بعضُ الحكومات الهشّة والضعيفة، تحاول إخفاء عيوبها الكثيرة ونقائصها، بإتهام شعوبها ـ المُنتفضة والثائرة على ظلمها وفسادها واستبدادها ـ بحياكة مؤامرات مع أطراف خارجية للإطاحة بها !.. وكأن تلك اليافطات العريضة والشعارات الواضحة التي ترفعها شعوبها، لم تُرسّخ لديها قناعة بأنها أزالت أثواب (الشرعية) عنها !.. ولم تكفِها للتأكد مِن أنه لم يعُد مرغوبا فيها حتى من أقرب مُقربّيها، إلا بالغصب والبطش والقمع الذين لاتعرف سواهم لإخفاء جبنها وخوفها على سلطتها، وعمالتها لنفس الغرب الساكت على جرائمها، والذي تتهم مواطنيها الأبرياء بالتآمر معه للإطاحة بها ؟!..
كيف إن بعض الحكومات العربية (السّادية) تستخف بعقل المواطن العربي، حتى ولو كان مُتفرّجا حياديا وبعيدا عن بطش يدها، وتظن أنه بسذاجةٍ تُمكّنها مِن إقناعه بأن القمع الذي تمارسه على إخوانه العُزل ـ بسفك دمائهم وبقطع ألسنتهم واقتلاع أظافرهم، وبالتنكيل بهم بأبشع الصّور ـ يمكن تبريره بوجود مؤامرة يحيك خيوطها مع أطراف خارجية أوبالخيانة العُظمى للوطن .. ولو أن الوطن ليس مُجرّد قطعة جغرافية محدودة يسن بعض أفرادها قوانينا، فيعتقدون بعد سنّها أنها مُقدّسة ولا يمكن المساس بها، حتى ولو كانت مُجحفة في حق الإنسان قبل المواطن .. وذلك حديثٌ آخر ؟!..
ولا بُد لكل عاقلٍ أن يتساءل عما ستستفيده أمريكا من وراء الإطاحة بنظام الأسد بسوريا مثلا، إذا كان عميلا لها أصلا بالمنطقة ؟!.. ومادام راعيا رسميا لصغيرتها السّفاحة إسرائيل، وحاميا لتواجدها على الأراضي العربية هضابها وسهولها ؟!..
سيقول قائل إن النظام السوري، هو رمز (المُمانعة) وجدار الصّد في وجه الزحف الأمبريالي الغربي على المنطقة، وأنه مُوالي لإيران (المشهورة) ـ لأن الشهرة لاتكون دائما حقيقية ـ بعدائها الشديد لأمريكا ولكل ما يمُت لذلك (الشيطان) بصلة !.. وسيكون دليله ـ أي القائل ـ على كلامه، هو الخرجات الإيرانية التهريجية، باستعراض قطع السلاح الكلاسيكية التقليدية بين الحين والآخر، مِن مثال صواريخ (الشّهُب 01 و 02)، و(قادر) القادر على إغراق السّفن الكبيرة والبارجات وتحطيمها ؟!..
وسنقول لهذا القائل، إن تلك المُمانعة وهمية حاول النظام السوري ترسيخها في عقول العرب، عبر التصريحات (النارية) مِن فوق منصات الخطابات وأمام وسائل الإعلام، و(الأبرد من الثلج) تحت الطاولات وفي الكواليس !.. فالنظام السوري يوالي جهة أخطر على العرب والمسلمين من أمريكا وإسرائيل .. إنها إيران الشيعية !..
الشيعة الذين لايعتبرون غيرهم من المسلمين مُسلمين فعلا ـ وخصوصا أهل السّنة منهم ـ ، بل كُفّارا (أنجاسا) (لاتجوز) مُجاورتهم والتقارُب منهم، أو التودد إليهم ومُخالطتهم، أو مُؤاخاتهم ومُساندتهم بأيّ حالٍ من الأحوال، لأن (السّنيّين) يسيرون على خُطى الهادي المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي يتنكّرون لنبوّته باطنا رغم تظاهرهم بالإيمان به، فهم يعتبرونه (رسول الخطأ) من عند المولى عز وجل (وتعالى الله عما يصفون) ؟!.. كما لايتوانون عن سبّ زوجاته الطاهرات ـ أمهات المؤمنين ـ بمناسبة وبدونها، وذمّهن والتعرض لشرفهن، ووصفهن بأقبح الصّفات، ونعتهنّ بأقبح النعوت وأفظعها .. رضوان الله عليهن !.. كما يُعادون خيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الراشدون رضوان الله عليهم (أبي بكر وعمر وعثمان) !..
الشيعة ليسوا مسلمين، لأن المسلم مهما بلغ إختلافه ومهما اختلفت طائفته وجماعته ومذهبه وطريقته، لا يسُبّ أزواج رسول الله أو يقدح في شرفهن وهن أشرف نساء العالمين !..
الشيعة تحالفوا مع الشيطان قبل أن يضعوا أيديهم في يد أمريكا، وقبل أن يُمثلوا دور الحليف بالمعكوس أمام أنظار العالم .. فقط ليخدعوا البُلهاء من العرب والمسلمين، ليستبيحوا دماءهم وممتلكاتهم، وليتسللوا إلى البلدان العربية لاغتصاب خيراتها وثرواتها، وتقديمها قرابينا (وثنية) لإيقاظ ماردهم (الفارسي) !..
بعد كل هذا، هل يبقى مجالٌ للشك بأن ثورة الشعب السوري ـ السني في أغلبه ـ ضد المد الشيعي المُسلّط على رقبته، والمُقيّد لحرياته ـ وحتى الدينية والعقائدية ـ طيلة عقود، هو مؤامرة ؟!.. إذا تأكّد ذلك، فسيتأكد أيضا تآمر الشعبين الجريحين النازفين السوري واليمني على نظامي حُكميهما (بالتزامن)، بشدّهما من أزر بعضهما البعض، وبمواساة بعضهما البعض ـ أمام صمت العالم الذي تحكمه قوى الشر ـ بتوحيد شعارَي ثورتيهما في جمعة الأمس : (النصر لشامنا ويمننا) !.. ووالله ستكون مؤامرة مُباركة من السماء، لأن الشعبين (مظلومَين) توحّدت دعوتيهما لينصرهما (العادل) على (ظالميهما) .. وسيستجيب (مُجيب دعوة الدّاعي) إن عاجلا أم آجلا .
01 . 09 . 2011
التعليقات (0)