شكرا لمن يقرأ هذا المقال
مختارات من أقوال الكاتب والمفكر السعودي عبد الله القصيمي،
يقول المفكر عبدالله القصيمي.............
إيماني بالله والأنبياء والأديان ليس موضوع خلاف بيني وبين نفسي أو بيني وبين تفكيري. ولا ينبغي أن يكون موضوع خلاف بيني وبين قرائي.. ولو أردت من نفسي وعقلي أن يشكا لما استطاعا، ولو أرادا مني أن أشك لما استطعت. ولو أني نفيت إيماني لما صدقت أقوالي. فشعوري أقوى من كل أفعالي !
إن الحقائق الكبرى لا تسقطها الألفاظ, كذلك الإيمان بالله والأنبياء والأديان من الحقائق القوية التي لا يمكن أن تضعفها أو تشك فيها الكلمات التي قد تجيء غامضة أو عاجزة أو حادة لأن فورة من الحماس قد أطلقتها. إن إيماني يساوي: انا موجود، إذن أنا مؤمن. أنا أفكر, إذن أنا مؤمن. أنا إنسان إذن أنا مؤمن
ومن جهة ثانية يتساءل (القصيمي) في كتابه , لماذا كل هذه السطوة للأساطير والنظريات على فكر الإنسان وعقله ووجدانه وخياله وكل ما يرتبط به, حتى أن أسخف النظريات والعقائد الفكرية تبقى مسيطرة عليه سيطرة كاملة, تفقده مجرد التفكير في جدواها ومدى ملاءمتها للواقع والعصر وضرورات التطور, ويرجع القصيمي السبب في ذلك إلى إنها تتوالد وتتكاثر في المخيال الثقافي التراثي والذهني للمجتمات وتكون محاطة بالضرورة بالسحر وعادةً ما يستحيل ترجمتها إلى واقع ملموس حيث يقول : إن الناس قد يتمنون غائباً هو أسوأ , فراراً من حاضر هو أقل سوءاً , لأنهم في العادة لا يعدلون في المقارنة بين الألم الموجود والألم الذي سوف يوجد , بل إنهم لا يقبلون مثل هذه المقارنة , إن احساسهم مركز على الحالة الموجودة دون الحالة المنتظرة , ولهذا فإن أكثر العقائد والمذاهب بقاءً على الزمن , واستغواء للنفوس, هي أسخفها وأكثرها استحالة لأنها لا تتحول إلى واقع يجردها من سحرها, ويحولها إلى مشكلة تصنع الألم للمؤمنين بها والمتعاملين عليها, دون أن تظل أملاً خلاباً,.
ولذلك يجد الإنسان ضرورة ملحة على مدار الزمن لاختراع الأساطير والأوهام وجملة من النظريات والعقائد , وقد ينسجها تارةً من الخيال , وتارةً أخرى من خيوط الوهم , وتارةً ثالثة من العدم والمستحيل , ليبقى متشبثاً بأمل قد يتراءى له في نهاية المطاف من خلال السراب , وليبقى متعلقاً على المستوى النفسي والتخيلي بنهايات تنتشله من عذاباته الحالية , وليس بالضرورة أن يعمل في سبيل أن تتحقق أمامه , بقدر ما تغنيه ذاتياً عن التفكير بحدوثها واقعاً ملموساً , ولتبقى تتراقص في أعماقه كأمنيات جذلى بمكنوناتها الافتراضية , وفي هذا المعنى يشير المفكر القصيمي إشارة بليغة, حيث يقول في كتابه :
إن الإنسان حتماً محتاج إلى أن يتجاوز نفسه ووضعه , إنه لا يستطيع أن يعيش محبوساً داخل حدود ذاته وواقعه , وإلا لاختنق , إنه دائماً أكبر من ذاته وواقعه, إنه يتجاوز حدوده الذاتية والواقعية بالشعر والنظريات, والعقائد, والإنسان ليس كاذباً ولا ضالاً حينما يقول ما لا يستطيع أن يلتزم , كما أنه ليس كاذباً ولا ضالاً حينما يقول الشعر والأغاني , ويسمعها ويطرب لها دون أن يحياها , إن الشعر والغناء, والعقائد والنظريات المستحيلة التطبيق , هي الجسور النفسية التي يعبر عليها البشر ذواتهم إلى غير ما شيء, يعبرونها إلى الفضاء البعيد لتتحرك في آمالهم ونظرياتهم بلا حدود ولا حواجز حتى تموت بكبرياء بهذا التيه النفسي المملوء بالأشباح , وبالأحزان , وبالدموع , وبالآلهة , وبالمعلمين المتعبين الصارخين في الظلام بلغات كل البداوة , بهذا التيه المملوء بالسحر وبالتهاويل , إن خيالات البشر ومذاهبهم الكاذبة هي التعويض الطبيعي عن عجزهم الذي يعذبهم ويحاصرهم , كلما أرادوا أو تحركوا , وقد حاول الإنسان أن يفك هذا الحصار عن نفسه بالكذب العقلي على حياته , لقد عجزَ أن يكون كما يريد فراح يفكر كما يريد,.
