شهادتان يخصانك إحداهما لا تقرأها إلا بعد عدة سنوات والأخرى لن تقرأها أبدا ورغم أن هاتين الشهادتين هما وثائق وجودك لن تقرأ أهمهما ...كتب صديقي الناجح مذكراته في دفتر ترك في آخره بضع صفحات تحسبا لأن تحدث أحداث جديدة يضيفها وكتب في آخر صفحة في الدفتر (هنا توضع شهادتي الأخيرة التي لن أقرأها)....عندما أطلعني على مذكراته أعجبتني فكرة الشهادة الأخيرة فقلت لماذا لا أجرب أن أكون أول من يقرأ شهادته الأخيرة....ذهبت صباحا إلى موظف الصحة وقلت له أريد أن أستخرج شهادة وفاة....قال باسم من؟....... قلت باسم محمد سامي عبد الدايم عسكر......قال وأين شهادة الوفاة موقعة من مفتش الصحة؟......قلت لم أذهب إليه وأطلبها منه بسبب صداقتي معه....قال إن ذلك سوف يكون تسهيلا لمأموريتك!!! ....قلت ربما يأتيك بها أحد من أهلي......قال وما علاقتك بالمرحوم؟..... قلت أنا المرحوم المنتظر.....نظر إلى في استغراب ودهشة لم أرهما في عين أحد قبل ذلك..... ولم يزد على أن قال لا حول ولا قوة إلا بالله ...روح يا عم الحاج الله يصلح حالك...أيقنت أن مهمتي سوف تكون صعبة إن لم تكن مستحيلة ولكني واصلت المحاولة...قلت أعطني شهادة وفاة باسمي ولا تكتب تاريخ الوفاه....قرر الموظف الطيب ألا يصدمني وواصل الحوار ربما بهدف أن يعيد إلى اتزاني برفق...قال كيف أسجلها في دفتر الوفيات؟....قلت أنت تعرف أكثر من أي إنسان أسرار دفاترك......أخرج من درجه دفترا يبدو أنه ليس دفترا رسميا وكتب فيه الاسم وسألني عن تاريخ الوفاة المنتظر .....قلت له أكتب 2015...لا لا أكتب 2019 ....أو أكتب 2025....سألني في حب استطلاع : ماذا تستفيد من ورقة مزورة هي آخر شهاداتك ....تذكرت أنني لم أزور شهادة في حياتي وسألت نفسي لماذا أزور آخر شهادة فيها؟.........تظاهرت له بالمرح وقلت يا رجل إني أمزح معك ....ولكني مع ذلك رحلت وأنا آسف لعدم حصولي على شهادتي
التعليقات (0)