مواضيع اليوم

شـفـافـيــة الـعــلاقـــة الـجـنـسـيــة

مصعب الهلالي:

شفافية العلاقة الجنسية

ورد في الأخبار على صفحات الانترنت (مجلة تدوينة الألكترونية) الآتي نصـه:
نجح المحاور التلفزيوني المصري الجرئ (عمرو أديب) مؤخراً (في الفضائية المصرية) فى تجاوز عدة خطوط حمراء وقدم حلقة مثيرة للكبار فقط حول المرأة فى الفراش ، طرح اسئلة على ضيوفه عن أماكن الرغبة والمتعة الحقيقية عند المرأة وكيف يعرف الرجل أنها وصلت الى ذروة متعتها معه ؟ !!!واسئلة اخرى اكثر جرأة ...
استهل الفقرة بقوله : متى تصل المرأة للأورجازم ؟ سؤال محير للكثيرين ولم يجدوا اجابته حتى الآن ، محير بالنسبة لى ،وأنا قريت كتب كتير ويقوللك وقتها حط ودنك على قلبها وقيس نبضها وشوف ده حصل ولا ماحصلش !!
السر ده إيه ؟ نفسى حد يكلمنى !!
ردت الدكتورة منى رضا استاذ مساعد الطب النفسى وعضو جمعية الصحة النفسية بقولها : احنا فى الابحاث العلمية فيه طرق بنقيس بها بالنسبة للرجل لكن مع المرأة المسألة صعبة ولا يمكن قياسها ، فالرجل اغلب جهازه التنايلى للخارج ، أما المرأة فللداخل ولهذا تحتاج نظرياً الى منظار وهذا ميتحيل عمليا مع حالة الممارسة أو مع تحقيق الاستثارة ...، وبالنسبة للزوج يعتمد الأمر على درجة حميمية العلاقة ، لأن الأمر صعب تخيله ، وهو لايشعر لكنها تشعر بالاختلاجة.

قاطعها عمرو أديب : ازاى الواحد يهتم بالست علشان
توصل للمتعة الحقيقية ؟

قالت : لازم يبقى فيه تواصل بين الطرفين ويحترم رغباتها
مش يقولّلها ماتطلعيش صوت !!

لكن المشكلة الحقيقية فى أن الكثير من الجال عندهم سرعة قذف ولهذا الست ما بتلحقش توصل للمتعة ...سرعة القذف مصيبة لدى المرأة .

ما هو الجى سبوت ؟ !!

سأل عمرو : إيه هو الجى سبوت ؟ يقولّلك المرأة عندها مكان ركـّـز عليه ، ايه هو قـُدس الاقداس ده ؟ وفين ؟ يقوللك دوّر عليه وهتلاقيه ، يمين وانت داخل ولاّ شمال ؟؟ ...
وبعض الناس يقوللك ده مش حقيقى ......

قال الدكتور عمر عبد العزيز استاذ امراض النساء بالقصر العينى : أنا ماعرفش هو فين ، وانا ضد موضوع الجى سبوت ده والعالم البرازيلى اللى قال عليه لم يحدد له مكان وتشريحيا لا يمكن تحديده ، لكن فيها اهم تجمع اعصاب وفيه ناس قالوا انه فى الجدار الامامى للمهبل ، لكن بشكل علمى اكيد مفيش جى سبوت

كيف تشعر المرأة بالاثارة ؟

سأل عمرو : ازاى نستثير المرأة ؟
قال د. عمر : عملية الاثارة هى عملية احتقان للدم فى المناطق التناسلية عند الرجل والمرأة ، وهى 4 مراحل :
رغبة ثم تمهيد ثم الاثارة ثم الاورجازم لتعود الى الهدوء ..
الاثنين زى بعض لكن مختلفين فى السيركل ، عند الرجل المسألة مستقيمة تطلع حتى الذروة مرة واحدة ، لكن عند المرأة متراوحة وتطلع وتنزل عدة مرات ...لو الزوجة بتوصل للخطوات دى يبقى العملية بالنسبة لها ممتعة.

//////////////////////////////

إلى هنا وانتهت الحلقة التي وصفت بالجريئة .. رغم أنني لا أجد فيها جرأة تذكر .....

