مواضيع اليوم

شهادة عراقية..في حق مدون مصري

جمال الهنداوي

2010-06-18 11:12:27

0

 سنة حسنة تلك التي استنتها ايلاف بارساءها ثقافة التكريم والتكريس الاحتفالي والاعتراف بقيمة المنجز الابداعي المتفرد..ورغم الاقرار المسبق بان الذاتية المفرطة للعطاء الفكري والادبي قد تعسر الاتفاق على قراءة موحدة وناجزة ونهائية للتميز .. فاننا لن نجد اي صعوبة في اتخاذ قرار التصفيق وقوفا لخطوة الادارة- البالغة التوفيق- باختيار مدونة الاستاذ مجدي المصري كواجهة وصورة وعنوان وتميمة لمدوناتنا الرائدة..

فليس من قبيل المجاملة والتقريض ان نشيد بنصوص الاستاذ مجدي المصري السلسة والسهلة والمحكمة في آن والمبنية على مزيج فريد -يستعصي على الكثير- من الخيال المحلق في السماء والتجربة المتجذرة في طين الارض المعطاء..والخليط  العبقري من وضوح شديد جلي بعيد عن المباشرة والتسطح ورمزية مكثفة خالية من التلغز والغموض والتلفيق..

وليس بالامكان عدم ملاحظة القدرة الفذة للكاتب على تخليق المادة المكورة متعددة القراءات والتي تطلق للقارئ الحرية في تفكيك النص واعادة تشكيله ضمن المعطيات الثقافية والفكرية للمتلقي الحر والبقاء ضمن نفس الدائرة التفاعلية التكاملية التي يحكمها ايقاع النص..اضافة الى  المتعة الحقيقية واللذة التي تحفر اسم الكاتب غائرا في الذاكرة..

الكتابة لدى الاستاذ مجدي المصري فعل وجودي..وضرورة.. وحاجة ملحة..وليست اقحاما او استعراض عضلات معرفية..ولا تخطئ العين التسلط العاطفي القسري الذي يمارسه القلم على روح ووجدان كاتبنا العزيز والذي يستله-غالبا- والنص من عوالم الاعداد المسبق  المقيدة والمقننة الى انفتاحات القلب المثقلة بالعفوية والبراءة والنقاء الاقرب الى دمعة طفل او شفيف "رائحة التراب في اول المطر"..لينتج في النهاية نص قوي متحكم يدفع القارئ بحذق باتجاه المسالك التي يجب ان يسير عليها نحو الصورة التي يراد له ان يراها ولكن بالاستعانة بحواس ومشاعر وتفاعل المتلقي على شكل يوحي بالمشاركة في عملية بناء الفهم الكلي للنص..ولا يقف وسط الدرب صائحا زاعقا اني لكم ناصحا فانصتوا وهذا هو الطريق فلا تحيدوا عنه واسلكوه..

وللكاتب مجدي المصري الانسان قدرة فريدة على التفهم والتلاقي مع اكثر الافكار والاراء تطرفا وانحيازا..ويتحصل على وعي انساني شامل بالحرية وحق الاخر بالاختلاف والنقد ..ويقابل الاساءة بود مخجل ممتن لمشاركة الاخرين افكارهم..وكانسان ايضا..فانه يمتلك من الطيبة وحسن المنبت ونقاء السريرة ما يجعلك تلتحف السماء وتنام قرير العين ساكن الفؤاد في غيابة الجب او في مفاوز الجدب والخلاء محاطا بعويل الذئاب..وله من الصفاء ما يجعلك تتنفس رائحة الفئ في ظلال اشجار التوت العتيقة..اوتتلمس بعود اخضر اديم الطين على شطوط الانهار..

للفيلسوف الفرنسي الاشهرغاستون باشلار نظرة الى ان المبدعين والشعراء قد ينتمون الى فئتين.. فئة تعيش عصرها روحيا حميميا وباطنيا، بينما تتماهى فئة ثانية مع زمان حي، محول، ومتوقد...ولن اجانب الصواب اذا قلت ان الاستاذ مجدي المصري يعيش الزمنين في بعد واحد.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !