يلومني الكثيرون باني أغضبت الكثيرين بأنتقادي لهم كل حسب أخطائه ، وأقول لهؤلاء جميعا ما معنى التحرير والديمقراطية إذا صمت المواطن ولم يعبرعن رأيه بصراحة ؟، بصرف النظر عن أن كل رأي يحمل في طياته الخطأ والصواب . وتعلمنا أن كل من رأى منكرا فليحاربه بيده ومن لم يستطع فبلسانه وقلمه ومن لم يستطع فبقلبه . وأنا وقد بلغت من العمر أرذله لا أريد خيلا ولا مالا ولا كرسيا ولا محرابا . والحمد لله لم تدفعني الظروف لمد يدي للعمل في حكومات القذافي القمعية الفاسدة المتعاقبة او أتلقى مليما واحدا منه أو من غيره لأندم كما ندم الكثيرون الأن ، ولم تطأ قدماي أرض ليبيا الحبية في عهده لمدة تقارب 38 عاما هربا من الذل والهوان ، والغربة في مثل هذه الأحوال أهول من القتل ، والصمت في الخارج ليس إنقاذا للنفس بل للأخرين في الوطن . واليوم أحمد الله كثيرا أني رأيت عرش الطغيان يتهاوى والقذافي يطلب الرحمة في أخر حياته ويقبر إلى الأبد مقتولا منبوذا .وأدعو الله أن أموت وليبيا قد حققت أهداف ثورتها ونجت من الملتفين حولها وترفل في ظلال الحرية والديمقراطية ورخاء وعزة وكرامة بين الدول المتحررة المتحظرة بمفهوم العصروشعوب العالم المتقدمة .
إن الثورات العربية أوالربيع العربي كمايسميها الأعلام الغربي لم تكن حركة لتغييرالانظمة الدكتاتورية في تونس وليبيا ومصر وسوريا واليمن والبحرين فقط ، ولكنها كانت ثورات عربية أصيلة لنشر الحريات والديمقراطية في ربوع عالمنا العربي الأصيل من المحيط إلى الخليج . وما لم يتحقق هذا فلن تتحرر هذه الدول التي ثارت ، وسيتم الألتفاف على ثوراتها سرا وعلانية لتعم الدكتاتورية من جديد عالمنا العربي تحت أسماء جديدة ، وتحت ستار الدين الحنيف وسلطة ولي الامروالأمام المنتظر . إننا كليبيين نقدر دور دولة قطر في مساعدتنا ضد الطغيان وندين لها بالشكر والعرفان . وكذلك نشكر الأمارات والكويت وباقي دول الخليج على مساعداتهم القيمة لنا في القضاء على الطاغية القذافي وأبناؤه ومن يلود به من أولاد الأعمام والاقارب والأنصار والمصفقين ، الذين دمروا البلاد وقتلوا العباد وأخروا عجلة التقدم الحضاري والأنفتاح على العالم ، وحرموا الشعب من أغلى ما وهبه الله للأنسان وهو الحرية و سيادة العقل والحكم العادل. لكننا لن نقبل مساعدة دول الخليج كرشوة أو أن تتدخل في شئوننا أو ان ننسى أخوتنا الشعوب العربية الشقيقة في الخليج الذين يتوقون للتحرر والانعتاق من أنظمة ظلامية منغلقة . قطر ئؤيد حزب الله في لبنان والأسلاميىين في غزة ، ويظهرإنها تريد أن تؤيد الأسلاميين في ليبيا لنشر مبدا الخضوع تحت شعا رالدين الحنيف الذي نقدسه ونذكره ونؤدي واجباته خمس مرات في اليوم . قطر رغم قيادتها للحركات التحررية العربية مشكورة ليست دولة إسلامية بالمعنى الحقيقي حتى تحاول نصرة الأسلاميين في بقية العالم العربي ، وليست ديمقراطية ، وليست لها أمكانيات بشرية لتكون دولة عظمى في الشرق الأوسط . المال يخلق سوقا كبيرة ولا يخلق دولة قوية . قطر اليوم تحمل العلم العربي القطري لقوى التغيير وتساعد الشعوب العربية الساعية للتحرير ، وتقوم بدور التاجر الناجح للشركات الغربية في المنطقة العربية. ونتساءل. لماذا تسعى قطر في الفترة الأخيرة لقيادة الحركات العربية للتحرير في مناطق عربية بعيدة عنها ؟ هل تريد بذلك جعلها عبرة وإنذارا لدول الخليج اوهل تريد تحويل الأنظار الدولية وضغوط منظمات حقوق الأنسان علي دول الخليج وحكوماتها التي تحارب الحرية وحقوق الأنسان لتتوقف عن قمع شعوبها وسجن المطالبين بالديمقراطية ، ومتابعة المنادين بالحرية داخل وخارج بلادهم ، ومعامة العمالة الأسيوية بأساليب العبودية وما يخالف حقوق الأنسان . فالعالمكله يعرف أن دول الخليج ليست دولا حرة ديمقراطية ، أو دولا دينية إسلامية بمعنى الأسلام المتفتح الحضاري الصالح لكل زمان ومكان . وحتى الدول الخليجية التي تدعي بانها دينية تطبق الشريعة الأسلامية المتشددة على الفقراء بدون إعتبارات مكانية وزمنية ، أما الأغنياء فيعيشون حياة غربية مع الغربيين ولا ينطق عليهم القانون ولا الشريعة . الحكومات الخليجية حكومات عائلية وراثية يديرها الملوك والأمراء وأولادهم وأحفادهم وأزلامهم الذين يملكون البلاد والعباد ، ويستخدمون المال لأيجاد أجراء مؤيدين من جيوش مرتزقة وأعلام مرتشي وكتابا مسيرين وأنصارا هتافين . تغييرات الحكم في دول الخليج تقتصرعلى تغييرعاهل بعاهل أوأمير بأمير أو نظام سني متزمت بنظام شيعي متزمت . اما الشعب الخليجي من عباد الله فخيرهم من أكل ولبس وسكن، صمم بكم يسبحون بطول عمر ولي الأمر وأبناؤه وأبناء عمومته وخدمه المخلصين الذين يسميهم ولي الأمر بأهل الحل والعقد للتغطية والألتفاف حول مبادئ الأسلام السمحة . ولا نصير للشعوب التي لم نعد نسمع صوتها كما نسمعه بشكل يومي في بعض أجزاء العالم العربي وفي شعوب أمريكا وأوربا وأسيا وحتى افريقيا أخيرا . إننا وقد تحررنا من حكم طاغية كما تحررت تونس ومصر من حكامهما الطغاة نامل أن تتحرر سوريا واليمن من جلادهما قريبا وكذلك باقي الدول العربية من المحيط إلى الخليج لتسير في ركب الحرية والديمقراطية والوحدة العربية وتحرير فلسطين . كما نأمل وندعو الله أن تنجح الثورات العربية التي تخلصت من حكامها الدكتاتوريين من تحقيق أهدافها وأمالها ويحفظها من الذين يحاولون الألتفاف حولها بدعوي المشاركة تحت شعار التكفير عن الماضي وإستعمال الدين والكفاءة كخيار جديد للدكتاتورية .
التعليقات (0)