///////////////////////////////////

التعليق والمداخلة

يهمني في البداية التأكيد على أن سرعة القذف التي باتت محل شكوى الكثير من الزوجات في الجيل الحالي تبدو من حيث المبدأ غير منطقية أو ما كان يجب أن تكون لأن الزوج يكون معتادا على الممارسة الجنسية المنتظمة هنا ولا يشكو الاحتقان والحرمان الجنسي ويفترض أن يكون مستقرا عاطفيا ونفسيا على عكس العازب أو من يكون بعيدا عن زوجته ولا يلتقي بها إلا لفترات قصيرة بين كل حين وآخر لأسباب تتعلق بظروف عمله في مكان آخر بعيدا عن موطنه الأصلي داخل البلد الواحد أو في الخارج .
وسرعة القذف في حالة الحياة الأسرية الزوجية العادية تعتبر حالة مرضية. إما نفسية أو عضوية ولاشك أن لها عدة أسباب رئيسية وثانوية .... وربما يكون من بين أسبابها هو عدم الانتصاب الكامل للعضو الذكري أو الإثارة التي يتعرض لها الرجل من جراء رؤية المشاهد المثيرة في التلفزيون أو الشارع .. وإنشغاله بتخيل الممارسة مع أنثى أخرى خلال ممارسته للجنس مع زوجته .... وكذلك لسبب إدمان العادة السرية خلال فترة المراهقة وامتداد هذه العادة لفترة طويلة مع تقدم العازب في السن حيث بات الزواج حاليا صعب المنال بالنسبة للكثيرين .... هذا بالإضافة إلى شرب الخمر والمخدرات على نحو خاص وهي عادة منتشرة للأسف مثل تدخين سيجارة البنقو والحشيش وتعاطي الأفيون وهلم جرا . بالإضافة إلى أن سرعة القذف قد يكون سببها أمراض مزمنة مثل ارتفاع نسبة السكري في الدم وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول الضار وضعف عضلة القلب وهذه كلها تؤدي إلى خلل في انتظام تدفق الدم في القضيب بالكمية والسيولة الكافية وبالتالي صعوبة انتصابة أولا ثم عدم انتصابه بدرجة الصلابة المفترضة وثالثا احتمال ارتخائه الفجائي تبعا لزيادة الاجهاد وطول الفترة الزمنية . وحيث يتنامى الإحساس لدى الرجل بحسب التجارب السابقة مع زوجته أن ذكره سيرتخي فجأة خلال عملية الجماع ويتعرض للحرج أمامها فيضغط على أعصابه ويتوتر مما يجعله عرضة للقذف السريع حتى يتخلص من هذا الشعور ويكون قد أدّى مهمته وواجباته الشرعية تجاهها والسلام.

وهناك من يعاني من أمراض عصبية تتعلق بحدة المزاج وتوتر الأعصاب اللاإرادي ويؤدي ذلك أيضا إلى معاناته من سرعة القذف .. وأفضل سبيل في هذه الحالة هو اللجوء إلى أطباء الذكورة للعلاج الدوائي.

أمر يدعو للدهشة في المجتمع المصري:

المدهش في هذا الحوار التلفزيوني أن الباحثة المصرية تثير نقطة مهمة في المجتمع المصري وهي قول الزوج للزوجة (ما تطلعيش صوت) .. وهو مفهوم يبدو شيوعه مستغربا لدى هذا المجتمع المصري .. ففي المأثور الشعبي يظن العديد من أهل السودان أن الزوجين المصريان أكثر انفتاحا في مسألة الجنس .. (أقرأ الفصل الخامس من رواية موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح) .. ويبدو أن هذا الانطباع الخاطيء عن المرأة (المصرية) في الذهنية السودانية وربما العربية بوجه عام إنما سببه مبالغة الأفلام المصرية منذ الأربعينيات من القرن الماضي في عكس صورة غير واقعية نوعا ما عن خفايا العادات والتقاليد في المجتمع المصري... إضافة إلى استضافة العاصمة المصرية إلى كباريهات ومقاصف في شوارع شهيرة تاريخية مثل شارع (كلوب بيه) و (محمد علي) في العتبة قديما .. وشارع الهرم بمنطقة الهرم حديثا  الأمر الذي يعطي إنطباعا مشوشاً عن المجتمع برمته.

كذلك أستغرب إدعاء هذه الباحثة المتخصصة خلال الحوار أن الرجل لا يحس بإختلاجة (رجفة) زوجته خلال الجماع وقولها :(وهو لايشعر لكنها تشعر بالاختلاجة) .....

الإختلاجة تعرف في اللغة العربية بـ "هـزّة الروع" وهذه معروفة ويحس بها الرجل خلال الجماع خاصة الرجل ذو الخبرة وتكون أكثر وضوحا بعد شهرين تقريبا من فض بكارة الزوجة العذراء وهي أمر عادي في هذه الفترة الأولى من اعتيادها على الجنس وتعرفها عليه وإحساسها بلذته ... ويتكرر لديها عدة مرات خلال فترة الجماع الواحد .....

وبهذه المناسبة فإن على الزوج غير الخبير بالنساء أن لاينكر على عروسه تعلقها الشديد به خلال الشهور الأولى من حياتهما الزوجية ، من قبيل انتظارها عودته من الخارج خلف باب المنزل بلهفة وشوق وحديثها الكثير عن الجنس . ومحاولتها الالتصاق به وتحسس جسده والتعرف على أدق ملامحه . وكذلك رغبتها الجنسية المحمومة أو يعيبها بها ... بل على العكس هي أكبر دليل على عذريتها الحقيقية. وذلك أنها تكون واقعة تحت تأثير الإصابة إلى درجة الزلزلة بالدهشة والإنبهار كونها تتعرف على عالم (الذكـر) الحقيقي  وفق هذا الواقع العاطفي والجنسي اللصيق لأول مرة في حياتها ... ثم أنها على كل حال فترة عابرة لابد منها لدى أي فتاة مستجدة في هذا الحقل تتذوق الجنس لأول مرة في حياتها وتستمر هذه الحالة الشبقية فترة قد تمتد ما بين عام واحد إلى ثلاث سنوات كاملة تقريبا بحسب الجينات الوراثية والتركيبة العاطفية للزوجة ثم تبدأ رويداً رويداً في الانخفاض ..... وليكن معلوما لدى الزوج أيضا أن فترة الثلاثة أشهر الأولى من علاقته الجنسية مع زوجته العذراء هي التي ستحدد مسيرة حياتهما الجنسية والعاطفية بنحو عام فيما بعد طوال حياتهما فليكن حريصا ودقيقا في أفعاله وتعليقاته خلال هذه الفترة لأنه وبكل بساطة يكتب في صفحة بيضاء وينقش على الحجر.... فإن أفلح فقد سَـعِـدَ وكان بها ... وإن خاب وتوتر واستعجل واتخذ الحماقة مسلكا فلا يلومن بقية حياته سوى نفسه ....  

وقد قال الشاعر أمرؤالقيس في هذه الاختلاجة يصف خلالها ممارسة له مع عشيقة من ضمن عشيقاته من ذوات العز والحسب والنسب والمجتمع المخملي الناعم بحسب مواصفات ذلك العصر :

إذَا اخَذَتْهَا هِــزّةُ الــرّوْعِ أمْسَكَتْ

                                بمَنْكَبِ مِقْـدَامٍ عَلىَ الْهَـوْلِ أرْوَعَـا

الجميل أننا في السودان عامة .. سواء المدن والقرى والأرياف لا يمنع الزوج زوجته من التعبير عن نفسها بالصوت خلال الممارسة الجنسية وهو المتعارف عليه في مأثورنا الشعبي بمصطلح (الجَـلـَـعْ) ... وهي أصوات تعبر عن اللذة الجنسية قبل وأثناء الجماع وبعده كذلك لفترة عشر دقائق على الزوج الفنان المرهف أن يحتضنها خلالها ويقبلها ويدلعها ولا ينهض عنها ويسرع نحو الحمام ويتركها للفراغ ..... ومع ذلك فإن المسألة من حيث كثرة الجلع أو قلته تختلف بين كل أنثى وأخرى بحسب الجينات والعوامل الوراثية ... ولكن تبقى القاعدة والفكرة الأساسية مشتركة لدى الأنثى التي خلقها الله عز وجل هكذا ولا تعاب على فطرتها هذه  .... وتختلف أصوات ونبرات الجلع عن أصوات الإحساس بالألم فهي دافئة ومفعمة بالحنان والرغبة في الاستزادة .... ولا تعتبر مقياسا علميا لفحولة الزوج في حقيقة الأمر ، بقدر ما هي مؤشر لدرجة حساسية المرأة وثقتها في شريكها وحبها له ....

بالفعل سمعت كثيرا عن قول مصري مأثور يقول (تموت الصعيدية ولا تتعرى لزوجها) .. وكنت أظنه من باب النكات اللاذعة التي تطلق على الصعايدة من جانب الفلاحين وعامة أهل مصر .. ولم أكن أظن أن هذه المقولة لها جذورها المطبقة في الواقع المصري المعاش.

الجهل بالجنس لدى الرجل العربي:
وأكثر ما يؤشر إلى جهل الرجل العربي بالجنس وتفاصيل وتقنيات الحياة الجنسية هو ما ذهب إليه المحاور التلفزيوني المصري الذي وصفه كاتب الخبر بالجرئ (عمرو أديب) .... فهو ومن خلال طروحاته وأسئلته يبدو أنه يخلط بين الأداء الوظيفي للرجل خلال العملية الجنسية وبين الغاية العاطفية من العملية الجنسية من حيث المبدأ ........ فجعل منه (عامل توصيل بيتزا ) DELIVERY MAN

فهو إذن يركز على كيفية أداء الزوج مهام وظيفته وهي إيصا ل الزوجة إلى قمة النشوة ليس إلا...... دون اهتمام بما يجري من بداية التفكير في الممارسة وخلالها من امتاع متبادل وهو الهدف الذي يفترض أن ينشده الطرفان ابتداء .... ولا عيب أن يسعى الزوج لإمتاع نفسه .. فمن لا خير له في نفسه فلا خير له في الآخرين ... ومن لا يهتم بإمتاع نفسه لن يستطيع إمتاع الغير ... وفاقد الشيء لا يعطيه .... 

إذن فإن الوصول إلى حالة النشوة لدى المرأة لا تتوقف على مجهود الرجل وحده بقدر ما تتداخل فيها جوانب أخرى متعددة عضوية ونفسية للزوجة ....
أو بمعنى أصح فإنني ومن خلال دعوتي لعلاقة جنسية أرحب بين الزوجين في كافة نصوصي الأدبية أرى أن يجري التركيز على ترسيخ مفهوم سوداني وربما عربي عام (إن أمكن) للممارسة الجنسية بين الزوجين بحيث تكون المسئولية في هذه الحالة مسئولية تضامنية . ويستلزم التضامن أن يكون طرفيه على قدر متساو أو على الأقل متقارب من حيث القدرة الصحية والثقافة الجنسية .. 

كذلك فإن هذه المسئولية التضامنية لا يمكنها أن تتحقق إلا بعاملين :
الخروج بالعلاقة الجنسية بين الزوجين من عالم الطلاسم في الأجهزة الاعلامية الرسمية إلى شفافية واقع الحياة المعاصرة ووسائط المعلوماتية بحيث يجري مناقشتها بمفهوم أوسع.
التركيز على أن الدين الإسلامي لا يفرض تابوهات وكوابح على الغريزة ولكنه ينظمها عن طريق الزواج .. وهُــنّ في هذا الإطار النفسي والحِسِّي لباس لنا ونحن لباس لهن... ومعنى ذلك أنها بالفعل مسألة تضامنية بين الطرفين .. وعليه يجب أن تترك للزوجة هنا مطلق الحرية في التعبير عن رغباتها الجنسية وهي بين أحضان زوجها . فعلى سبيل المثال لا الحصر لا ينبغي الحجر عليها سواء نفسيا كأن يقول لها الزوج (ما تطلعيش صوت) .... أو جسديا بممارسة عادة الختان الضارة التي تستهدف بظرها دونما أسباب طبية مقنعة ....

ومن ثم كان ينبغي للمحاور هنا إن كانت لديه الخبرة الكافية بالنساء ورغباتهن واختلافهن عن بعضهن في مسألة الجنس .. كان ينبغي أن يعالج المحاور التلفزيوني (الذي وصف بالجرأة) عمرو أديب ... كان ينبغي أن يعالج الزوايا والإطار العام للعلاقة الجنسية على اعتبار وجود فروقات بين كل أنثى وأخرى .. فالجنس هنا لدى المحاور نراه وعلى الشاكلة والمفهوم الذي أدار به الحوار .. نراه وكأنه قطار مجري فاخر يجري مسرعا على خط حديدي مستقيم من (القاهرة) متخطيا كل المحطات الكبيرة والصغيرة  في طريقة لتحقيق غايته القصوى وهي تفريغ ركابه بسلام في محطة  (الاسكندرية) .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات