شقشقة مدون!
ليس هنالك اصعب على الانسان اكثر من الابتلاء الجسدي الذي يمنعه من ممارسة افضل والذ الاعمال الروحية لديه كالقراءة والكتابة والتفكر والتأمل الخ من الاعمال والهوايات...فهي عذابات لا تنتهي الا بزوال مسبباتها،وكان اصابة العين بمرض بسيط امر متعبا لانه يفرض وضعا مؤقتا في عدم الرؤية الصحيحة وهو امر مزعج بحق خاصة في عدم التثبت بمدى الانتهاء منه والرجوع الى الحالة الاصلية! وهو ادى الى فرض التقليل من وقت الغير محدد للقراءة او الكتابة وهي من الامور الصعبة جدا على الذي تفرغ لهما منذ زمن بعيد واصبحت من العادات المتحكمة به دون ادنى قدرة على المقاومة لتعديل وضعها او تحديد قدرتها!.
المشاغل اليومية اصبحت من الكثافة وبخاصة اذا اضفنا اليها الاضافات التكنولوجية المستحدثة... فالكثير منها يستهلك الوقت بدرجة تضعف المقدرة البشرية عن صدها مما يعني ان لبعض المنعزلين عن الحياة العامة او الممتنعين عن استخدام ابسط الوسائل الجديدة،مبررات معقولة للتفرغ لما هو اهم من ذلك من قبيل نشر المعارف المحصلة او التفرغ لبناء الذات المسلوبة بفعل تلك التعقيدات المستحدثة والمستهلكة لها،كما ان وسائل المعرفة والاطلاع الجديدة اصبحت هي الاخرى معوقا اضافيا للكتابة بسبب كثرة النصوص المدونة التي تحتاج الرغبة الذاتية الملحة الى الاطلاع عليها بغية الاستفادة منها او نقدها بالرغم من المعرفة المسبقة بأنها تعوق وسائل كتابة النص المدون!.
كثرة المواقع المتخصصة والمستحدثة في الشبكة العنكبوتية من قبيل تنوع المواقع التثقيفية والتدوينية والاجتماعية اصبح من خلالها امر الاستحواذ عليها ولو من باب الاستطلاع اليومي امرا مهلكا بحق حتى اصبح ذلك العجز سمة سائدة بالرغم من سعة فراغ البعض!.
نعم ان تلك المواقع لها اهميتها في بناء استقلالية الفرد من القيود المفروضة عليه الا انها لم تصل الى درجة التدوين الحقيقي الذي يفرض على المرء دوافع وضغوط جديدة بغية اخراج النص في افضل حال والذي يكون ملائما لدوافع ورغبات الفرد المتنوعة...
اتمنى ان تنقضي تلك المحنة المؤقتة التي تمنع الانطلاق بلا قيود او بلا حدود لواقع الانسان وقيوده المتحكمة به الى عالم التدوين الرائع الذي هو مكمل لما نشأ عليه الباحثون وطلاب الحق والعدل في عالم لا يعترف الا بالقوة!...
التعليقات (0)