شهداء الرضا والوطن
لم يمضي وقتٌ طويل على حادثة مسجد الدالوة والقديح حتى عادت خفافيش الظلام إلى المشهد وهذه المرة من بوابة مسجد الرضا بمدينة الاحساء , بعيداً عن التنظير المٌدان للفعل والسلوك المتطرف وبعيداً عن عبارات الإدانة والشجب والاستنكار لماذا شباب الوطن وشباب العالم العربي والإسلامي أصبحوا وقوداً للصراعات و أدوات منزوعة العقل تٌنفذ الجرائم وتٌسفك الدماء وتٌقدمها كقرابين للدين وأحلام الجاهلين , لماذا يا تٌرى أصبحت الطوائف والمذاهب أدوات تصفية حسابات ما ذنب الطوائف والمذاهب وما ذنب مجتمعات وأوطان أين الخلل وأين العلاج ؟
كٌثر التنظير والإسقاط اللفظي والعملي ومع ذلك يبقى ذلك الداء يستهدف المجتمعات وينتشر كالنار في الهشيم , الحلول الأمنية حاضرة بقوة أما بقية الحلول فخجولة لم تستطع مواجهة ومكافحة بذور وحواضن الفكر المتزمت المتشدد الذي ترك الطريق الصحيح وشذ لأسباب قد تكون نفسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو فكرية أو ثقافية أو سياسية أو عاطفية حركتها مشاهد دموية بمناطق مٌلتهبة , معرفة السبب تقود للعلاج ونزع فتيل ذلك الداء الذي بات يستهدف الجميع بلا استثناء , الصراعات الإقليمية لا يمكن إغفالها أو تجاوزها فذلك الداء يستفيد من كل شيء ويقتات على كل شيء , الإرهاب لا دين له ولا وطن لا ينتمي لمذهبٍ أو طائفة هو حالة شاذة لا أصل لها ولا هدف لها سوى نشر الرعب والموت والعودة بالمجتمعات لعصور الظلام المتأخرة , شهداء مسجد الرضا كشهداء مبنى المحيا ومبنى الإدارة العامة للمرور "2003 , 2004 " , أتخذ الإرهاب والتطرف شكلاً أخر وهو استهداف طائفة بعينها بهدف ضرب الوحدة الوطنية وتفتيت نسيج المجتمع مستفيداً من الظروف الإقليمية التي أختلط فيها الواقع بالمستقبل والدم بالتراب والحٌلم بالخيال , أهداف ووسائل وشعارات ومع ذلك ما يزال الآمل مٌعلقاً بمراكز الأبحاث والدراسات لدراسة وبحث الأسباب الحقيقية للإرهاب المحسوب على الإسلام !.
تحصين الوحدة الوطنية ودراسة الظاهرة بشكلٍ علمي منهجي سيضع النقاط على الحروف وسيصبح الجهد الأمني مٌعززاً بجهود علمية واجتماعية وستصبح الجبهة الداخلية مٌحصنة لا يستطيع أحدٌ اختراقها مهما رفع من شعارات وروج للأحلام وأسقط النصوص على وقائع وأحداث , شهداء مسجد الرضا سجدوا لله فاستشهدوا مقبلين غير مٌدبرين كغيرهم من شهداء الوطن فالوطن ليس ظاهرة ليزول بل كيان باقي وسيبقى بعزم أبناءه ووحدتهم ووعيهم ..
التعليقات (0)