لا اجرؤ على تخيل مشهد جر رجل في 74من عمره الى حبل يلف رقبته حتى الموت وانا اكره كل مشاهد الدماء والقتل حتى ولو اتت في افلام سينمائية.فأخفي وجهي او اعلن جهارا لاصدقائي لا تحسبوا حسابي في فيلم سينمائي يتضمن مشاهد عنيفة..
ربما لأنني ابنة جيل حرب لبنان ,جيل القصف والتفجير والكيدية في كل شيء حتى بالقتل ..وتقهرني فكرة
القتل بقوة القانون حتى لو كان المتهم قاتل ومجرم وجزار وارتكب جرائم انسانية وصفى احزاب وشارك في ابادات جماعية وارتكب ما لا يرتكبه بشر او حتى حجر ..
لا القاتل.. لا يقتل القاتل يحاسب يعاقب يعالج ولكن لا يقتل بقوة اي قانون والقانون لا يجب ان يحلل الموت حتى ولو جاء لقاتل ..
اصدرت المحكمة العليا العراقية حكما باعدام وزير الخارجية العراقي السابق طارق عزيز واربعة مدانين اخرين لارتكاب جرائم ضد الانسانية..طبعا ان اصغر مرتكب لجريمة ضد اصغر انسان في هذه العالم الذي بدا يخلو من معناه الانساني يجب محاسبته وبحزم ويجب ان تبسط الدولة ذراعها وسيادتها على ارضها وتطبق القانون وتردع المخالفات والجرائم على اختلافها..لا شك ان الرجل يحمل مسؤولية حقبة مضت في تاريخ العراق ولكن الرجل سبق وسلم نفسه للقوات الاميركية في 2003 وجرى تسليمه لسلطات السجون العراقية هذا العام وهو ينفذ احكاما في السجن الطويل وهو على فراش المرض..
ويرى محامي عزيز ان الحكم هو قرار سياسي وليس قانوني حتى ان عزيز توقع ان لا يخرج من السجن الا بعد قتله..
بين العراق ولبنان ألم واحد يعصر قلبا البلدين وللعبرة لم يأت اسلوب لبنان بختم ملف الحرب بالعفو عن مجرميها حلا مناسبا للمجتمع الذي قتل مائة الف من اهله و لن تأتي اي سياسة فيها شيء من الكيدية لتختم تاريخ اسود من قلب العراق..
طريق السلام لا يمر لا عبر عفو ولا عبر حبل مشنقة يجر اليها رجل عجوز مريض حتى الموت...
طريق السلام الحقيقي يمر عبر محاسبة المجرمين بروح من التسامح واليد الممدودة لغلق فصل اسود في كتاب عريق وقانون يجب ان لا يلف رقبة رجل عجوز حتى الموت
التعليقات (0)