مواضيع اليوم
البشرى الستون صلاة المسلمين وشهادة المصلين سرُّ مغفرة ربِّ العالمين
وهنا تأتى بشرى الصلاة على الميت! وشهادة المسلمين له ويالها من بشرى فيها الذكرى والعظة والعبرة والفرح والهنا بالبشرى كيف ذلك؟أقول لكم مباشرة وفى سهولة ويسر إذا مات المؤمن وصلى عليه إخوانه المسلمون فيا بشراه فقد غفر له مولاه اسمعوا إلى الحديث الذي يبشرنا فيه أجمعين إذ يقول{ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ النَّاسِ شُفعُوا فِيهِ وَالأُمَّةُ أَرْبَعُونَ إِلى مِائَةٍ}[11]فإذا لم نجد الأربعين نطبق عليه النص الآخر من كلام الصادق الوعد الأمين{مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ ثَلاَثَةُ صُفُوفٍ فَقَدْ أَوْجَبَ }[12]ولو كان فى كلِّ صف رجلٌ واحدٌ، فإذا صلَّى عليه المؤمنون وجبت له الجنة فمن يملك أن يمسك فضل الله أو يخوِّف عباد الله فقط لا تغتروا و لا تتكاسلوا قد جعل الله المؤمنين يرحمون بعضهم ويشفعون فى بعضهم فإذا صلينا على مسلم صلاة الجنازة كانت شفاعة منا له عند الله يجعل الله له بها الجنة مثواه ومأواه ويعطينا بعد ذلك أجراً عظيماً وهنا تتضح وتشرق البشرى التى أري أن أبينها هنا بشرى إحتياج المسلمين لبعضهم فى الشهادة عليهم بأعمالهم وهو ما أكثر المسلمون من نسيانه هذه الأيام فأصبحت الناس كأنها استغنت عن بعضها ولكن هيهات سيأتى اليوم لا محالة وتكون شهادتهم لك بابك للجنة وهذه هى البشرى أفلا نستطيع أن نحافظ عليها فى الدنيا والسر يسير والباب سهل قريب ليشهد لكم الناس بالصلاح وسأدلكم على الباب وكيف تلجون ولذا نسأل الحبيب لمن نشهد يا رسول الله؟قال صلوات ربى وتسليماته عليه{إِذَا رَأَيْتُمْ الرَّجُلَ يَعْتَادُ المَسْجِدَ – يواظب على الجماعة فيه – فَاشْهَدُوا لَهُ بالإِيْمَانِ }[13]وفى رواية{ فاشهدوا له بالصلاح} لقول الله{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ الله مَنْ آمَنَ بالله وَاليَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ}[14]أفلا يمكننا ذلك؟وعندها إذا صلينا وشهدنا لأخينا بالصلاح لأنه كان يتابع الصلاة معنا بالمسجد فإذا شهدنا له بالصلاح والتقى فياهناه فقد كان جالساً بين صحبه كما ورد فى صحيح البخارى ومسلم رضى الله عنهما{أن أصحاب رسول الله مَرُّوا بجنازةٍ فأثْنَوا عليها خيراً، فقال النبيُّ وَجَبَتْ ثمَّ مَرُّوا بأُخرى فأثْنَوا عليها شَرّاً فقال:وَجَبتْ فقال عمرُ بن الخطاب:ماوَجَبتْ؟ قال:هذا أثَنيتُم عليهِ خيراً فوَجَبتْ لهُ الجنَّةُ وهذا أثنَيتُم عليهِ شرّاً فوَجَبتْ لهُ النارُ أنتم شُهَداءَ اللهِ في الأرضِ}وهذه نقطة قصَّر فيها المؤمنون الآن بالكسل في الذهاب إلى المسجد لذا يجب أن نذهب ونعرف من فيه ونتعرف بهم وإليهم وقد أصابتنا عادات غريبة علينا أننا نصلى في المسجد سنين وقد لا يعرف بعضنا بعضا؟ ويقول لماذا أعرفه وأنا لا أحتاج إليه؟وعندي كل شئ فلماذا أتعرف عليه؟أنا لست محتاجاً إليه ربما يكون ذلك هنا فى الدنيا ولكن هناك تحتاج إليه لا شك فاستعد لذلك وحتى لو كان أحد على سوءٍ ولا نعلم بذلك قال النبى {إِذَا مَاتَ الْعَبْدُ، وَاللّهُ يَعْلَمُ مِنْهُ شَرّاً، وَيَقُولُ النَّاسُ خَيْراً، قالَ اللّهُ لِمَلاَئِكَتِهِ: قَدْ قَبِلْتُ شَهَادَةَ عِبَادَي عَلى عَبْدِي وَغَفَرْتُ لَهُ عِلْمِي فِيهِ}[15]ولذلك النبي أمرنا أن نشهد للميت والصلاة علي الميت شهادة له وإذا شهدنا للفرد المؤمن يدخل الجنة وفى الحديث الشريف روى أن جبريل قال للنبى{إن هذا الرجل ليس كما ذكروا ولكنكم شهداء الله في الأرض وأمناؤه على خلقه فقد قبل الله قولكم فيه وغفر له ما لا تعلمون} [16]إذاً سيدخل الجنة بشهادة إخوانه، وبشهادتنا يدخل الجنة وينال المنَّة، ولله الفضل من قبل ومن بعد وله الحمد فنحن نصلى على الميت لكي نشفع فيه، فحن بذلك نؤجر وهو يؤجر والكل يسعد ويبشر قال{وَإِنَّ أَوَّلَ مَا يبشِّر بِهِ الْمُؤْمِنُ أَنْ يُقَالَ لَهُ: أَبْشِرْ وَلِيَّ اللَّهِ بِرِضَاهُ وَالْجَنَّةِ، قَدِمْتِ خَيْرَ مَقْدِمٍ، قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لِمِنْ شَيَّعَكَ، وَاسْتَجَابَ لِمَنْ اسْتَغْفَرَ لَكَ، وَقَبِلَ مَنْ شَهِدَ لَكَ }[17]ولأحد الأئمة فى الموت ومواقفه ولحظاته وعبره وآياته قصائد فى أرقى المعانى والصياغة التى يعجز عنها فحول اللغة والدين ومن ذلك أنه عندما حضرت المنية زوجته قال حال احتضارها قصيدة عجيبة جمع فيها بين أسرار وأنوار اللحظة العظيمة لخروج الروح إلى بارئها وبين تسجيل الشهادة الصادقة بالأخلاق الحميدة لتلك السيدة النقية الذاهبة للقاء ربها فيصفها بالصفات الراقية التى يعلمنا فيها كيف نذكر من يفارقونا بالخير ونشهد لهم بالبر كما ورد بالسنة فشهادتنا لهم باب سرِّ نجاتهم أو باب رفعة شأنهم وعلو قدرهم إن كانوا مرضياً عنهم من ربهم فقال: يا أم محمود لقد عشت في التقى تحبين أهل العلم والزهد والبر خدمت لوجه الله عمراً بهمة تريدين وجه الله في بذل الخير ومضيت عمرك في عفافٍ وفي تقىً محافظة يا أم أحمد في سر تطيعين ربك ترقبين جلاله تطيعين زوجك في الشئون بلا عذر أيا أم عبد الله كم لك موقف شديد به أقدمت بالحزم والبشر خدمت أبي وأمي وواسيت إخوتي توالينهم بالفضل منك وبالصبر إلى جنة الفردوس أم محمد عليك سلام الله منى ومن غيرى نعم أنت أرضيت الجميع بحكمة بها نلت رضوانا من المنعم البر ثم وقف على قبرها داعياً لها مما يذكرنا كيف كان رسول الله يذكر السيدة خديجة بأحب صفاتها ولا ينسى عهدها أبداً ولا حتى صواحبتها اللائى كن يزرنها فى حياتها إنه خلق الوفاء الخلق العظيم الدى نحتاجه اليوم وكل اليوم الوفاء الوفاء الوفاء يا أهل الإيمان فلنتعلم قال : أيا أم محمود لقد عشت في هدىً مسارعة لله بالصدق والقصد نقلت إلى دار البقاء أم أحمد مرادك وجه الله والفوز بالمجد وإن أنسى ما الأشياء لم أنس رحمة تواسين مثلي في رخاء وفي جهد لك الله من موف بعهدك إنني وحقك واف بعد موتك بالعهد إلى جنة الفردوس سيري بسرعة فمثلك أخرى بالجنان وبالرفد حفظت حدود الشرع في طول عشرة خدمت بني أمي خدمت بني جدي وقد كنت للفقراء خير ذخيرة تجودين يا أختاه بالمال والود عليك سلام من وفىَّ ومن أخ ومن كل أبنائي ومن مخلص فرد أيا ربَّ أسكنها بروضات جنة أيا رب واقبلها بصدقات في الوعد أيا ربَّ وامنحنا عطاياك رضنا أيا رب جملنا بدنيا وفي العَود http://www.fawzyabuzeid.com/news_d.php?id=175 [9] الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: البخاري - المصدر: سنن الترمذي [10] من عاش بعد الموت (ابن أبي الدنيا)، ومصادر أخرى واختلف هل المتكلم الربعى أم الربيع أخوه. [11] جامع الأحاديث والمراسيل عن أبى المليح . [12] رواه الترمذي عن مالك بن هبيرة. [13] سنن الترمذي عن أبي سعيد. [14] عن أَبي سَعِيدٍ سنن الترمذي وابن ماجة [15]رواه البزار [16] الراوي: يزيد بن شجرة المحدث: ابن منده - المصدر: تاريخ دمشق [17] لابن أبي شيبة وأَبُو الشَّيخ في الثَّواب عن سلمانَ رضيَ اللَّهُ عنهُ، جامع المسانيد والمراسيل |
|
التعليقات (0)