وليس أكثر سوءاً من أن يبقى الإنسان هارباً طوال الوقت إلى الأوهام والأساطير والنظريات المخادعة والثقافات المعتلة والعقائد المسكونة بفنتازيا السحر وإلى عالم المنقولات الماضوية ذات الصبغة النقلية الجماعية , يقتات منها وجوده , ويبني عليها حياته , ويستفرغ فيها آلامه وعذاباته وأحلامه , وينتشي بها غناءً وتطرباً , ويستولد منها احتياجاته النفسية الكثيرة , ويصنع منها أسواراً عالية تسد عليه منافذ الهواء والضوء , ويتماهى معها حد الذوبان والتيه والفراغ , ويتخندق خلفها دفاعاً عن وجوده الظاهري , ويحارب بها الآخرين , ويقيم من تهويماتها سرادقَ للحزن والبكاء والعويل , ويتخشب واقفاً في عوالمها رافضاً التغيير, وفي غمار كل تلك الأشياء ومعها ينشأ الإنسان مؤمناً إيماناً مخلصاً وخالصاً بقيمتها المطلقة في حياته ووجوده ونفسيته وعقله وشعوره , فلا يتجرأ على تدميرها ونسفها أو تغييرها , ليصنع من حطامها المتناثر عالماً آخر يتخلق في تماهياته مع الواقع
لا تترك الغيبيات أية فرصة للفلسفة أو المنطق السليم لفهم الأمور وتفسيرها عقلانيا في بلاد المسلمين. يحصل كل شيء وفق الإرادة الإلهية، كل شيء كان مسطرا، مكتوبا،مُشاء . فالفيضانات والزلازل وأسراب الجراد المتلفة للمحاصيل والحروب الأهلية وتدافع الناس وموت المئات منهم أثناء رميهم للشيطان بالحجارة في موسم الحج ... كلها من مشيئة الله. حتى داء الايدز، لم ير فيه بعض الأطباء سوى غضب الله المسلط على عباده الزانين والمثليين ومتعاطيي الكوكايين. إذا تكلم الطبيب المؤسلم فكأن الفقيه هو الذي يتكلم فيه وليس ضميره أو علمه. حتى العوام اقتنعوا أنه ليس هو الذي يشفيهم إن مرضوا وإنما الله ربّ العالمين.
وهذه ايضا مختارات اخري من كتاب أيها العقل من رآك؟ للكاتب والمفكر السعودي عبد الله القصيمي،
العقيدة غير المتغيِّرة ميتة لأن الحياة تغيُّر دائم؛ والذي لا يغيِّر عقيدته هو إنسان يحيا بلا عقيدة.
عقائد الإنسان ومُثُله التي آمن بها حينما كان يروِّعه خسوف القمر لا يمكن أن تظل هي عقائده ومُثُله بعد أن أصبح يصنع الأقمار ويغزو الفضاء.
ليس بين الموجودات كلِّها من يصنع الخرافة ويصدِّقها أو يعيشها غير الإنسان الذي هو وحده صانع الحضارة وصانع العبقرية وهادم الخرافة.
لو كان نبيٌّ مصابًا بالبَرَص، بُعِثَ إلى قوم من البُرْص، لكانت الإصابة بهذا الداء شرطًا من شروط الإيمان بالله!
إننا لا نعادي المخالفين لنا لأنهم ضد الفضيلة أو ضد الإيمان والحق، ولكن لأنهم ضدنا. إنهم مخطئون لأن إرادتهم ومصالحهم تُناقِض مصالحنا وإرادتنا.
إن الخلاف بين الشعوب والأفراد ليس على المذهب والتفكير، ولكن على الكينونة والإرادة.
كيف يستوعب العقل البشري أن الآلهة تغضب على الذين يضحكون ويفرحون وترضى عمَّن يحزنون ويبكون؟!
إن صفات آلهة الإنسان موجودة في ذات الإنسان، لا في ذات الآلهة.
ما أكثر المؤمنين الذين يرتكبون جميع ما يستطيعون من معاصٍ، معتمدين على التوبة في آخر المطاف، أو معتمدين على سعة المغفرة.
أقوى الناس اشتهاءً للدنيا هم مَن أبدعوا أقوى الأوصاف وأكثرها تعريةً وفضحًا لشهوات الآخرة. لقد جاءوا بأبذأ الأساليب في التشويق إلى اللذات المنتظرة هناك. والذين كانوا شعراء في وصفهم لنساء الآخرة كانوا حتمًا شهوانيين جدًّا في أشواقهم نحو نساء الدنيا. لقد اشتهوا ما هنا فوصفوا كشعراء ما هنالك.
إن الله لا يريد أن نكون وحدنا مؤمنين، ويكون غيرُنا كافرين – يفعلون هم الشهوات والعبقرية المحرَّمة والإبداع والحياة، ونفعل نحن الفضائل للموت والطاعة والخوف؛ يفعلون هم الحضارة، ونفعل نحن المواعظ والأنبياء.
حينما نشتبك في مناقشات ومبارزات جدلية لا نستعمل في الحقيقة عقولنا، وإنما نستعمل أعصابنا وتوتراتنا – أيدينا من بعيد. إن من يقاتل بعقله إنما هو يقاتل بيديه اللتين أخفاهما وراء كلماته.
لم تكن أديان البشر وأفكارهم وآلهتهم تعبيرًا عن خوفهم من الكون ومن محاولاتهم لتفسيرها والتناسق معه، بل لقد كان تعبيرًا عن خوفهم من أنفسهم ومن محاولاتهم لتفسيرها والتناسق معها.
إن اختلاف الناس في الآراء والمعتقدات لا يعني اختلافهم في تفسيرهم للكون، وإنما يعني اختلافهم في تفسير أنفسهم.
منطق الإنسان هو منطق الإرادة كما ينبغي. أما منطق الكون فهو منطق الشيء كما هو.
نحن نفاخر أهل الأرض في أننا وحدنا الموحِّدون الذين يعبدون إلهًا واحدًا، كبيرًا جدًا، لا نُشرِك به أحدًا. ولكن ما أكثر الأصنام التي نعبد، ما أكثر أصنامنا! الذي نحتاج ان نحطمها
ليس الذي يصلِّي للشمس أو الوثن أو الأحجار أو الحيوانات أعظم شِركًا من الذي يصلِّي لفكر ومفهوم واسم ديني او لأحد الموتى البعيدين عنَّا جدًّا.
العقل لم يُستشَر في الأديان، وإنما أُخِذَتْ بالتلقين والتتابع. فالذين يولدون في أيِّ دين يكونون من أهله.
إنك، إذا استعملت منطقك ضد إنسان، فأنت تريد أن تقتله أو تسبَّه أو تهزمه، ولست تريد أن تعلِّمه. إنك حينذاك شاتم، لا معلِّم.
الناس في زماننا يعتقدون، ثم لا يفكرون، أو يفكرون فيما يجعلهم لا يفكرون.
لو كانت الأديان خاضعة لحكم العقل لضاقت الخلافاتُ فيما بينها وتناقصتْ، أو لتداخلتْ وتوحَّدتْ كلُّها في دين واحد كالذي حدث في الموضوعات الصناعية والعلمية التي ابتكرها العقل؛ أو لوجدنا المؤمن يخرج من دين إلى دين بالسعة والسهولة التي ينتقل بها من فكر إلى فكر، من موضع إلى موضع.
الأديان لا تنتصر إلا في المعارك التي تتجنبها. فهي لا تحارب بالعقل ولا تحارب العقل، أي لا تدخل مع العقل في معارك حرة – ولهذا ظلت منتصرة!
إن السماء، لو أرسلت لنا كلَّ أنبيائها ينهوننا عن الإيمان ويحرِّمون علينا كلَّ عبادة، لعصينا كلَّ الأنبياء وبقينا نؤمن ونصلِّي ونتعبد. فالعبادة استفراغ روحي، وعملية جنسية تؤديها الروح لحسابها، لا لحساب الآلهة.
أردنا، فتصورنا، فاعتقدنا، فاقتنعنا.
العقل يتغيَّر لأنه شيء قوي. فالشيء القوي لا يثبت على حال. والقوي أكثر تغيُّرًا من الضعيف وغير الشيء. غير الموجود هو الدائم الثبات، لأنه لاشيء.
تناقُض العقل ليس ضعفًا فيه، لكنه يعني أنه يعمل في عدة ميادين وينظر إلى كلِّ الجهات. والعقل هو الذي يدرك تناقض العقل. فالتناقض وإدراك التناقض أسلوبان عقليان. وهو يدرك سخف العقل وهزائمه. العقل، ناقدًا ومنقودًا، هو كلُّ المعرفة.
أنت ومخالفك، كلٌّ منكما يرى ما لديه هو المنطق، كلٌّ منكما يرى شيطانه هو القديس، كلٌّ منكما يرى الله معه وحده.
عبدالله القصيمي: شخصية حيرت كل من أطلع عليها او سمع عنها وحياة وموت هذا المفكر الذي قيل عنه اكثر من مرة لو ان الاجيال العربية درست القصيمي في المدارس لدخلنا عصر الحداثة،
مات عبد الله القصيمي ودفن سرا في الصحراء....
سرا جاء بدون توقع..
وسرا عاد بدون توقع..
وترك لنا الدهشة والانتظار...
انتظار ان يعود لنا يوما دون توقع من حافة هذه الصحراء، ومن قلب السراب،
حيث لا نتوقع ظهور أحد.
عادة الزهور لا تَتكلمُ مع البذور. ولكني أحاول .. من يدري؟ ربما يسمعني فجأة شخص ما منكم.. ربما يبدأ شخص بالرؤية.. ربما يتعلم شخص ما فن اليقظة وهذا الدين "الفن" الوحيد الذي أعرفه.
تعبيق:
بات الدين ومع مرور الأيام مجرد وسيلة لفرض الهيمنة على المجتمعات... هيمنة يستخدمها الغير للسيطرة على زمام الأمور ( سياسية أو فكرية .. الخ)، ووسيلة لكتم الأنفس بدلاً من صعودها ونزولها بشكل طبيعي، وبات وسيلة لكتم أو منع أي شيء مناهض لسياسة جماعة معينة أو معارضٍ لتفكيرهم وأسلوب سيرهم.
فاليوم نجد أن أبراجاً تدمر بساكنيها، وأناساً يهجرون من أراضيهم تحت اسم الوطن الموعود ودينهم المختار، وهناك من يجلدون ويقتلون تحت اسم الشريعة ومخالفتها، في حين اختفت النساء خلف عباءاتهم ساكنين جحوراً فكرية وعقلية صنعها المجتمع والأفراد تحت عناوين مختلفة منها الأخلاق التي قال الدين عنها وفسروها وفق أهوائهم.
لكن السؤال الذي يكمن هنا ... أين سلطة العقل من كل هذا؟
فالعقل هنا نراه مغيباً تماماً، وبات متبوعاً لسلطات بشرية تسير ما أنزل من الله وفق أهوائها، وتحلل ما تشاء وتكفر من تشاء باسم الله والدين وبات هناك أشخاص يطبقون شريعة الله على الأفراد تحت أسماء مختلفة كـ ( سلطة الأمر بالمعروف – تنظيمات الإسلامية – وولاية الفقيه) وغيرها التي حكرت اسم الله وتعليماته وفق أهوائها وتشريعاتها.
فهذا العقل الذي وهبنا الله إياه لنفكر به ونحتار ما هو صحيح وما هو خاطئ وأعطانا الفرصة لنخطئ كي نتعلم من أخطائنا ولغفر لنا ما قمنا به لا أن يعاقبنا البشر أمثالنا بالعصا والرجم والقتل بمختلف الطرق لكوننا أخطئنا أو خالفنا التعاليم السماوية التي انزلها الله بكتبه السماوية المختلفة، فضلاً أن الله عندما أراد أن يهدي البشر أرسل لهم الرسل ليهديهم وليوجههم نحو الطريق الحق ألا وهو طريق التوحيد أي انه اتبع معهم طريق المنطق ولغة التخاطب مع العقل وترك لهم في النهاية حرية الخيار ووعدهم بالأحسن إذا اهتدوا وبالسيئ إذا كفروا وكانوا ظلاماً لأنفسهم وللآخرين ... أي انه لم يأتي بعصا يقتل ويجلد ويذبح ويدهس من يخالفه بشكل همجي كما تقوم بعض الجماعات من متخلف الأديان والمذاهب...
أي أنني هنا أريد أن أصل لنتيجة مفادها ... أن الله ميزنا عن باقي مخلوقاته بالعقل ... وطلب منا فهم رسائله والتواصل معه عبر هذه الميزة التي ميزنها بها ... لا أن نقول بإلغائها من خلال التبعية للأخر وفرض مايرده علينا وإبعادنا عن طريق الله الحق ألا وهو طريق التوحيد...
وليس أكثر سوءاً من أن يبقى الإنسان هارباً طوال الوقت إلى الأوهام والأساطير والنظريات المخادعة والثقافات المعتلة والعقائد المسكونة بفنتازيا السحر وإلى عالم المنقولات الماضوية ذات الصبغة النقلية الجماعية , يقتات منها وجوده , ويبني عليها حياته , ويستفرغ فيها آلامه وعذاباته وأحلامه
عليك أن تُدرك بعُمق ماذا يعني التديّن الحقيقي... ماذا يعني الإيمان بالله... ماذا يعني: الذين آمنوا وعملوا الصّالحات....التديّن هو الامتنان والشكر للوجود الذي أعطاك الكثير دون مقابل
لا تقوم الديانة الكاملة بمجرد نظر البشر لله، وتقديم العبادة له، بل بنظر الله أيضاً للبشر وإعلان نفسه لهم، ليكون الاقتراب بين الله وبينهم متبادَلاً، خصوصاً وأن الإنسان يحتاج لاقتراب الله إليه أكثر جداً مما يحتاج الله لاقتراب البشر له. فينبغي أن يخاطب الله البشر قبل أن يخاطبوه هم.
الدّينُ السطحيّ يمنعك من أن تكونَ مُتديّناً ومؤمناً... يُرسلك إلى المعبد، إلى المسجد، إلى الكنيسة، يُعلّمك كيف تتظاهر بالصلاة إلى إلهٍ افتراضي من صُنع الفكر...
المعبد الحقيقي هو جسمك وكل ما حولك من طبيعة.... تحت النجوم، تحت الشجرة الخضراء، على شاطئ البحر...
المعبد الحقيقي في كل مكان، والإله الحقيقي في كل مكان وكل مقام... في العهد القديم والجديد ... الرب والله ويهوا . ... هم واحد الله فوق المكان وفوق الزمان...
إنه الحيّ... الوَعيُ والواعي بداخلك...
فاينما توجهت فهنالك وجه الله
فلا تقل الله في قلبي ولكن قل أنا في قلب الله
تغمر بمحبه كونيه
تبعد عنك الأنانية
فتتحول الى نيه
لهذا قيل انما الأعمال بالنيات ولكل امرؤ ما نوى
لأنه من كانت نيته مع الله لله بالله فلن يضره أي من مخلوقات الله
فيقيني يقيني
إن الأنبياء جميعاً لم يأتوا إلى العالم لينشئوا أحزاباً أو جماعات أو فرق .. بل أتوا بكلمة الحياة والمحبة .. ولكن البشر وجدوا أن من الأسهل عليهم أن يقيموا معابد الحجارة وأن يلتجئوا إليها بدلاً من أن يحيوا بكلمات الأنبياء وبدلاً من إقامة وبناء المساجد في داخل قلوبنا تسارعنا في بناء وتشييد المساجد على الأرض .. وبذلك بقينا في كل شئ ظاهريين بعيدين عن جوهر الدين متناسين الشروط التي يجب اتباعها لكي نشعر بوجود الخالق معنا ..
لن يذوق الإنسان طعم السعادة الحقة مادام يبحث عن الله خارج قلبه .. إذ أن السعادة الحقيقية هي في اكتشاف الروح الذي في داخلنا وأنها قبس من روح الله .
إنك لا تحتاج إلى التنقّل من دين إلى دين ومن معبد إلى معبد، ولا تحتاج لأن تعبد آلهةً معيّنة أو أصناماً مادّية أو فكرية...
لا تحتاج لأن تعبُد عباراتٍ مُبهَمة لها آلاف الشروح والتفاسير المختلفة المتناقضة....
فالعبادة الحقيقية تكون لله وحده لا شريك له... الله الموجود في كل السماوات والأرض... والذي انطوى في قلوب عباده الصالحين...
يكمن اكتمال الدين والعقيدة في أن يجد الإنسان طريقه إلى إدراك الله وكلّ ما هو ضروري لجعله إنساناً كاملاً، وإنسان بحياة متكاملة كلياً، وإنسان بذكاء فائق وإبداع وحكمة وسلام وسعادة.
وأخيرا لا بدَّ لنا هنا من التنبيه إلى أن مصادر هذا المقال ومراجعه كانت كثيرة ومتشعبة، مما يصعب علينا ذكرها جميعًا. لذا نقدِّم اعتذارنا سلفًا لكلِّ مَن اقتبسنا منه ولم نذكر اسمه أو عنوان كتابه أو مقاله
تحياتي للجميع
التعليقات (0)