شفت مسائي !

علي جبار عطية
اسمع الكثير من التعليقات في الشارع خاصة اوقات الازدحامات وفي السيارة واعدها الناطق الرسمي لضمير هذا الشعب الذي مازال يصر على الحياة برغم كل الظروف المجهضة لآماله !واذا تجنبنا ذكر الانتقادات اللاذعة التي توجه الى السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية لانها تصل الى الشتيمة وتلمسنا التعليقات الفكهة لخرجنا بالكثير من الدروس والعبر فمن ذلك ماحدث قبل ايام قبل غروب الشمس اذ كانت سيارتنا عالقة في الازدحام مع عشرات السيارات بانتظار التفتيش في احدى نقاط السيطرة واذا بأحد الركاب يصيح :
(خير ان شاء الله ليش الطريق مسدود) فأجابه السائق بلهجة واثقة وكمحلل سياسي في فضائية مناوئة للعملية الديمقراطية : الا تعرف بان الارهابيين غيروا تكتيكهم فبدلاً من ان يكون نشاطهم مع بدء الصباح صار لهم شفت مسائي استلزم تغيير الخطة الامنية واعادة انتشار القوات الامنية بعد غروب الشمس !
ولما رأى انصاتنا له زاد قائلاً : (عمي ربك عرفوك بالعقل اشو اغلب التفجيرات تحدث في مناطق محروسة امنياً!(
لكن راكباً كان جالساً امامي قلب الموجة وصاح : (لاصايرة ولا دايرة) ثم قال : لقد ارسلت رصيداً بعشرة دولارات الى احد اصدقائي واخطأت في احد الارقام ووصلتني رسالة من فتاة تقول لي فيها (شكراً على الرصيد وبعد لاتسويها!(
رد احدهم : المفروض ان تعيد لك الرصيد طالما وصلها بالخطأ !
رد آخر : أخي الناس لاتعرف الحرام من الحلال.
وختم احدهم الحديث بنصيحة لهذا الشخص المنكوب قال له فيها وعلى الطريقة العراقية (خل تولي)!
وبعد اكثر من ساعة من الانتظار الممل تحرك السير وانتبهت الى روح الفكاهة والظرافة التي لم تغادرنا برغم كل المحن المتوالية هندسياً وآخرها خبر خصخصة قطاع الكهرباء التي تعني حرماننا من رؤية جابي الضرائب وعمال الكهرباء بملابسهم الزرق الانيقة وتصريحات المسؤولين عن ساعات تجهيز طويلة في الربيع طبعاً !!