم حمامرة كان يوم 22 / 8 / 1981 م أول أيامه في هذه الدنيا ، حيث ولد شهيدنا البطل لأسرة عرفت بتدينها الفطري .
لقد كان الشهيد عند استشهاده على وشك تقديم امتحانات نهاية السنة الثالثة من دراسته وكان على اتصال مباشر بالشهيد قيس عدوان الذي كان زميلا له في كلية الهندسة التي كان لها شرف الريادة على كليات الجامعة بتخريج أكبر عدد من الشهداء الذين كان مهند خامسهم بعد استشهاد الطلاب حامد أبو حجلة ن ومؤيد صلاح وعلي الحضري ن ومهند الطاهر وقيس عدوان .
كما عاش شهيدنا مهند لفترة طويلة في سكن واحد مع المعتقل محمد القرم لذلك كان لا بد للشهادة أن تجد في قلبه المفعم بالروحانية والشفافية مناخا مناسبا لتسكن في كل أرجائه وينضم بعدها الى كتائب القسام ورغم نشاطه في كتائب القسام .
لذلك كانت بلدته جبع التي لا يتجاوز عدد سكانها 13 ألفا فخورة تكسوها حلتها الخضراء وهي تستقبل المهنئين بشهيدها السابع في الانتفاضة الحالية مهند ، بعد استشهاد أمجد فاخوري وربيع غنام ومحمد غنام وناجي خليلية ومجدي خليلية وخيرية علاونة ، حيث خرج آلاف المواطنين من البلدة لاستقبال جثمانه الذب ودع في مدينة جنين بمسيرة مشابهة من مستشفى الشهيد خليل سليمان قبل أن يوارى الثرى في مقبرة البلدة ، كما لا تزال ابنة عمه ثورية حمامرة تقبع في السجون الصهيونية لتقضي حكما بسجنها لمدة ست سنوات بتهمة محاولة تنفيذ عملية استشهادية .
الى جنان الخلد يا شهيدنا

( 17 ) الشهيد : كامل عبد الله كامل علاونة :
تاريخ الميلاد : 14 / 5 / 1985م
تاريخ الاستشهاد : 30 / 6 / 2003 م
كم هو عظيم أن ترى شبانا في مقتبل العمر يقبلون على الشهادة كما لو أنهم مقبلون على حفلة زفاف ن ينتظر الواحد منهم لحظة استشهاده بفارغ الصبر وكأنها حلم المستقبل ن تلك حال كثير من السواعد المتوضئة القابضة على الزناد ،ومن هؤلاء شهيدنا كامل عبد الله علاونة أ من قرية جبع قضاء جنين ، واحد من فرسان كتائب القسام العاشقين للشهادة .
ولد شهيدنا على أرض جبع عام 1985 ، وترعرع في أكناف أسرة بسيطة مكونة من ستة أفراد ، نشأ نشأة إسلامية حيث كان أحد أشبال مسجد البلدة ، يلتزم حضور جلسات العلم ، ويعمل على حفظ ما تيسر من كتاب الله تعالى ، وفي هذا العام ( عام استشهاده ) تقدم الى امتحانات شهادة الثانوية العامة ، إلا أن قلبه كان معلقا بشيء آخر .
تربى الشهيد في أسرة مناضلة عرفت الوطنية ومقارعة الأعداء ، فالوالد عبد الله قضى في سجون الاحتلال عدة سنوات ن وجد الشهيد لأمه كان أيضا مناضلا من رفاق الشهيد الشيخ عز الدين القسام ، وتتكون عائلته من عشرة أفراد ، الوالدين وخمس أخوة ذكور وأختين وجدته .
تعيش الأسرة حياة بسيطة كبقية فلاحي هذا الوطن يعشقون الأرض ويفلحونها ويعتاشون من نمائها .
لا نعرف إلا القليل من المعلومات عن حياة الشهيد النضالية ، وهذه المعلومات إنما لاحظناها عليه وهو يسير في شوارع القرية يحرض الشبان على المقاومة وهناك معلومات وضحتها حماس في منشوراتها وعلى شبكة الإنترنت .
فالشهيد كامل قضى ما عليه من واجب نحو وطنه وشعبه متسلحا بالإيمان بالله إيمانا راسخا لا يتزعزع ، انطلق بعنفوان الشباب كالرمح الى حيث قدر الله له أن يلحق بركب الشهداء فلم يستعن شهيدنا بأحد ولم ينتظر قوى دافعة ومساعدة على اختياره لطريق الاستشهاد فقد حسم أمره بإصرار منقطع النظير نابع من شعور مرهف بما يعانيه شعبه على يد الاحتلال حيث عبّر عن ذلك في وصيته حين قال : " إنني اخترت طريق الشهادة كي يعيشوا من بعدي سعداء وكذلك أوصى إخوته وأصدقاءه بالسير على خطاه فيقول في وصيته : " إني قدمت نفسي لله سبحانه من أجل إعلاء كلمة الحق التي يقاتل من أجلها آلاف المسلمين ، ……… كما أني رهنت نفسي لله ثم لهذا الدين ثم للأقصى ، أوصيكم أن لا تبكوا عليّ فهذا نصيبي وقدري:
كفكف دموعك ليس في عبراتك الحرى ارتياحي
فهذا سبيلي ان صدقت محبتي فاحمل سلاحي
يا أبناء بلدتي .. يا أصدقائي.. يا من أحببتكم وأحببتموني .. سيروا على طريق المجاهدين وسامحوني ان كنت قد أخطأت مع أحدكم ، فكلي أمل بكم أن تسيروا على دربنا ن ها أنا أضحي بنفسي من أجل الله وثم من أجل فلسطين من أجل أن تعيشوا سعداء ، كونوا سباقين الى فعل الخير ن كونوا كالورود لا تسيروا خلف الشهوات والفتن ، سيروا على طريق الرسول صلى الله عليه وسلم وطريق الهداية وسنلتقي في الجنة تحت العرش بإذن الله .
أمي الحنونة لا تبكي علي لأني أنا الذي طلبت الشهادة ، إن كنت تريدني أن أهنأ في الجنة فلا أحد يبكي علي يوم استشهادي ، فهو يوم عرسي .
أبي الحاني ن سامحني :فكلي أمل بكم أن تصبروا وتحتسبوا قال تعالى { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين }"
الشهيد كامل طفلا وشابا لم يعرف الخوف يوما فقد كان شابا يساير الشباب ويمازحهم منذ نعومة أظفاره وكان صوته الخشن يجعله محبوبا من قبل الشباب وقد كان يردد في صغره نداء يقول فيه : " يا شباب اخرجوا الى الشوارع الجيش جاء الى البلد"
وما أن أصبح يافعا حتى بدأت تظهر عليه علامات التوجه الإيماني والوطني متأئرا بأسرته المحافظة فالتحق بشباب الدعوة في سن الرابعة عشر من عمره مما أحدث تحولا كبيرا في حياته حيث أصبح ملتزما التزاما كاملا بتعاليم الإسلام ن وبعد ذلك أخذ يفهم ما يدور حوله انطلاقا من إيمانه بالله وعقيدته الإسلامية .
انخرط مع شباب المسجد حيث كان نشيطا وبرز سريعا بشكل ملفت للنظر وهذا جعله محبوبا للناس ن وعزز كامل شخصيته الخجولة وحسن أخلاقه ن ثم أصبح عضوا فعالا في لجنة مدرسته ومن ثم عضوا ناشطا في حركة حماس ، ويوما بعد يوم أخذ شهيدنا يسير نحو طريقه الاستشهادي الذي رسمه لنفسه .
ظروف استشهاده :
بعد أن أنهى كامل امتحانات الثانوية العامة توجه في اليوم التالي في مهمة جهادية مشتركة بين كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب الأقصى ، وبالطبع قبل إعلان الهدنة بعدة أيام ، حيث كان من المقرر أن تنفذ كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب الأقصى عملية مشتركة وبالفعل توجهت المجموعة الى منطقة باقة الغربية المحاذية لما يسمى الخط الأخضر إلا أن المجموعة اصطدمت بوحدات حرس الحدود الصهيونية المنتشرة هناك مما أدى الى استشهاد المهاجمين كامل علاونة من كتائب القسام وخالد عيسه من سرايا القدس ن ومن الأسباب التي أدت الى استشهاد الأخوين هو تصادف مرورهم في منطقة باقة الغربية مع قيام مجموعة أخرى من المجاهدين بقتل مستوطن صهيوني في نفس المنطقة يعمل في شركة بيزك الصهيونية مما أدى الى انتشار مكثف للصهاينة وقع ضحيته الأخوين علاونة وعيسه .
ونتيجة لتكتم الصهاينة على مصير المجاهدين لم يتمكن ذوو الشهيد من معرفة مصيره ن فهل هو شهيد أم معتقل أم جريح ، وتدخلت عدة مؤسسات حقوقية ولكنها في بداية الأمر لم تستطع أن تؤكد نبأ استشهاده الذي بقي نحو شهر كامل الى أن تمكنت إحدى المؤسسات من تأكيد نبأ استشهاده ، وعلم أهالي القرية هذا الخبر عبر مكبرات الصوت .
يقول أحد رفاق الشهيد ان كامل كان مولعا بحب الشهادة ن وكان يشارك بفاعلية في كافة النشاطات الدعوية التي تقام في البلدة ن وعرف عنه شدة تعلقه بإخوانه ، وحين قالت له والدته بعد أدائه آخر امتحان في الثانوية العامة ان شاء الله بنفرح فيك ن قال لها : انتظري الفرحة الكبرى ، وبالطبع كان يرمي الى عرسه كشهيد ،وتعمل مؤسسات حقوقية في هذه الأيام من أجل أن يتم تسليم جثماني الشهيدين الذين ما زالا محتجزين لدى الصهاينة .
وقد قام أهالي القرية بمسيرة رمزية للشهيد وفتح له في مقر البلدية بيت لتلقي التهاني لا التعازي فهو بإذن الله مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا .
رحل كامل ورحل قبله آلاف الشهداء ، وسيرحل بعده قوافل مديدة ممن سيسطرون ملاحم البطولة .
إلى جنات الخلد يا شهيدنا البطل


( 18 ) الشهيد :إياد خليل أمين علاونة :
تاريخ الولادة : 5 / 4 / 1979 م
تاريخ الاستشهاد : 23 / 12 / 2003 م
عدد أفراد الأسرة : طفل وبنت .
ظروف الاستشهاد :
الشهيد إياد كان يشارك بفعالية في المواجهات التي تقع بين قوات الاحتلال والشبان حيث لا تخلو مواجهة من مشاركته بها .
ويوم استشهاده كانت وحدات من قوات العدو تنصب كمينا لبعض الشبان المطلوبين ، ثم اقتحمت دورة لقوات العدو القرية ، في محاولة منها لإشغال الشبان عن أفراد الوحدة الخاصة وعندما وقعت المواجهات المعتادة والتي تكاد تكون يومية بين أفراد الدورية والشبان قام الشباب بقذف أفراد الدورية بالحجارة وقنابل المونوتوف وعندها سمع دوي الرصاص من جهة أخرى لم يكن أحد يتوقعها حيث أصابت هذه الرصاصات شهيدنا وكان مكان الإصابة في الرأس مما أدى الى استشهاده على الفور ، وتبين بعد ذلك أن هناك وحدة خاصة مهمتها قتل أو اعتقال المطلوبين لمخابرات العدو ولم يكن أحد يعلم بهذه الوحدة .
وقد أقيمت للشهيد جنازة كبيرة شارك فيها أهالي القرية جميعا وبعض القرى المجاورة
إلى جنات الخلد يا شهيدنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !