شهادة الضمان guarantee

شهادة الضمان Guarantee

- من عاداتى السيئة ان أحتفظ بكل أوراقى القديمة وقصاصات الأوراق المدون عليها ملاحظات أو أرقام تليفونات أوعناوين , أو حتى ما أعجبنى من قراءات فى كتب أو فى الصحف .

- نادرا ما أعود الى هذه القصاصات .

واذا عدت اليها فقد أجد رقم تليفون بدون ذكر أسم صاحبه أو أجد عنوان بدون اسم أو مقتطفات منقولة دون أشارة الى المصدر أو تاريخ النشر .

- أمتلأت الأدراج والأرفف بالأوراق التى كانت دائما سبب مشاكل من نوع ما تؤدى الى بعض الاختلافات بينى وبين حرمنا المصون .

- تعطل أحد الأجهزة الكهربائية لدينا
- أسهل شىء بعد شيوع وتعدد مراكز الخدمة والصيانة أن تتصل بالمصنع أوالمورد , فجمعيهم تعهدوا بالصيانة والاصلاح عن طريق المختصين المتخصصين , ما لم يكن سبب التعطل راجع الى عبث أو أهمال , ويشترطون عدم فتح الجهاز الا عن طريق مندوبهم
- ما ذكرته من مقدمة – قد يعتقد البعض أن لا علاقة لها بالموضوع – كان هو السبب فى كتابتى لهذا الوضوع
حيث تعطل الجهاز ادى الى رحلة البحث عن شهادة الضمان .

- وسط هذه الكومات – الغير مرتبة - وسط هذه التجمعات - المتعددة المواقع – ووسط لهفتى على اصلاح ( الديب فريرز ) لاننى أول المتضررين من عدم حفظ الخبز لعدة أيام حيث من ضمن مهامى الاسرية احضار العيش .
فى زمن أصبح فيه الحمل والولادة وارضاع الأطفال وتغير الحفاضات ( الكادليز ) أهون من أحضار الخبز .
بعد ان دخت السبع دوخات - لا أدرى لماذا هى فقط سبعة – و لعدة سهرات فى ليال متوالية حرمتنى من أصدقائى مدونى ايلاف قراءة وتعليقا وتدشيناُ لموضوعات جديدة , لم أعثر على شهادة الضمان .

- زوجتى ترقبنى وتراقبنى معتقدة أننى أرتب أكوامى , وتعتقد فرحة بأننى قد عدلت مفاهيمى , وفى طريقى لتنفيذ نصحيتها المتكررة بأن أتخلص من هذه الاوراق لاننى لم أحتاج اليها يوما ما .
- لما طالت ليالى البحث سألتنى عما أبحث ؟
- أجبتها , أبحث عن شهادة الضمان الخاص ( بالديب فريزر )
- قالت : ولماذا لم تسألنى ؟ وقامت من فورها وأحضرته .
- تعجبت ........ انتى يا من تكرهين الأوراق , وتكرهين طريقتى فى الاحتفاظ بالاوراق لماذا تحتفظين بشهادة الضمان ؟
- قالت : نظرا لاهميتها بالنسبة لى .

لم تقنعني الاجابه . ولم أستغرق وقتا ولا مجهودا حين تداركت أن فاتوره الشراء باسمها , حيث كانت قد اشترته من مالها الخاص , ونحن نطبق الشرع فى أن : للزوجه ذمة مالية منفصلة .
- اتصلت بمركز الخدمه عن طريق التليفون برقمهم ذو الخمسه ارقام (الخدمه المجانيه) أو خدمة الاتصال السريع ,
- ياالله علي الأدب في الرد , وعلي حسن الرد , وعلي شياكه وجمال التعامل ,
وعلي طريقه استدعاء المعلومات من علي جهاز الكمبيوتر ومراجعتها معك وانت مازلت علي الخط .
لولا ان كلامي هذا قد يفسر خطأ بأنه دعاية لهذه الشركة لذكرت اسمها , ولكن في زمن تأويل أي حرف وليس أي جملة , والتفتيش في نوايا الناس عما يقصدون من وراء الكتابة , - اعتقدها واسميها الكتابه الحره - , وسوء الظن المطعم بادعاء الفطنة والذكاء .
في مثل هذا الزمن من الأفضل عدم ذكر أسماء الشركات ولا مراكز الخدمة والصيانة .

ولكن فرحتي وافتخاري بهم زادت أ كثر حينما بدأ عقلي يراجعني في حالة اليأس والقنوط - ومفيش فايده التي تعترينى  – وجبل الفساد الواقع علي شمال قرنية العين.
ولأنه بدأ يناقشني في امكانية استرجاع الأمل بأن الدنيا مازالت بخير .
ولأن بقعة الضوء التي ظهرت من آخر سرداب الاهمال والتسيب والجليطة وقلة الذوق أ حيت بصيص الأمل في امكانية ان يكون بكره احلي من النهارده .
وأدرت مؤشر المذياع بحثا عن المطربة ( شاديه ) في رائعتها "بكره احلي من النهارده ومصر اليوم في عيد " .
ولما لم اجدها .ولأنه لم يكن يوم عيد – أي عيد - .
أغلقت المذياع من فوري , وكل ثقه ان بكره ليس احلي من النهارده .

eg_eisa@yahoo.com