مواضيع اليوم

شهداء الحراك الشبابي الاردني : بين الماضي والمستقبل

sulaiman wwww

2011-04-29 17:29:32

0

يدعي البعض بأن الحراك الشبابي المطالب بالإصلاح في الأردن هو مجرد تقليد لثورات الشباب المصري والتونسي وغيره من الشباب العربي بما يتجاهل الحقائق التاريخية التي تشير الى حالات سابقة شهدها التاريخ الحديث قدم فيها الشباب الاردني التضحيات في سبيل الاصلاح واستعادة حقوقه.كما يتجاهل هذا الادعاء حقيقة أن الظروف الموجبة للثورة قائمة في الحالة الأردنية التي شهدت مأسسة وتطبيق حالة الطوارئ والأحكام العرفية في أسوأ أشكالها منذ أكثر من نصف قرن بشكل معلن ومقنن ، وبعد ذلك بشكل غير معلن عبر إنشاء علاقة مختلة بين السلطات الثلاث قائمة على تعديلات دستورية أطرت تغول السلطة التنفيذية على بقية السلطات التي يظهر سلوكها تبعيتها المطلقة للسلطة التنفيذية بالإضافة إلى الحكم الفردي المطلق الذي تتقدم به إرادة الفرد على إرادة الشعب الذي تم تزوير إرادته بشكل فاضح ومهين في انتخابات العامين 2007 و  2010 . وفي مقابل ذلك يشير خطاب النظام إلى أن الأردن مختلف وانه لم يشهد حالة واحدة تم فيها إراقة دم شخص بسبب أفكاره وتوجهاته السياسية! السيناريو الأخير قائم على افتراض أن ذاكرة الشعب لم تحتفظ بذكرى حالات القمع التي شهدها التاريخ الحديث والتي سأعرض لأحدها في السطور التالية.
الحالة التي أشير إليها هنا هي مجزرة جامعة اليرموك في اربد التي تحل ذكراها بعد أيام . فبعد تصاعد حراك طلابي شبابي يرتبط بمطالب مشروعة وصل الأمر بالطلاب إلى تنظيم اعتصام مفتوح قد يكون أول اعتصام شبابي مفتوح شهدته المملكة والأخير قبل اعتصام 24 آذار وشهد كل من الاعتصامين استجابة قائمة على العقلية القمعية وقدم الشباب الأردني في الحالتين شهداء تم تجاهلهم والاستخفاف بدمائهم وتجاهل المطالبات التي قدموا أرواحهم في سبيل تحقيقها.
فبعد فصل عدد من الطلاب بسبب توجهاتهم السياسية في إحدى مراحل الحراك الشبابي الذي شهدته الجامعة في أيار من العام 1986 وبمشاركة عدد من أعضاء الهيئة التدريسية تم فصلهم في وقت لاحق, نجح الطلاب في تعليق الامتحانات فقامت أجهزة الأمن باعتقال عدد من الناشطين إضافة إلى مداهمة منازل آخرين واعتقالهم, ما دفع الطلبة إلى إضافة مطلب جديد يتعلق بالإفراج عن المعتقلين لكن المطلب الجديد جوبه باعتقالات جديدة استجاب لها الطلاب بتنظيم اعتصام مفتوح في الحرم الجامعي .صباح يوم الأربعاء 14/5/1986 شهدت أطراف الجامعة وبواباتها حضورا أمنيا مكثفا فأفراد لواء الأمن العام شكلوا سياجا حول الجامعة ما ولد انطباعا لدى الطلبة بأن اليوم سيكون حاسما خاصة حينما لاحظوا التشديد على دخول وخروج الطلبة من البوابات (الأحداث جاءت في شهر رمضان).
أمطار أيار التي هطلت في تلك الليلة دفعت الطالبات اللواتي كُنّ يسكُنّ في سكن الجامعة الداخلي لإحضار البطانيات لاستخدامها ليتفادى الطلبة المشاركين في الاعتصام الأمطار وبعد انتصاف الليل بنصف ساعة بدأ لواء الأمن العام اجتياح الجامعة وضرب الطلاب بالعصي والهراوات بقسوة ونتج عن الأحداث استشهاد الطالب إبراهيم حمدان والطالبة مروة طاهر الشيخ و الطالبة مها قاسم.
بالإضافة إلى هؤلاء الشهداء تشير الروايات إلى إصابة العديد من الطلاب بحالات الشلل والعديد من الإصابات الخطيرة الأخرى التي رافقتهم بقية أعمارهم.حراك الشباب الأردني الأخير ليس تقليدا لحراك الشباب العربي في الدول العربية الأخرى كما أن القمع الذي جوبه به الحراك يشكل تقليدا راسخا تم استخدامه في العديد من الأحداث السابقة في تاريخ الأردن الحديث الذي نأمل أن يشهد مستقبلا أفضل قائم على إصلاح حقيقي يجعل الشعب الأردني مصدر السلطات بشكل حقيقي مهما تطلب ذلك من تضحيات لن يتردد شباب الوطن في تقديمها في حال استمرار العلاقات المشوهة القائمة حاليا وتهميش إرادة الشعب ولن يجدي اللجوء إلى البلطجية والقمع لإبعاد الشباب الأردني عن أحلامه وحقوقه .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !