بقلم:محمد أبو علان
شخصيات سياسية وأمنية فلسطينية أنكرت على مدار العامين الماضيين وجود تعذيب لمعتقلي "حماس" في سجون الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية، وإن حالات التعذيب التي تتم في السجون هي عبارة عن تجاوزات فردية من قبل بعض عناصر هذه الأجهزة الأمنية.
وكالة الأنباء الأمريكية (AP) تحدثت في تقرير لها نشر بالأمس بعد زيارتها لمعتقلين من حركة "حماس" في سجون الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية عن توقف التعذيب في هذه السجون، وتحدث التقرير عن "انتهاء ممارسات منهجية استمرت لمدة عامين".
المواطن الفلسطيني لم يكن بحاجة لتقرير الوكالة الأمريكية لتؤكد له وجود تعذيب في سجون الأجهزة الأمنية الفلسطينية، فالمؤسسات الحقوقية الفلسطينية التي تحظى بثقة الشارع الفلسطيني نشرت تقارير دورية طوال العامين الماضيين عن عمليات التعذيب في سجون الأجهزة الأمنية سواء كان في الضفة الغربية أو في قطاع غزة.
هذا المنطق في التعامل مع هذه القضية فيه الكثير من الاستخفاف بعقل المواطن الفلسطيني سواء كان من قبل السياسيين أو الأمنيين في المؤسسة الفلسطينية، ومن قبل بعض الجهات الإعلامية الفلسطينية التي صمتت عن عمليات التعذيب طوال العاميين الماضيين لتأتي وتتلقف تقرير الوكالة الأمريكية وتبرزه في عناوينها الرئيسة، وتشبعه تحليل وغزل دون خجل من صمتها عن الموضوع في المرحلة السابقة.
بعد هذا لا نملك غير الشكر لوكالة الأنباء الأمريكية التي حركت المياه الراكدة في قضية على قدر كبير من الأهمية على الصعيد الفلسطيني، ونأمل من بعض وسائل الإعلام الفلسطينية استخلاص العبر، وأخذ دورها الحقيقي في نقل الحقيقية على الرغم من مرارتها، والتوقف عن التعامل مع انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني في شقي الوطن على قاعدة الاستقطاب السياسي.
moh-abuallan@hotmail.com
التعليقات (0)