مواضيع اليوم

شكراً لأنثى رقيقة أسمها الكويت

سلطان القحطاني

2009-04-29 09:04:16

0

شكراً لأنثى رقيقة أسمها الكويت

GMT 6:30:00 2009 الأربعاء 29 أبريل

سلطان السعد القحطاني


تسير نحو الكويت ولا يقودك سوى بوصلة القلب، وتشعر أنك كنت هنا قبلاً: إما غيمة أو قصيدة أو موالاً مجروح لقبطان وحيد في رحلة بحثه المضنية عن لؤلؤة لا يمكن لها أن توجد في مكان غير هذا المكان الآمن للعشق. ومع كل هذه الحيرة والتردد والترقب تكتشف إلى أي حد كنت وحيداً، تضرب في ظلمات الظلمات دون ضفة أو مقصد تريح على جسده تعبك وآلامك قبل أن تعرف هذه الأنثى الرقيقة التي سُميت في لوح قلبك المجنون: الكويت.
إنني لا أعرف كيف أشكر الكويت، ولا أحد منا يعرف كيف يشكر حبيبته على كل تلك الآمال والأحلام والآلام التي وهبته إياها خلال مسيرة القلب والحب. هل بين العشاق شكر على رعشة القلب من أجمل برد ناعم في التاريخ؟ أو على ارتجافة الحنين إلى حب يعرف ولا يُرى مثل كل أسرار هذا الكون العجائبية؟، وكل ما يسير فوق هذه الكرة الكونية التي تسبح في فضاء لا يمكن أن نتبين ماهيته!
قبل أسابيع كرمتني الكويت كأفضل صحافي شاب في العالم العربي للعام 2008، عبر ملتقى الإعلام العربي، في وقت كنت في أشد الحاجة إلى يد سماوية مثل هذه كي تهدد تعبي وتريح آلامي. وكي أكون صريحاً فإنها لو جاءت في وقت غير هذا لما كنت فرحاً بها كل هذا الفرح. لقد كانت الأشهر الماضية بالنسبة لي فترة عصيبة جداً ومضنية. كنت مثل جواد تعب من منحدرات العشب أو تعبت منه، أو مثل فارسٍ كانت هوايته اليومية صناعة المستحيل تلو الآخر فأصبح بالكاد يقوى على امتطاء خيل أحلامه. إن الأحلام هي التي تغذينا وكانت مشكلتي أنني لم أعد أحلم.
في تلك الأيام الفائتة كنت مثل ورقة في مهب الحزن. في قلبي نواح طويل وقد بلغت ألف عام من الألم فجأة دون أن أتمكن من ملاحظة ذلك. كانت شيخوخة طارئة. كنت مثل ورقة محروقة وكنت أمر بتجارب لم أخضها طوال عمر مضى وكان لزاما علي خوضها خلال أيام، ومررت بحواجز تستغرق سنوات أو قرون كي أتمكن من القفز فوقها، وكان لزاماً على قفزها بأسرع من رمشة عين أو أمل.
والمحزن في الأمر أو الجميل فيه أنني قررت القفز مزودا بجنوني ومغامرتي وعبثيتي، والنتيجة كانت كسوراً متعددة في أماكن كثيرة كان من أصعبها على الشفاء: كسور الروح والقلب.
قد لا أكون مبالغاً حين أقول أن للكويت أفضالاً كثيرة علي، ليس أقلها أنها وهبتني ذات صبيحة مطرزة بموسيقى "محمد عبد الوهاب" حباً حجازي النظرة والشفتين طار بي وطرت به حتى أخذتنا السماوات وأقواس سحبها العالية دون أن ندري. وحين تحين مرحلة القفص سيمضي كل طائر إلى مكانه، وسأظل وحيداً في سمائي مع سبق الإصرار والترصد واللهفة.
أعتقد أنني أشبه الكويت أو أنها تشبهني أو أننا كنا جسداً واحداً في حياة سابقة كما يقول بذلك سدنة نظرية تناسخ الأرواح. أو إن كنت متواضعا فعلي أن أقول أنني أشبه زوارقها التي يمكن أن تغيب شهرا أو دهراً لكنها تعرف في قرارة نفسها أنها عائدة لا محالة.
وهذا كان عزائي.. فمهما ابتعدت في رحلة طويلة أو غيبوبة تفرضها قوانين السماوات وأقدارها المخلوقة، فإنني أعود دائماً لأبهج المنتظرين، والمتشككين أيضاً، حاملاً صيدي من اللآلئ النفيسة أنثرها كما ينثر القرويون حبات الأرز على الفرسان العائدين من ساحة المعركة.
شكراً يا كويت، شكراً يا أجمل الحبيبات وآخرهن!
أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر ايلاف تسبب ملاحقه قانونيه




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !