شفايف وبناطيل

شفايف وبناطيل

ترغب المجتمعات في وجود فنٍ جميل ومحافظ بعيداً عن الإسفاف الأخلاقي واستعراض الأجساد الذي أصبح وسيلة جذب وإغراء في وسائل الإعلام المرئية , الفن شكل من أشكال الثقافة وصورة تعكس الواقع بمصداقية ووسيلة تواصل معرفي وحضاري ووسيلة دراسية تاريخية أيضاً لكن اليوم لم يعد كذلك فقد تحول لوسيلة عرض واستعراض وترويج للدعارة والانحراف , العالم العربي من محيطة لخليجية يٌدين لمصر بالكثير والكثير فهي راعية النهضة وقلب العروبة النابض لكن ذلك لم يمنع بعض النقاد من خارج مصر فضلاً عن داخلها من توجيه النقد الحاد للدراما والسينما المصرية التي وصلت لمستوى عالي من الانحدار الذي لم يعد مقبولاً و لا مستساغاً عند الجمهور العربي عامة والمصري خاصة , الخليج العربي ليس استثناءً من ذلك الانحدار رغم غياب الفن السابع " السينما " كصناعة ووسيلة ومادة فنية عن أرض الواقع , الدراما الخليجية لا تقل سخافةً عن الدراما المصرية والتونسية والمغربية والجزائرية وغيرها من الدراما العربية فالفن هناك عبارة عن كميات كبيرة من المكياج والملابس المكشوفة والبناطيل الشفافة والإغراء الجسدي والإيحاء الجنسي وليس ذلك فحسب فالشفايف مفتاح الإثارة مصابة بداء النفخ الذي حولها من مفاتيح إثارة إلى مقامع متوحشة مقززة , الفن الوسيلة الحضارية تتعرض للتشويه إنتاجاً وتأليفاً وإخراجاً وتمثيلاً أيضاً والعلة في ذلك لا تنحصر في غياب النٌقاد بل في غياب المسؤولية الأخلاقية عمن دخل عالم الفن فجل الداخلين باحثين عن شهره ومال وأشياء أخرى , عندما يجلس المشاهد البريء أمام شاشة التلفاز فإنه يشعر بأنه جالس في كباريه وليس أمام شاشة فضية ولا ينقصه سوى بعض الطقوس ليشعر بأنه في كباريه حقيقةً لا خيال !.

الفنون البصرية الدرامية والسينمائية والكوميدية بالوطن العربي بريئة من ذلك الانحطاط فهي وسائل تتعرض للانتهاك جراء علاقة غير شرعية بين المنتج والمخرج والكاتب والممثلة والممثل فالمجتمع وقضاياه في وأد وتلك الشخصيات  في وأد الإغراء الجسدي والجنسي وما أقبحه من وأد شوه كل شيء تاريخاً وثقافة ووسيلة وتراث تتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل ..