الحمد لله والصلاة على رسول الله
يفوت علينا أيها الأحبة في دعائنا في خطبة الجمعة وغيرها أن نركز على المأساة الأكبر وعلى الأساس الأهم في واقعنا الذليل الذي نعيشه وهو تقصيرنا في التمسك الكامل بتعاليم ديننا,..... فنجد في أحيانٍ تقل أو تكثر –حتى في وقت لا تكون الأمة تعاني فيه من مأساة حالية من أعداء الدين- التركيز في الدعاء على الكفار وهلاكهم ونصرنا عليهم بدون أن يصاحبه بتركيز الدعاء لأمتنا بصلاح أحوالها وعودتها إلى التمسك الكامل بدينها وتوبتها وأوبتها من الذنوب التي هي أساس ذلنا وضعفنا وعجزنا عن إنقاذ إخواننا الذين يذبحون ويذلون في شتى بقاع الأرض.
فلو كانت الأمة حقا محققة لأسباب النصر والفلاح لما استأسد عليها الأعداء وتمكنوا منها, ولولا ما حصل من ضعف في أمتنا في تحقيق حقيقة التقوى لرُدَّ كيد الأعداء بسهولة ولما ضرنا تخطيطهم ومعاداتهم لنا حتى ولو بلغوا عنان السماء في القوة المادية والإمكانيات؛ قال تعالى (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا)"آل عمران:120".
بل إن مثل هذا التركيز في الدعاء على الأعداء بدون التركيز على دورنا الهام في تغيير ما بأنفسنا ليعود العز والنصر يُوَلِّدُ شعورا برضاً زائفٍ عن أنفسنا نحن أفراد الأمة بأننا لم نقصر وأن كل هذه الأمور المؤلمة سبب استمرارها هو الأعداء المجرمون, مع أنه حتى في جيل الصحابة العظماء رضوان الله عليهم كان الخطاب لهم في غزوة احد ذات الدروس الكبيرة بأن أساس الهزيمة هو من عند أنفسهم عندما قصرت فئة منهم وعصت أمر الرسول صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنَّى هذا قل هو من عند أنفسكم) الآية "آل عمران:165".
التعليقات (0)