مواضيع اليوم

شكرا خليفة

ماءالعينين بوية

2015-08-15 19:46:53

0

 

 

 

 


 

 

 

 

 

 

 


 




شكرا خليفة

كثيرا ما كنا نسمع أن الإخوة المجاهدين في أفغانستان توحدوا في طرد السوفيات، لكنهم اختلفوا فيما بعد في حكم البلاد، فضاعت في تيه سنوات من الحروب الأهلية و الفوضى، و التي تعيش آثارها إلى حد الآن نسبيا.

شكرا خليفة، وسم ترفعه قناة عدن الفضائية التابعة للرئيس اليمني هادي، أولى للقناة كتابة شكرا محمد، قبلها رفعت بنغازي أعلام الدول المشاركة في دحر قوات القذافي الزاحفة نحو المدينة، فرح الثوار كثيرا بنجدة العرب لهم و الغرب كذلك، فرحة لم تدم طويلا، فالثوار المنضوون تحت جماعات مختلفة سياسيا و ايديولوجيا، ما لبثوا أن تصارعوا في ما بينهم و حولوا البلاد إلى ساحة حرب أهلية، تناحر يغذيه اختلاف مصالح و أهداف  الدول الداعمة، إنها فاتورة الولاء لكل جماعة حظيت بدعم إحدى الدول اللاعبة في المنطقة، من هنا كانت ليبيا في عهدة حكومتين و جيشين، لم يكتب لهما الصلح إلى الساعة، إسلاميون و إخوان بدعم من قطر و تركيا، و ليبراليون و مناصرون للنظام السابق و قبليون تدعمهم الإمارات و مصر و دول أخرى....

خلال ما يسمى بالربيع العربي، توثبت الإمارات جهرا لمقارعة الإخوان في مواقع عدة، في مصر و في الإمارات نفسها و في اليمن و لبييا، استطاعت الدولة بدعمها للسيسي الإنقلاب على الشرعية و الحكم المدني في مصر، أفقدها هذا التدخل رصيدا اكتسبته مع سنوات زايد الماضية، تدخلت الدولة أيضا بشكل سلبي في اليمن كما تفيد تقارير، و أعانت صالح من خلال ابنه للعودة إلى السلطة انطلاقا من دعم الحوثيين و افساح المجال لهم لضرب محسن الأحمر و  الحزب الإخواني ، غير أن الخطة الإماراتية، أغرقت البلاد و أتت بنتائج عكسية، فاليمن بات تحت نفوذ طهران لا أبوظبي.

وصول سلمان إلى الحكم،  و انطلاق عملية عاصفة الحزم  و ما تبعها من مسميات، حمل الدولة الإماراتية من جديد إلى الواجهة، و لكن بشكل آخر و متناقض، فالدولة الآن و مع  عملية السهم الذهبي و تقدم أنصار هادي و الحراك الجنوبي أو ما يسميه الإعلام الداعم للتحالف و لهادي بالمقاومة الشعبية، ساهمت بشكل فعال في هذا النصر و في دحر الحوثيين و أنصار صالح إلى الشمال، فلماذا غيرت الإمارات من أجندتها، من داعمة لصالح في الخفاء، إلى داعمة لهادي في العلن؟

البعض يري في أطماع الإمارات في الإستحواذ على ميناء عدن الاستراتيجي، سببا في اندفاع الدولة في دعم التقدم البري لأنصار هادي، على عكس تباطؤها في بدايات عاصفة الحزم، قد يصدق التكهن مع استتباب الأمر في اليمن و جنوح البلاد إلى الاستقرار، وهذا أمر قد يحدث في حالتين، إما تقدم أنصار هادي حتى دخول صنعاء و حصر الحوثيين في صعدة كما كان عليه الحال سابقا، أو في تصالح الفريقين على تشارك الحكم أو حتى انفصال الجنوب عن الشمال.

بالنظر إلى القوى و الجماعات المؤيدة لهادي ، فهي مكونة من الحراك الجنوبي و أنصار الاستقلال و المعارضة الشمالية الممثلة في اللقاء المشترك و  السلفيين و التجمع الإخواني، إضافة إلى القبائل و مكونات ترى  الخطر في الحوثيين و تقدمهم. هل يجمع كل هؤلاء نفس البوصلة؟

الحالة اليمنية في وضعها الراهن تجمع الحالتين الليبية و السورية  كذلك، جماعة يمنية يدعمها تحالف عربي و بغطاء دولي تتقدم ضد جماعة مدعومة من إيران على خلاف الحالة الليبية حيث القذافي كان معزولا و لا أحد يدعمه، الطائفتان يصعب عليهما النصر التام، و إن استمر الإقتتال مع غياب مساومات و توافقات خارجية، فاليمن كما سوريا ، قد تغرق سنوات في أتون حرب لن يعرف فيها المنتصر و لا المغلوب، غير أن التقدم السريع لأنصار هادي، يرجح إمكانية توافق خارجي، تحدث عنه صحفيون و محللون حين قالوا اليمن للسعودية مقابل الإتفاق النووي أو مقابل سوريا لإيران، و حتى و إن تمكنت قوات هادي من النصر و الاستيلاء على السلطة، فهي أمام رهانات عدة، ضعف حكومة هادي و سلطته مقابل سلطة اللقادة الميدانيين و أطماعهم، اختلاف أجندة الأطراف المنتصرة بين من يريد الإنفصال بالجنوب و من هو يحظى بدعم سعودي و آخر قطري  و آخر اماراتي..... فهل ستظل قناة عدن التلفزيونية بعد مدة ليست بالبعيدة ترفع شعار شكرا خليفة؟

ماءالعينين بوية

كاتب من المغرب








التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات