علي جبار عطية
تظاهر شباب في بغداد والناصرية والبصرة وآخر هذه التظاهرات كانت في قلب بغداد يوم عيد الحب 14-2-2011 ولم تخل هذه التظاهرة و من التسييس برغم رفع لافتات تحمل صور قلب الحب من دون سهام طبعاً وبرغم تأكيد بعض القائمين عليها انهم يهدفون الى الاصلاح لا الإسقاط ! في تقرير قناة الحرة عراق مساء الاثنين 14-2 طالب احد المتكلمين باسقاط رئيس محافظة بغداد وهدد اخر الحكومة حتى يوم 25-2-2011 بان تولي الخدمات اهمية قصوى لكن اطرف اللافتات رفعها احدهم كانت تقول (لو بعث ، لو عبث ، شنو هالقسمة) !
ذكرتني هذه اللافتة بالبعبع الذي ترفعه الانظمة الاستبدادية بديلاً لحكمها الشمولي الا وهو البعبع الاسلامي الاصولي ولله الحمد اثبتت ثورتا شعب تونس ومصر اكذوبة هذه المخاوف وان ارادة الشعب اقوى من (بعران ميدان التحرير المصري) ومن يقف وراءهم .
وبالعودة الى تظاهرات العراقيين وبعض الشعارات المرفوعة نراها لا تتعدى الخدمات وتحسينها وتسلم مفردات الحصة التموينية وتحسين تجهيز الطاقة الكهربائية ومحاسبة المسؤولين الفاسدين وهي طلبات معقولة وتكاد تكون من اهم واجبات كل حكومة فلماذا هي حكومة اذن ان لم تقدم هذه الخدمات وهناك لافتة رفعت في احدى التظاهرات تقول :
(نفط الشعب للشعب مو للحرامية) !
وهي محاكاة للشعار المرفوع مطلع السبعينيات (نفط العرب للعرب موتوا يرجعية) التي بلعت قوميات الشعب الاخرى !
الذي يفرح في هذه التظاهرات ان طلبات المتظاهرين واقعية تبغي تحسين الواقع ومعالجة بعض المشكلات وليست طوباوية ولاتتجاوز الخطوط الحمر فضلاً عن خلوها من اللافتات الحزبية وان استغلتها بعض الاطراف لتحقيق بعض المآرب الدعائية أو الشخصية ولكن لا بأس فالمهم ان يسمع المسؤول صوت المواطن الذي حان الوقت ليخرج من دور الكومبارس الى دور البطل صانع التغيير ذلك المواطن الذي هو كائن حي يشعر بالحر والبرد والجوع ويريد ان يرى افعال المسؤول لا اقواله المثالية في متحف الشمع فهو يعتقد انه ما اضعف صوت الضمير حين تصيح المعدة !
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)