جاء انتخاب شمخاني لأمانة مجلس الأمن القومي الإيراني ليصبح أول أحوازي ينتخب لهذا المنصب ليس فقط في عمر النظام الإيراني بل يحدث هذا لأول مرة في تأريخ الدولة الإيرانية الحدديثة برمتها حيث يُقلّد أحوازي لمنصب رفيع كهذا رغم أنّ هنالك الكثير من علامات الإستفهام تدور حول شخصية شمخاني وانتماءاته الأحوازية بين الأحوازيين ورغم أنّ هنالك أصحاب الولاءات و الكثير من أصحاب السير الذاتية المليئة بالتضحيات من أجل النظام الإيراني إلا أن اختيار شمخاني يشير الى دلالات مهمة تنبع من المرحلة الحساسة التي تمر بها منطقة الأحواز بالنسبة لنظام الملالي في إيران و أيضاً وجود شخص مثل شمخاني يمتلك مؤهلات لربط الأحواز بإيران بعد حدوث تصدعات نتيجة تنامي الشعور القومي الأحوازي في الجيل الصاعد هناك.
قبل إختيار شمخاني لهذا المنصب بفترة كان قد زار الأخيرالمنطقة و قد وجّه انتقادات لاذعة بسبب الإهمال الذي تواجهه مدن أحوازية من قبل السلطات مؤكداً في أحد اللقاءات مع النخب الأحوازية أنّ السبيل الوحيد لمعالجة المشاكل الأمنية في المنطقة هو مواجهة التمييز الذي يمارس ضد الأحوازيين وهذا يعني أنّ النظام كان قد يُعدّه لهذا المنصب قبل فترة من إعلان ترؤسه لمجلس الأمن القومي الإيراني.
فقد ذكر شمخاني في اللقاء المذكور مع جمع من النخب الأحوازية الذي أجراه في نهاية الشهر الماضي واصفاً المشاكل التي تواجه الأحواز والتي تتمثل بالفقر و البطالة ومشاكل إجتماعية و ثقافية.فالأهم برأيه محاربة الفقر والتمييز قائلاً؛ (ارفعوا التمييز و تحقير المواطنين فجميع المشاكل منها الدفع باتجاه الإنفصال ستزال فور إزالة هذه المشاكل) مشيراً الى مشاريع عبثية تقام منها بث قناة باسم قناة الأهواز دون النظر بما يعانيه المواطنون من مشاكل يومية . هذا أول إعتراف صريح يأتي من مسؤول رفيع قد شغل مناصب حكومية عدة منها في الحرس الثوري والقوات المسلحة و وزيراً للدفاع في نظام ولاية الفقيه الإيرانية بما يعانيه الشعب الأحوازي من انتهاكات لحقوقه القومية المشروعة.
كما قلنا أنّ تعيين شمخاني لمنصب أمين مجلس الأمن القومي الإيراني وهو من أعلى المناصب الأمنية في البلاد جاء تعيينه هذا بعد شهر واحد من انتقاداته لما يعانيه الأحوازيين من اضطهاد وتمييز قومي في مناطقهم فهل جاء تعيينه لمعالجة المشاكل هناك و إجراء مصالحة شاملة بين السلطة وسكان مناطق الأحواز التي كانت ولا زالت تشكل صداعاً أمنياً مزمناً بالنسبة للسلطات الإيرانية أم أنه تلميع لصورة النظام في تلك المناطق وأنّ الكفة على ما يبدو تميل الى هذا الإتجاه بسبب تأريخ شمخاني الدموي في منطقة الأحواز والتي راح ضحيتها العديد من أبناء المنطقة عندما كان الأخير مسؤلاً رفيعاً في الحرس الثوري وذلك إثر مطالبتهم السلمية في مجزرة المحمرة في ثمانينات القرن الماضي وحتى الحرب العراقية الإيرانية ودوره في الحرس في الإعدامات الميدانية بحق الأحوازيين.
- See more at: http://www.cdi-iran.org/Article/12468-%D8%AA%D8%A8%D8%B9%DB%8C%D8%B6_%D9%88_%D8%AA%D8%AD%D9%82%DB%8C%D8%B1_%D8%B1%D8%A7_%D8%A8%D8%B1%D8%AF%D8%A7%D8%B1%DB%8C%D8%AF_%D9%85%D8%B4%DA%A9%D9%84_%D8%AE%D9%88%D8%B2%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86_%D8%AD%D9%84_%D9%85%DB%8C_%D8%B4%D9%88%D8%AF#sthash.hIcECrI4.dpuf
التعليقات (0)